كيف تتوقف عن المماطلة والكسل وتصبح شخصًا أكثر إنتاجية

المماطلة والتأجيل والكسل من العادات السيئة، والتي يجب أن تتوقف عنها على الفور، والأمر لا يتعلق فقط بكونها تؤثر عليك ماليًّا أو مهنيًّا، ولكن لها العديد من الآثار الشخصية الضارة على صحتك وحياتك الزوجية وأطفالك وعلى كافة علاقاتك بالآخرين.

حسنًا جميعنا نلجأ للتأجيل والمماطلة والكسل في بعض الأحيان، ولكن حين يتحول الأمر إلى مشكلة مزمنة فلا بد أن ننتبه، ونبدأ في السعي إلى الحل، ويجب أن تعي أن كسر هذه الدائرة من التسويف والتأجيل والمماطلة والكسل هو أفضل ما يمكنك أن تفعله إن كان لديك أهداف تسعى للوصول إليها، لا بد أن تجد طريقتك في التخلص منها، وتحفيز نفسك للتقدم والتحرك.

أولًا: فكر في عاداتك

معرفة ما تفعله وما الذي ينتج عنه يساعدك بشكل كبير في تحسين عاداتك بشكل عام، فإن أردت أن تخرج من دائرة الكسل والمماطلة والتأجيل يجب أن تعترف بأنك عالقٌ بها، فكما يقولون “الاعتراف بالمشكلة هو نصف الحل”، ومعرفة المرض تعني نصف الطريق إلى العلاج، هكذا الأمر مع المماطلة، يجب أن تحدد إذا ما كنت مصابًا بها أم لا.

ثانيًا: إنجاز المهام الصغيرة أولًا

مهما بدت المهام الصغيرة تافهة، لكنها -في الواقع- تشغل مساحة كبيرة من عقلك إن لم تكملها، وستبدأ في التفكير بها وتعظيمها حتى تتجلى أمامك عقبة كبيرة على حساب المهام الأخرى، والتي قد تكون أهم منها، لذا فور أن تصادف مهمة صغيرة ابدأ على الفور في العمل عليها.

ثالثًا: خداع العقل

أحيانًا قد تبدو المهام صعبة.. داخل العقل فقط، حتى وإن كانت المهام كذلك فعلًا، فمن المهم أن يقتنع العقل بقدرته على حلها، وهو ما سيجعل إنجازها أسهل بكثير. دعني أطلعك على سِرّ، لطمال كنت أعاني – كربّة منزل- من تراكم الأطباق في الحوض، وهو ما يصيبني بالإحباط فأتركها لتزداد المشكلة تعقيدًا، حتى أجد أن كافة أدوات الطاولة في الحوض ولا يوجد ملعقة أو طبق واحد يمكنني استعماله.

ولكن منذ عدة أشهر بدأت أمارس خداع العقل، حيث أقنع عقلي أن أي كمية من الأطباق المتسخة لن تستهلك الكثير من الوقت، وأن تنظيفها على الفور سيوفر علي الوقت والجهد الضائعين في حال تراكمها، ومن هنا بدأت أستخدم الموسيقى كمؤقت لي، فمثلًا أترك الموسيقى تعمل أثناء غسل الأطباق، وما إن تنتهي حتى أتوقف.
وللمفاجأة، أثبت الأمر نجاحه، واكتشفت أن أكبر كم من الأطباق المتسخة لا يستهلك أكثر من 15 دقيقة، وهكذا صارت مهمة تنظيف الأطباق أسهل كثيرًا وبتّ أشعر بالراحة لأنني أنجزت أمرًا كان سيعيقني بالفعل لو تركته.

رابعًا: إدارة الوقت

حاول أن تقرأ عن استراتيجيات إدارة الوقت، والتي تساعدك على ترتيب أولوياتك بأفضل شكل ممكن. هناك الملايين من هذه الاستراتيجيات اقرأ بعضها من هنا واختر ما يناسبك.

خامسًا: استخدم الحافز

حسنًا، أعلم أن كلمة (حافز) تبدو كلمة كبيرة، ولكن الواقع أبسط من ذلك، فحين تشعر أن لديك دافع لإنجاز مهمة ما، ستنجزها بسرعة وكفاءة ودون أن تشعر بمرور الوقت، ومهما كان الدافع الذي تستخدمه لنفسك بسيطًا ستلمس بفضله نتائج مدهشة، شخصيًّا، أعتبر تناول الحلوى ومشاهدة الأعمال الفنية دافعين رائعين، يساعدانني على الاستمتاع بالمهام التي أنجزها.

سادسًا: حذف المهام غير المهمة

أحيانًا نجد أنفسنا في خضم مهامّ غير مهمة، كل ما تفعله هو منحنا شعورًا بالانشغال، وغالبًا ما تكون هي السبب الذي يدفعنا للتسويف والمماطلة. الأفضل أن تحدد المهام غير المهمة -أو التي تخص أشخاصًا آخرين غيرك- وتحذفها على الفور من قائمة مهامك. وهكذا ستجد وقتًا للمهام التي تساهم في نجاحك.

اقرأ أيضًا: تغلب على التسويف لتحقق أهدافك

سابعًا: التفويض

تراكم المهام محبط، ولكن يمكننا أن نتخلص من هذا الإحباط حين نكتفي بعدد محدود من المهام ونركز على إنجازها، الأشخاص الناجحون دائمًا يفوّضون بعض الأعمال لغيرهم، خاصة في حالة وجود متخصص بتلك المهام: مثل الاستعانة بشخص لتنظيف المنزل أو تصليح الكهرباء أو تغيير زيت السيارة وغيرها.

ثامنًا: تقنية بومودورو

وهي من التقنيات الشهيرة التي تساهم في زيادة الإنتاجية (تعرّف عليها أكثر)، وتعتمد هذه التقنية على فرضية أننا نركز لفترة معينة قبل أن نُصاب بالإرهاق الذهني، وبالتالي يمكن تقسيم الوقت بحيث يركز الشخص في مهمة واحدة يقوم بها في الوقت المحدد دون انقطاع أو تشتت، هذه المهمة مدتها تتراوح بين 25 دقيقة إلى 30 دقيقة بحد أقصى.

تاسعًا: تقسيم المهام الكبيرة

على سبيل المثال تنظيف المنزل مهمة كبيرة يمكن أن نقسمها إلى مهام فرعية؛ مثل كنس الأرض، الانتهاء من الغسيل، تنظيف الأطباق، وهكذا تصبح المهمة الكبيرة مهام صغيرة يسهل الانتهاء منها، مما يساعدك على الإنجاز.

الخلاصة:

يمكننا القول أن أهمّ الحيل التي تساعدنا في التخلص من التسويف والمماطلة هي:

• النظر إلى عاداتك وفهم المشكلة، ثم اتخاذ إجراءات فورية لحل المشكلة.
• إنجاز المهام الصغيرة أولًا.
• استخدام تقنيات إدارة الوقت.
• خداع العقل.
• وضع حافز.
• حذف المهام غير المهمة.
• تفويض بعض المهام.
• استخدام تقنية برومودورو.
• تقسيم المهام الكبرى إلى مهام أصغر.