لماذا لم أتزوج؟ تأخُر زواجِك لحكمة يجب أن تُدركيها أولًا

هل تعتقدين أنه قد تأخر زواجِك؟ هل تُزعجك كلمات أحدهم وتشعرك بالنقص لعدم وجود رجل في حياتك؟ هل أغضبتك نظرات أحد حتى كدتِ تلكميه بكلماتٍ قاسية رغم عدم نطقه بكلمة؟ هل أصبحتِ تشعرين بالغيرة من أي بنت مقبلة على الزواج؟ هل بدأ اجتماعك مع صديقاتك المتزوجات يُشعرك بالضيق؟

أحيانًا لا يكون تأخر الزواج بحد ذاته مشكلة، بل تكمن المشكلة في كلمات ونظرات من تزوجن بالفعل، يشعرنك كأنهن حازوا على الميدالية الذهبية، فكيف لم تأخذيها أنتِ أيضًا حتى الآن؟ وعندما تُمعنين النظر هل هن سعيدات بهذا الإنجاز العظيم، سترين أكثرهن لا يستوعبن معنى أن يكنّ في زواج سعيد من الأساس، فقط اعتدن فعل ما يُملى عليهنّ، ولم تسأل إحداهنّ نفسها هل هذا ما أرادته حقًّا، هل هذه هي الحياة التي حلمَت بها دومًا أم لا؟

لا شك أن الزواج هو هبة من الله لنا، اكتمال روح ومشاركة حياة طالما تمنيتها مع أحد يحبكِ ويدعمكِ، يتقبلِك في جميع حالاتِك، ويراكِ مميزة مهما كنتِ بسيطة، لكن لَمَّا أصبح الزواج هو الغاية الأكبر من الحياة ولا شيء بعده؟ متى توقفت محطات الحياة عند الزواج فقط كي نجعل تأخره معضلة كبرى تستنزف حياتنا هكذا؟

الأبيض لا يضمن حياةً سعيدة

أريدك أن تتذكري يا صغيرتي أن من تقف أحلامها عند ارتداء الأبيض لن تعيش زواجًا سعيدًا على الأغلب.

فماذا بعد الفستان هل فكرتِ فيه؟

من تنتظر فارسًا يحقق لها كل الأحلام التي لم تسعَ هي لتحقيقها لن يأتي، فكيف تُحقق أحلام صاحبها لم يجاهد من أجلها؟

من تبنّت خيالًا ليس له أساس من الصحة ستصحو على واقع مرير يومًا ما.

أريدك أن تصنعي أحلامًا أكبر يستطيع أن يشاركك بها زوجٌ رائع، أريدك أن تدركي أن الزواج ليس النهاية بل هو البداية لحياة ستُشكلينها باختيارك، أريدك أن تري الزواج على حقيقته فهو جزء مهم من الحياة بلا شكّ، لكنه ليس كل الحياة، فلا تلغي باقي جوانب حياتك من أجله، لا تهتمي بكلام أحد، لا تسمحي لأحد أن يُشعركِ بالنقص، لا تتركي أحدهم يُحزنك، أنتِ تستحقين أجمل حياة، فلا بد أن تنضجي جيدًا كي تستطيعي صنع حياة رائعة كما تستحقين.

عانس؟ انسِ تلك الخرافة!

واعلمي جيدًا أنه لا يوجد سِنٌّ مناسب لزواج الكل، فنحن لسنا نسخة واحدة يُمكن أن يُطبَّق عليها قانون واحد. كل مِنّا لها طريقها الخاص وطبيعتها وظروفها وأحلامها، وكذلك وقت زواجها المناسب، فلا داعي لمقارنات سِنية ليس لها معنى إلا مضايقتك.

دعيني أسألك هل تريدين الزواج من منطلق الحب أم من منطلق الخوف؟ هل تشعرين أن دافع الخوف هو الذي يُحركك للزواج؟ الخوف من الوحدة، الخوف من الحزن، الخوف من نظرات وكلام الناس، أم أن الذي يحركك لترغبي بالزواج أنكِ تستحقين الحب وقادرة على إعطائه؟ فكري جيدًا فالفرق هائل بين الاثنين.

تذكري دومًا أن الزواج تكامل، أن يكون لديك ما تعطينه لشريك حياتك، ليس فقط أن تنتظري منه كل شيء، هو أيضًا إنسان، لا تضخميه في عقلك ولا تتوقعي منه أشياء خرافية، كوني متوازنة حتى في خيالاتك، لكن انتظري، الزواج تكامل نعم، لكن في نفس الوقت لا يعني ذلك أن تكوني شخصًا كاملًا وتضعي لنفسك عقبات تعرقل من زواجك، لا يوجد إنسان كامل لكننا سنكتمل معًا.. سنُكمِل ما ينقُصنا سويًّا، ولهذا خُلق الزواج.

فتاة الأحلام؟ ما هذا الهراء!

لا تدَعي أحدًا يُقنعِك أن الرجل يُحب كذا وكذا فقط، وأنتِ لن تجدي أحدًا يُحبّك، تذكري دومًا أن الله خلقنا مختلفين ونُحب أشياء مختلفة، حتى أنتِ قد تُفضّلين الرجل الطويل على القصير مثلًا، تذكري أنه ما دمتِ خُلقتِ بكل ما فيكِ من اختلافات، فهناك أحد سيُحبك كما أنتِ، حتى ذوي الهمم يتزوجون ويوجد من يُحبهم بشدة، أليس كذلك؟

أعرف أنه عندما أصبح كل من حولك يدعو لكِ بالزواج ويدفعك لتفعلي أشياء غريبة عليكِ أصبح عقلك يضع الزواج في مكانة أكبر مما هو عليه، فقط كوني مدركة أنه ليس كذلك، ولا تسمحي لأحد أن يتلاعب بعقلك وبمنظورك الخاص في الزواج.

وفي النهاية سأخبركِ بسرّ، لا تكوني دومًا في حالة انتظار للزواج، الانتظار سيجذب انتظارًا مثله وسنظل في هذه الدائرة، كوني ناجحة، كوني كما تريدين، كوني في تطور في سعادة في غنى، كوني في توازن وسعي في كل جوانب حياتك، كوني مُحبة لكِ كما أنتِ ومُحبة لحياتك الآن، وسيأتي من يزيد حالة الرضا والجمال والسعادة، من سيضفي بهجة أكثر لحياتك، لكن اعلمي أن في الأصل أنتِ من دفعتيه ليزيد ما أنتِ عليه، لأنكِ مصدر كل شيء.

إليك أيضًا

• تأخر الزواج في الوطن العربي: الأسباب والحلول
• أنا العاجز الصحيح (حين تكون أنت سجن نفسك)
• جدد حياتك وعش سعيدًا