ما الفرق بين البهجة والسعادة؟ والأهم: هل يمكن تحقيق كليهما؟
نريد تحقيق السعادة ، وعلى الرغم من أن نظرة السعادة مختلفة لكل واحد منا ، إلا أن هذه المشاعر المدهشة لا تزال كما هي.
add تابِعني remove_red_eye 91,100
ما أكثر شيء تريده من هذه الحياة؟ كثيرًا ما طُرح علينا هذا السؤال، وفي مناسبات شتى. بالنسبة للكثيرين منّا، الجواب بسيط: أن نعيش حياة سعيدة. نريد تحقيق السعادة. لكن لماذا لا نجيب: أن نعيش حياة مُبهجة؟ أو أن نكون مستمتعين؟ على الرغم من أن مصطلحي السعادة والبهجة متشابهان للغاية وربما يندرجان تحت نفس الفئة بحيث يخلط البعض بينهما، لكنهما يثيران مشاعر مختلفة في داخلنا.
ما الفرق بين البهجة والسعادة؟
البهجة -بحسب تعريف قاموس شركة ميريام ويبستر- هي الشعور الناجم عن الرفاهية أو النجاح أو الحظ الجيد أو عن طريق امتلاك ما نرغب به. في حين يّعرّف السعادة على أنها حالة من الرضا والطمأنينة إثر تجربة ممتعة أو مرضية. لكن يبقى هذا تعريفًا نظريًا، في حين يبقى تحديد ما تعنيه السعادة والفرح شخصيًا في حياتنا هو التعريف العملي. البهجة شعور .. أو ضوء يغمر قلبك.. يخترق جسدك ليترك شعورًا رائعًا، ولا يتضمن أي توقعات.
عادة ما تكون السعادة – وهي أيضًا شعور – مصحوبة بفكرة أو وجهة أو تجربة. نتيجة لذلك، يغلب أن تترك أثرًا أعمق على لا وعينا. وعندما لا تُلبى توقعاتنا، فهذا يؤثر على سعادتنا في مختلف مجالات حياتنا. هناك العديد من طرق البحث عن السعادة والبهجة وكيف يمكننا تحقيق كليهما في حياتنا. لكن أولاً، دعنا نُرجعها إلى السبب الأول للاستمرار في حياتنا – أو كما نعرفها باسم (غايتنا من الحياة).
تحديد الغاية من حياتنا
المفترض أن نمتلك عدّة غايات في حياتنا لا غاية واحدة، والتي نجدها داخل شغفنا والأشياء التي تجعلنا نشعر بأننا أحياء. وفي حين نستمر في اكتساب الخبرة في مهننا وعلاقاتنا وشراكاتنا والعيش اليومي، فقد يبدأ هدفنا في التغيير. قد يتحول إلى اتجاه مختلف تمامًا، ولكن (الغاية) التي تُبقينا منسجمين مع قيمنا هي المفتاح لفهم ما يجعلنا سعداء. ومن هذا المنطلق، لا بدّ أن نتعرف على الرؤى المختلفة لكلٍ من البهجة والسعادة، وكيف يتشابك كل منهما في حياتنا.
كيف نرى كلًا من البهجة والسعادة؟
السعادة هي الوجهة؛ البهجة هي السلوك
توقف للحظة وتصور الحياة التي تريدها. هذا التصور هو ما يوجّهك. هل الحرية والسفر أمران مهمان في نظرك؟ أم الاستقرار والراحة التي يمنحك إياها شعورك بأن أحبائك ملتفون حولك؟ أم تُراك تحلم بالعيش في كوخ دافئ محاط بفناء أخضر فاتن في أوروبا؟ ماذا عن العمل لدى واحدة من الشركات المصنفة في قائمة Fortune 500 في مدينة نيويورك؟
مهما كان تصورك، لا تتجاهله. رؤيتك هي وجهة، والوجهة هي المفتاح لفهم مصدر سعادتك وكيف تصل إليها. تتمثل إحدى طرق التمييّز بين السعادة والبهجة في تصور السعادة باعتبارها الهدف النهائي أو المقصد بينما البهجة هي (المحطات الرئيسية) التي تؤدي إلى الهدف النهائي.
السعادة والفرح جنبًا إلى جنب
السعادة أشبه بالفقاعات: مُبهجة لكن سريعة الزوال، بينما الفرح هو الأكسجين الموجود دائمًا – دانييل لابورت “Danielle LaPorte”. أحيانًا، نعقد آمالًا كبيرة على مفهوم “السعادة” ونتوقع حصولنا عليها بأكثر الطرق عظمةً. الحقيقة هي أننا لن نكون سعداء أبدًا ما لم نختبر البهجة. الامتنان هو وسيلة لرؤية البهجة في التفاصيل الصغيرة. هناك العديد من الأساليب التي يجب اتباعها في ممارسة الامتنان مثل تسجيل اليوميات (التدوين) وفن التجاهل، كل ذلك بقصد وضع الأمور في حجمها الطبيعي.
يُهمني أن تقرأ كيف يمكنك من خلال الكتابة أن تصنع أحداث يومك؟
إن النظر إلى (الصورة الكبيرة) يمكن أن يكون مدمرًا (بحيث ننشغل -أحيانًا- بالسلبيات). امضِ بعض الوقت في تأمل الأشياء الصغيرة التي تخلق تأثيرًا كبيرًا في عالمنا مثل الحصول على المياه النظيفة أو امتلاك سيارة تنقلك من وإلى العمل. كثيرًا ما نُمضي حياتنا دون أخذ -ولو ثانية- للتفكير في “ماذا لو لم يكن لدينا هذه الكماليات؟”. كلما اختبرت الامتنان، كان من الأسهل رؤية المباهج البسيطة في حياتنا اليومية.
تنقسم الحياة إلى: الأمور التي يمكننا التحكم بها وتلك التي لا سيطرة لنا عليها. أن تعيش حقًا يعني أن تتعلم كيف تستمر في حياتك عندما تفقد السيطرة على بعض النواحي. وفقًا لتقرير صادر عن مجلة (Journal of Personality and Social Psychology)، فإن “الاستقلالية” -والتي تُعرّف على أنها “الشعور بأن أنشطة حياتك وعاداتك صادرة عن خياراتك الشخصية”- هي المساهم الأول في السعادة. عندما يتعلق الأمر بالسعادة، نشعر أحيانًا بأننا عالقون في تلك اللحظات التي نفترض فيها أن حصلنا على السعادة مرهون بحصولنا على “كذا”.
- عندما يكون لدي المزيد من المال، سأكون سعيدًا.
- عندما يكون لدي المزيد من الوقت، سأكون سعيدًا.
- عندما أشتري منزلاً، سأكون سعيدًا.
جميعنا يعلم أن ما كل ما يتمناه المرء يُدركه، وأن الحياة تتصرف بشكل غير متوقع حيث لا نجني المال بسهولة ويصعب الحصول على “المزيد من الوقت”. ولاحظ معي أن المال والوقت والمنزل هي أمور يمكننا التحكم بها.
لكن ماذا عن الأمور التي لا يمكننا التحكم بها كالانفصال أو وفاة أحد أفراد الأسرة ؟
حسنًا، لا ننكر أن لهذه اللحظات وقعها الكبير علينا، حيث ندرك أننا كبشر لا يمكننا السيطرة على كل مجريات حياتنا. ومع ذلك، نستطيع التحكم في النتائج. بمعنى: لا تزال هناك طرق لإثارة البهجة داخلنا (حتى في أحلك اللحظات). مع الموت، أنت تحتفل بذكرى وحياة هذا الشخص. إن مشاركة قصصهم تبقيهم على قيد الحياة داخلك، ومن هذه القصص تنبعث من شعورك بالحب. والحب والبهجة والامتنان مشاعر يدعم أحدها الآخر.
الانفصال أمر صعب، لأننا ننحدر فيه لمتاهة (ما كان علينا أن نفعله بطريقة مختلفة وما قمنا به بالفعل). ومع ذلك، لا يزال بإمكانك أن تشعر بالبهجة حتى عند تفكيرك بطلاقك/انفصالك، وذلك من خلال تقدير الأشياء الصغيرة التي تجلب السعادة لحياتك اليومية، سواء أكانت فنجان قهوة، أو رياضة الصباح، أو الرسم. وكل تلك المشاعر التي بمقدورك الإحساس بها بغض النظر عن وضعك.
لا يزال بإمكانك الشعور بالبهجة (وإن كنت لا تشعر بالسعادة أو في مكانٍ غير سعيد)
كانت بعض من أفضل سنواتي في العمل حين كنت أعمل فيما لا يتوافق تمامًا مع اهتمامي. لقد استمتعت بصحبة زملائي، ويمكنني القول أن العمل في أحد المطاعم منحني قوة تحمل هائلة! ما علاقة هذا بالسعادة والبهجة؟ لا يزال بإمكانك أن تشعر بالسعادة من خلال أفعالك لأن تصرفاتك هي ما يتماشى مع قيمك.
من خلال التحدث مع العملاء، أدركت أنني وجدت البهجة في التواصل الإنساني. من خلال العمل الجماعي الفعّال، استمتعت لأنني محاط بمجتمع مترابط. كان تقديري لأخلاقيات العمل هو ما أبقاني مسؤولاً أمام رئيسي في العمل. يمكنك أن تجد هذه الأشياء المخفية عندما تخطو بعيدًا عن الصورة الكبيرة. بمجرد أن تدرك كيف تلعب أفعالك دورًا في “بهجتك” ، ستبدأ في إدراك أن السعادة هي مجرد وجهة تجعلك مسؤولاً عن أهدافك.
في الختام، البهجة والسعادة موجودان لهدفٍ مهم: أن نعيش حياة حافلة. ستؤثر العوامل والمواقف الحياتية دائمًا على نظرتنا إلى السعادة والبهجة، ولكن يجب أن نعيش الحياة وأن نستمتع بها ببساطة.
add تابِعني remove_red_eye 91,100
مقال يساعدك على فهم الفرق بين السعادة والبهجة وكيف تصل إليهم في حياتك
link https://ziid.net/?p=42968