ما هي السعادة؟
السعادة هي قرارك وحدك، رغبتك الداخلية بأن تتخلى عن الأمور المزعجة وأن تحيا لكي تصل إلى الراحة والسلام الداخلي.. رحلتك وحدك
add تابِعني remove_red_eye 3,342
- 1. عليك أولا أن تعرف أنك وحدك المسؤول عن سعادتك
- 2. اعرف ما تريده من هذه الحياة وما الذي يجعلك فعلًا سعيدًا
- 3. بعد أن تتذكر "ما الشيء الممتع الذي كنت أفعله" أو أن تكتشف أشياء جديدة تمتعك، افعله دون الرجوع إلى "ما الذي سيفكر فيه الناس":
- 4. أحب نفسك
- 5. تجاوز عن أخطائك
- 6. لا تأخذ الحياة على محمل الجدّ كثيرًا
- 7. تعلم الامتنان
- 8. لا تتكلم كثيرًا
- المزيد حول السعادة
“كيف أكون سعيدًا؟” أوليس هو السؤال الذي يؤرق الإنسان منذ الأزل؟ تتعدد وجوه السؤال لكن يبقى الهدف واحدًا، وهو الوصول إلى ذلك السلام الداخلي، الشعور الغامر بالراحة والهدوء وأن يصير الواحد ممتنًا لما يملك.
نحمل معنا التساؤل الكبير ونعيش كامل حياتنا نبحث عن الإجابة، فالفيلسوف منذ القدم يبحث عن إجابة لأسئلته الوجودية: مَن أنا؟ ما الكون؟ هل أنا موجود؟ وقد تكون هذه التساؤلات قد طرأت على أي إنسان إلا أنه وحدَه الفيلسوف الذي يفني حياته في البحث عن الإجابة، بينما يحاول الباقون تناسيها ومحاولة العيش.
الفيلسوف لا يجد راحته دون معرفة إجابات لتساؤلاته فهو يشعر بالنقص من دونها، يشعر بعدم الأمان فمقولة “الإنسان عدو ما يجهل” حقيقية إلى أبعد الحدود، إن شعور الإنسان أن هناك ما يجهله يؤرقه ويشعره أنه فاقد للأمان وأن الأمور قد تهوي من تحته في أية لحظة ولن يكون حينها مستعدًا.
قد تتساءل لماذا أتحدث عن الفلسفة ولماذا ركزت على الفيلسوف وتساؤلاته؟ ذلك لأننا جميعا كما ذكرت لدينا تساؤلاتنا الوجودية التي نبحث لها عن إجابات ونعرف يقينًا أنه بتلك الإجابة سنحقق السلام الداخلي الذي نصبو إليه، كتساؤل كيف أكون سعيدا؟ وما السعادة؟ وهي تساؤلات فلسفية ووجودية وشأن كل واحد فينا شأن الفيلسوف الذي لا يشعر بالراحة الى أن يعرف الإجابة عن تساؤلاته. وتعريف السعادة بحدّ ذاته يحتاج إلى تفكير عميق، وإلى سنوات من البحث، ونتيجة بحثي التي أشاركها معك اليوم هي أنها تتلخص في (3) نقاط أساسية:
- السلام الداخلي.
- راحة البال.
- الامتنان.
نتشارك جميعا في أن لنا الرغبة الجامحة في الشعور بسلام داخلي، لا تتعبنا الحياة في طياتها ولا تعجننا أيامها، كما أننا نحاول دوما التصرف بما يضمن لنا راحة الضمير، بالطبع ليس كل البشر يتصرفون وهدفهم إرضاء ضمائرهم، فهناك الأشرار والحَقُودون، وهذه أمراض نفسية تسبب فيها الإنسان لنفسه، ولكني أؤكد لك أن مثل تلك الأفعال تضمن له معاناة دائمة وتعذيبًا نفسيًّا لا ينتهي. أما الامتنان فهو النقطة المفصلية أن تمتلئ بقناعة تَسَعُ الكونَ بكل ما تملك بل وتحمل معك امتنانًا عظيمًا لأنك تعيش حياة بها أشياء مميزة رغم كل شيء.
قد تختلف طرقنا في الوصول إلى السلام الداخلي، وقد أختلف معك فيما أنا ممتنة له، لأن بيئتي مختلفة عن بيئتك، وتجاربي ليست هي تجاربك في الحياة، وقد نختلف أيضا في المبادئ والأفكار، فما يشعرني بالراحة ليس هو تمامًا ما يشعرك، لكن النتيجة واحدة.
لأن نمط الحياة المختلف يضمن لنا رؤية حياة مختلفة، وبالتالي ترجمة للسعادة بشكل مختلف. هناك من يشعر بالراحة عند السفر وزيارة أماكن جديدة، وهناك من يشعر بالراحة عند العزلة، وهناك من يشعر بالسعادة في كلتا الحالتين حسب حالته النفسية. هناك من يشعر بالراحة عندما يكتب مقالا أو كتابًا، وهناك من لا يحب الكتابة لكن الرسم أو الموسيقى تشعر أنه بالراحة.
لذلك من المستحيل أن يتم إعطاء نمط واضح للحياة السعيدة لكل البشر، و ما قامت به الرأسمالية في تصوير أن الماديات هي السعادة، وأن من يمتلك رؤوس الأموال يمتلك السلطة والنفوذ والقرار وبالتالي يصير سعيدًا وعداه فهم البشر الأقل درجة، فهم فاشلون ولا يمتلكون حسابات بنكية تحوي المليارات وبالتالي هم تعساء، وهذا التصوير لحياة البشر واختزال الإنسان ووجوده في دنانير مادية وفي بيوت وسيارات ونفوذ، هو تصوير خاطئ وهو يؤدي بنا إلى التهلكة لا أكثر، وبوادر سقوطنا في الهاوية بدأت بالظهور ولا داعي للاستطراد في الموضوع أكثر.
لكن كيف نصل إلى السلام الداخلي؟ ماذا نفعل لنحصل على راحة البال؟ وهل علينا أن نتعلم كيف نمتن؟
كُتبت بعض الكتب في هذا الشأن، وكُتبت الكثير من المقالات أيضًا ومن الممكن أن هناك من طرحت عليه سؤالك هذا، لأنك مثلي ومثل الكثيرين الذين يبحثون عن إجابة، من الممكن أن هناك من نصحك أن تقرأ كتابًا، أو أن تكون اجتماعيًّا وتكوّن صداقات، وأجمل الإجابات تلك التي تخبرك أن القرآن الكريم سيشرح صدرك وأن العبادة ستحدث الفرق، وكلهم على حق ولكنني لا أستبعد أنك قد مارست كل ما قيل لك ولكنك ما زلت لا تشعر بالسعادة وأنك تحاول البحث عنها.
لكن دعني أخبرك بشيء مختلف، وقد يساعدك، فأنت لست سعيدًا ليس لأنك لا تعرف هذه الأشياء ولكن لأنك لا تعرف كيف تتعامل معها ومع الحياة بصفة عامة، لذلك أنت تطارد الإجابة في هذا المقال.
1. عليك أولا أن تعرف أنك وحدك المسؤول عن سعادتك
صدقني لن تجد من يفهمك من البشر، هذه كذبة، قد تجد من يشاركك أشياء تحبها، قد تجد من يساعدك في محنك، لكنك لن تجد من يفهم ما يحدث داخل عقلك، وحدك المسؤول عن هذا الأمر، لذلك لا تشعر بالحزن أنك تشعر بالوحدة وأنك تعاني وحدك، كلنا نعاني ونخوض معاركنا النفسية بشكل فردي.
2. اعرف ما تريده من هذه الحياة وما الذي يجعلك فعلًا سعيدًا
هل هو الجلوس ومراقبة السماء، مشاهدة أفلام معينة، الاستماع لشخص أو موسيقى معينة، الذهاب إلى مكان ما أو فعل شيء تعتقده غريب كاللعب بالعجين أو صناعة بيوت Lego، لا يهم ما هو هذا الأمر، بما أنه يسعدك ولا يضر شخصًا آخَر خلال ممارسته، لذلك اكتشف ما تحبه نفسك بشكل شفاف وصريح، وابذل مجهودك في محاولة تذكر لحظات سعادتك متى كانت وأين.
3. بعد أن تتذكر “ما الشيء الممتع الذي كنت أفعله” أو أن تكتشف أشياء جديدة تمتعك، افعله دون الرجوع إلى “ما الذي سيفكر فيه الناس”:
الناس لا يحتاجون أن يعرفوا ما يدور في حياتك، كل واحد يعيش في حياته وداخل أحداث فيلمه، ولكل منا فيلمه الخاص، حتى أولئك الذين يستمتعون بحشر أنوفهم في حياتنا، صدقني في آخر النهار هم يعودون لحياتهم ويهتمون بها جيدًا، فحشر أنوفهم هو مجرد شيء ثانوي يقومون به لإمتاع نفوسهم المريضة ثم يعودون ليمارسوا ما يحبون داخل حياتهم، هل ستترك هذه الأفعال التافهة تتحكم في صناعة حياتك، وترسم لك معاناة دائمة على حساب السعادة التي تبحث عنها.
4. أحب نفسك
قد تضحك من هذه الكلمة، لكنها حقيقة ستقلب حياتك (180) درجة صدقني، إن تقبلك لذاتك بأخطائها وعثراتها، سيجعلك تجد السلام الداخلي، أن تحب نفسك هو أن تحاول فهمها وأن تحسن لها. نعم تحسن لها لا تتعجب، أن تمنحها أولويتك وتفكر فيها وتسعى لفعل كل ما يريحها.
تقبّلها كما هي، إن كنت شخصًا عندما يتوتر ينفجر باكيًا، تقبّلها فلكل منا طريقة في التنفيس عن توتره، وبكاؤك هو طريقتك، قد تحتاج إلى تهذيبها فلا تبك أمام الناس لكنك في آخر المطاف عليك أن تجد ركنًا تفرغ فيه دموعك، أما إذا كنت محبًّا للصراخ فاذهب لأقرب محطة قطار واصرخ بأعلى صوتك. المهم هو أن تعرف ما تحب وما تكره وأن تجد طريقة لفعل ما يريحك.
5. تجاوز عن أخطائك
الكل يخطئ في مراحل عديدة ويتخذ قرارات غبية تفسد أشياء جميلة، هذا امر طبيعي، وهذه هي سنة الحياة، فنحن نخضع للامتحان ثم نتعلم الدرس، لذلك اعرف أخطاءك وسامح نفسك عنها وتقدم في حياتك.
6. لا تأخذ الحياة على محمل الجدّ كثيرًا
حسنا كيف يمكنني تفسير هذه الكلمات لك، لأنها تفسر نفسها جيدًا، لأنه ليس عليك التفكير في نقطة في حياتك وكأنها نهاية العالم مهما كانت عظيمة، عليك أن تعرف أن سنة الحياة في أن كل شيء يتغير باستمرار فلا شيء يبقى على حاله، ستحب أشخاصًا وأماكن وستضطر إلى مفارقتهم، وقد تشعر أنها نهاية العالم ولكن الطريق يأخذك إلى أماكن جديدة وأشخاص جدد تشعر معهم بالدفء مرة أخرى، وهكذا فالحياة عجلة تدور وعليك دائمًا أن تتذكر جملة: كل مرّ سيمر.
7. تعلم الامتنان
وهذا الأخير ممارسة وعادة عليك التدرب عليها وجعلها عادة أساسية في حياتك، أحضر ورقة وقلم واكتب فيها كل ما يشعرك بالراحة في حياتك، أيّ شيء، قد تكون القهوة، قد يكون أيضًا القطّ، قد يكون اللون الفيروزي الذي يشعرك بالحب، قد تكون زخات المطر أو أشعة الشمس، قد يكون ممثلًا جعلتك أعماله سعيدًا أو غيرت نظرتك للحياة، قد يكون كاتبًا أو مخرجًا، قد يكون جارك أو عمك الذي تمنى لك التوفيق في إحدى أيام الامتحان أو التقدم لوظيفة.
ذكرت كل ما سبق لأعلمك أول دروس الامتنان، لأن الامتنان يكون للأشياء كما يكون للأشخاص، قد يكون لمن نعرفهم ويعرفوننا وقد يكون لأشخاص لا يعرفون عنّا شيئًا، علينا أن نمتن لكل ما هو بسيط وصغير، فالحياة توجد في التفاصيل ولو اختفت هذه التفاصيل لاختفى جمال الحياة صدقني.
نمتن عادة لوالدينا وإخوتنا وأصدقائنا وهم حقًّا يستحقون الجزء الأكبر من الامتنان لذلك تعلم الدرس الثاني من الامتنان، وهو أن تعبّر عن امتنانك لكل من يستحق الامتنان، وعليك أن تشعرهم أنك تقدر كل ما يقومون به اتجاهك، وكل شيء سيبدأ حينها بالتحسن.
اجعل عادة الامتنان دائمة وحدد لها ورقة تكتب عليها كل ما أنت ممتن له، أفكر في جعل حائط الامتنان كصفحة رئيسية على مدونتي الشخصية وأجددها بشكل مستمر لتضم كل ما أنا ممتنة له، أليست فكرة جيدة؟ ألا تفكر في تجريبها أيضًا؟
8. لا تتكلم كثيرًا
لا تتكلم عما تحب وتفضل للناس من حولك، إلا إذا كان الشخص يحبك ويطلب مشاركتك ما تحب، ويقدّر كل ما يخصّك، هو فقط الشخص الذي يحبك بصدق، هذا الشخص هو إما والدتك، أو والدك، وربما شريك حياتك، وقد يكون صديقًا، المهم أن هذا الشخص هو إما شخص واحد وإما اثنان ليس خمسة ولا سبعة.
تعلم أن تمارس ما تحب بصمت، لا داعي لإخبار الناس عنه. الناس يفسدون أي جميل، لأنهم يخضعونه لأفكارهم الخاصة وحكمهم الخاص، لكن تذكر كل واحد منا هو بطل فيلمه الخاص.
المزيد حول السعادة
add تابِعني remove_red_eye 3,342
إن كنت تسأل عن الوصول إلى السعادة.. إليك ما توصلت إليه بعد سنوات عديدة من التفكير.
link https://ziid.net/?p=61743