تجربتي مع “الانضباط الذاتي” ومحاولتي التي نجحت بعد فشل متكرر
القوة الداخلية هائلة ويمكنها أن تدفعك إلى عمل المعجزات، المهم أن تعرف كيف تحركها في الطريق الصحيح وبالطريقة الصحيحة
add تابِعني remove_red_eye 81,684
- لماذا لم يكن الانضباط سهلًا عليّ؟
- أدوّن هُنا ثمانية أمور قمت بفعلها وساعدتني
- 1- ذاتي هي صديقة النجاح
- 2- "الكتلة" الزمنية
- فعل الأعجب في الوقت الأنسب
- 3- الحب .. دواء
- 4- احتفل
- 5- القهوة لن تأسرني.. تحرر
- 6- احرق قوارب العودة
- الحظ أخ الصبر وليس أخ الصدفة
- 7- قضاء ما فات
- 8- اللذة بعد التعب والمدى البعيد
- قوة الإرادة هي الفرق بين الحيوان والإنسان
- للمزيد حول القوة الداخلية
بدايةً لم أعِ بأن لدي مشكلة مع الانضباط، ولكن وجود هدف أحمله معي في كل عام لأني فشلت في تحقيقه بالرغم من كل المحاولات كان إشارة لوجود هذه المعضلة، لم تكن هنالك أيّ متعة لهذا الفشل بل كان سببًا في إحباطي وشعوري باليأس، كانت رحلة طويلة أمضيتها بلا رفيق، لم أجد أحدًا يريد تحقيق هذا الهدف مثلي لا في أسرتي، ولا صديقاتي.
مضت السنوات ولديّ هذا الهدف المحدد، والذي فيه كل عناصر الهدف الذكي ولكن في كل عام يمرّ كنت أكتبه من جديد في أهداف العام الذي يليه؛ لأنه بكل بساطة “لم يتحقق”.
لماذا لم يكن الانضباط سهلًا عليّ؟
حبي للعمل الجماعي وبأن أكون فردًا في مجموعة كان يثبت لي كل يوم بأن الالتزام سيكون صعبًا. وهذا ما لم أكتشفه بسرعة. كانت رحلة مرّت بمحطات مختلفة وأحيانًا هروب، وربما التفكير في التنازل والتخلي عن هذا الهدف، كنت ألمس التأخير والتسويف، وعدم وجود إنجاز واضح باتجاه هدفي، والتشتت، وكنت أعاني من التشتت، وتداخل الرغبات، وضياع الأولويات، وتقديم غير المهم على المهم.
كنت أبحث في مشكلتي كباحثة أفسر كلّ شيء. ما الأسباب؟ هل أنا شخصية اعتمادية؟ هل لدي نزعة إلى الكمالية تحبط محاولات الالتزام على قاعدة “يا كله يا بلاش”؟ وهل هي مشكلتي أنا فقط؟ ولكن فوجئت بأنها مشكلة يعيشها الكثير من المدنيين فنحن لا نفعل شيئًا إلا بقوة خارجية تدفعنا، مثال على ذلك المدرسة فنحن نتعلم حاليًا التعليم الأساسي لأنه إلزامي، ونربط حزام الأمان وهو لمصلحتنا ولكن لأن عدم ربطه تتبعه مخالفة وغرامة وتكرار ذلك قد يوصل للإيقاف.
أدوّن هُنا ثمانية أمور قمت بفعلها وساعدتني
1- ذاتي هي صديقة النجاح
ترتيب الأولوية المعتمد على أن تنقذ نفسك أوَّلًا هو الذي اعتمدت عليه وطبقته كسلوك، غير متجاهلة الآخرين حاولت تطبيق حالة من التوازن قد تختل يومًا أو يومين، وقررت أن تكون ذاتي هي أول شخص ألتزم معه.
2- “الكتلة” الزمنية
كنت حزينة جدًّا ومحبطة من عدم قدرتي على الانضباط والالتزام أخذت أبحث كثيرًا وأسأل حتى أفهم نفسي وأتمكن، وجدت من يقول: إن من أسباب عدم الانضباط أنك تمضين يومك بعفوية ولا بد لكِ من الكتلة الزمنية وهذا شيء لا أعرفه ولكن تعلمته وهو تحديد وقت معين أمضيه يوميًّا لهذا الهدف بدون أن أرد على رسائل أو مكالمات، ففي هذا الوقت تحديدًا علي بالتركيز.
فعل الأعجب في الوقت الأنسب
3- الحب .. دواء
وجدت الكثير من مقاطع الفيديو تتحدث عن التحفيز والحماس والدافع والذي فهمته أن أبدأ “قصة حب” مع هدفي أحارب من أجل أن أحصل عليه وجدت بأني لدي الرغبة ولكن ربما لم أحب هدفي بالشكل الكافي الذي يجعلني أنخرط عاطفيًّا معه. أصبحت أتخيل وأتصور بأني حققته أشعر بذلك. وأغمض عيني وأفكر فيه أسمع موسيقى أو أغنية وأعتقد بأن كل الكلمات والأشعار تقصده. نعم سمحت لهذه المشاعر أن تتغلغل في قلبي، حتى أحقق هذا التصور، التخيل تمرين مطلوب ولكن لم أتعود عليه حينها، كنت أجبر نفسي وكأنه دواء عليّ أن أشربه حتى أشفى، فمن مشاهدتي لم أجد أقوى من الحب حافزًا ومُصبرًا ومساعدًا، لهذا كان علي أن أحب هدفي.
4- احتفل
أحيانًا يتخرج شخص من الجامعة حتى يلبس ثوب التخرج ويحتفل إنها المكافأة، مشاركة الفرحة مع الآخرين شعور لم أهتم به ولا أبالي، فعقلي يخبرني أنه لا فائدة ولا مردود من هذا ولكن وجدت من يخبرني بأن “هذا الاحتفال يجعل إرادتك سليمة ويسهم في الاستمرار” وكأنه نوع من التوازن بين الجد والمرح “ساعةً فساعة” والاحتفال لا يجب أن يكون كما اعتدنا من تكاليف وإعلان كبير بل ممكن ارتشاف شاي مع صديقة في مكان مميز، حتى وسائل التواصل الاجتماعي تفعل ذلك معنا فبعد مرور عام الحساب يقدم لك صورة تضعها لتحتفل بمرور عام أو عامين أو أكثر.
5- القهوة لن تأسرني.. تحرر
تخلصت من أفكار كانت تُعيق إنجازي للمهام اليومية اتجاه هدفي مثل: لا أذاكر إلا في جو معين، ولا أعمل رياضة إلا في نادٍ رياضي ومع مدربة، ولا أمشي وأجري إلا في مضمار، ولا أتعلم إلا في معهد ومع معلمة، ولن أكتب واقرأ بدون فنجان القهوة، والقائمة تطول ولكن توصلت بأنه يجب عليّ ألا أعوّد نفسي على شيء بحيث لا يمكنني أن أؤدي واجبي نحو هدفي إلا به، تحررت من كل هذا وأصبحت أكثر مرونة.
6- احرق قوارب العودة
العناد مهم ومخالفة الهوى، كان يجب علي أن أحرق كل صغيرة وكبيرة سوف تأخذني للوراء فلا عودة، ولا تراجع.. فعلًا الوعي يمكننا من التغيير حتى لو تأخرنا كما أن الانضباط يمكن تطويره، ويمكن اكتسابه وكذلك زيادة قوة الإرادة بتدريب يومي يقوي لدى هذه العضلة.
الحظ أخ الصبر وليس أخ الصدفة
7- قضاء ما فات
القضاء أكبر مساعد على الانضباط، وحين بدأت أمارس القضاء لكل ما فات بالأمس بدايةً رفضت الفكرة وبرّرت لنفسي قائلة : “اليوم يوم جديد وما فات مات” ولكن تذكرت بأن الصلاة تمرين وإرادة وهي ركن بلا شك، وخلق عادة ثابتة لهذا الركن لم يأت في يوم وليلة، القضاء للفرض الفائت يؤصل فينا من ناحية نفسية الالتزام والاستمرار فنحن كمسلمين حين نجد أنفسنا نصلي نفس الصلاة التي تقاعسنا عن أدائها في وقتها يأتينا شعور بالندم وبالتالي يقلّ التفريط في أداء الصلاة، طبقت نفس الفكرة مع المهام اليومية لهدفي. القضاء هو الحل فتراكم العمل في اليوم الذي يليه كان مؤدبًا لنفسي.
8- اللذة بعد التعب والمدى البعيد
عصر السرعة وما يحمله من كل شيء سريع، كان له دور في استسلامي السريع لعدم إنجاز الهدف بسرعة أيضًا، فالتفكير على المدى القريب واللذة السريعة أنستني، لذلك كان عليّ أن أرسخ معتقدًا جديدًا غاب عني وهو أن اللذة لا تأتي إلا بعد التعب والمدى البعيد وقد قيل “الصبر مفتاح الجنة”، وانهزام الإرادة نتيجة لعدم الصبر وهي مشكلة يعيشها الحيوان لأنه يفكر على المدى القريب وفي الشهوة واللذة المؤقتة وهي سبب في ضعف الإرادة.. والإنسان يحمل قوتين قوة إحجام تمنعه من فعل ما لا يريد وقوة إقدام لفعل ما يريد وعليّ أن أستغل ذلك لهدفي.
قوة الإرادة هي الفرق بين الحيوان والإنسان
وفي النهاية ساعدتني هذه التجربة في التعرف على نفسي وعلى طبيعة شخصيتي، وأصبحت أكثر وعيًا، وارتفع الاستحقاق لديّ بعد شك في قدرتي حاربته من أول الرحلة وقتلته في آخرها “اقتل عدوك بالانتصار عليه” وهذا ما فعلته.
للمزيد حول القوة الداخلية
add تابِعني remove_red_eye 81,684
تحقيق هدف ما، يحتاج قوة داخلية، ورغبة شديدة تحرك الإنسان وهذا ما كنت أفتقده مع هدفي.. مقال ملهم
link https://ziid.net/?p=60943