ما الذي يعنيه كتاب “مت فارغًا”؟
"قبل أن أموت، أريد أن ..." اسأل نفسك ماذا تريد؟ فلديك مقدار محدد من العمر ستعيشه ما الذي يهمك عمله قبل أن تموت؟
add تابِعني remove_red_eye 102,609
قد تندم وأنت على فراش الموت لمخاطرة تجنبتها، وقرارات شجاعة تجنبتها من أجل راحة، أو على حياة بلا معنى وقضية وهدف.. الحمد لله ما زلتَ حيًّا، فكر كيف ستقضي ما تبقى من عمرك؟ وماهي التجارب والآمال والأعمال التي تود القيام بها قبل أن تموت؟ سرعة الحياة وطبيعتها قد لا تسمح لك حتى بالتفكير، وقد تخشى أنت على نفسك من محاولة التفكير فالموت سيرة غير محبذة، ولكن أنت الآن تسأل نفسك لغاية محددة تريدها وهي معرفة ما تود أن تقوم به قبل الرحيل، وليس من أجل اضعاف همتك بذكر “هادم اللذات”.
هذه الحقيقة ستجعلك تفكر وتسأل نفسك: هل ما تفعله مُجدٍ؟ هل لديك قدرات غير مستغلة؟ وهل طبيعة عملك تجعلك عالقًا بالرغم من أنه يمكنك تقديم إضافة حقيقية تفيد بها غيرك؟ ربما هذه التساؤلات تكون بداية لعمل على قضية تجعلك تمت فارغًا.
كتاب “مت فارغًا” لمؤلفه تود هنري، يطرح الأساليب التي تحتاجها لإطلاق أفضل ما لديك وحتى لا تندم على حياتك عند لحظة النهاية، وهو أسلوب اتبعه هو لسنوات فهو لا ينام إلا وقد أفرغ كل ما لديه. كما أنه يريد أن يخلق لديك رؤية واضحة، ودافعًا للعمل مع الكيفية التي تتعامل بها مع عملك، وأن يوصلك إلى ما يهمك أنت فعلًا بحيث تعمل على ملاحقته وأنت مستمتع.
يضع الكاتب معتقدات ستجعل أعمالك هادفة أكثر
أهمية العمل
العمل يشعرك بالرضا وهو متأصل في هويتك وفي فهم مكانك في العالم، وإذا عملت في ما أنت مسخر له وجدت مزيدًا من الرضا والسعادة في حياتك، ولكن الإنتاجية في العمل والمزيد من العمل ليس هذا مقصود الكاتب فهو لا يدعو إلى تجاهل جوانب الحياة المختلفة والعمل بهوس، وبشكل مكثف مثلما يحدث في اليابان، ولا وضع علامة صح أمام مهامك اليومية، مقصود الكاتب التقدم خطوة في المشاريع التي تهمك فعلًا في كل جوانب حياتك ولا يقتصر ذلك على العمل فقط. “العمل يعزز من كينونة الإنسان”.
موضوع حياتك
التغيير الذي ترغب أن تراه في العالم ولك سهم فيه قضية تتحرك من أجلها هي موضوع حياتك وما تضع تركيزك عليه ووقتك وطاقتك تصل لموضوع حياتك من خلال معرفة ذاتك، وما العمل الذي أنت مستعد للمعاناة من أجله؟ وما القضية الجديرة باهتمامك؟ والتي من خلالها ستصل إلى أعلى مستويات قدراتك المحتملة.
المراجعة اليومية
يرى الكاتب بأن مراجعة العمل والأولويات أسبوعيًّا فترة طويلة ولا يقصد إلغاءها، ولكن المراجعة اليومية ستكون مكملًا لهذه العملية والتي ستأخذ من وقتك من (15) إلى (20) دقيقة وستعمل هذه المراجعة على تحسين تركيزك وتقلل من جهدك وتخبرك إذا كان انشغالك هادفًا ويخدم ما يهمك فعلًا.
الغد موجود ولكن أيامك معدودة
كل ما تفعله اليوم ستحصده في الغد، ما تفعله اتجاه الفرص والمسؤوليات لذلك من المهم أن تعي أهمية قراراتك وأفعالك حتى لا تندم غدًا. كذلك عليك أن تعيش بفكرة لا تؤجل عمل اليوم للغد فالتأجيل للغد سيؤثر عليك بعكس رفضك للتأجيل سيولد لديك قدرات كامنة. “اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا”.
لك شيء تقدمه إلى العالم ..فقم
أنت تمتلك موهبة وقدرة فريدة شيء تضيفه وتقدمه للآخرين أو تضيفه في عملك وهي مثل البصمة خاصة بك أتت معك فلا ترحل قبل أن تقدمها. حتى لا تقول وأنت على فراش الموت “ماذا لو؟” وتندم.
استغل المتاح
انتظارك لتصاريح أو إجراءات قد يعيق ما تريد تقديمه وقد يجعلك تتنازل عن هذه الإضافة؛ لذلك استغل المتاح أفضل استغلال دون شكوى أو لوم، واعلم بأن الظلم شيء لا بد منه تقبل الأمر وتعايش معه، وارفض أن تعيش دور الضحية.
منطقتك المناسبة
اعمل على ما تؤمن به وما يتوافق مع قيمك ومبادئك هذا ما سيجعل ضميرك مرتاحًا، فهمك لما يناسبك تعرفه من خلال التجربة وخبرتك في الحياة.
المنطقة المنشودة
في لعبة البيسبول يوجد جزء في العصا يطلق عليها المنطقة المنشودة وهي أفضل جزء تضرب به الكرة فتحلق الكرة أبعد من المسافة التي تصلها من جزء آخر من العصا وهذا يحدث بنفس الجهد وهكذا في حياتك لديك منطقة منشودة تستطيع من خلالها تقديم شيء مميز بنفس الجهد.
ازرع حيثما كنت
كما أنه هنالك أكثر من طريق وعمل تستطيع أن تقدمه وليس بالضرورة أن يكون مجالًا واحدًا فقط، فيمكنك تقديم إضافات مختلفة ولكن كل هذا لن تراه إذا لم تتحرك وتنجح وتفشل، لذلك طور مهاراتك وخوض التجارب حتى تفهم نفسك مع الأخذ بالاعتبار أهمية الصبر، فحياتك مزرعة راقب البذور التي تغرسها هل هي بناء على ما يهمك؟ وركز على الحاضر واجتهد.
ستيف جوبز يوميًّا ينظر في المرآة ويسأل نفسه “إذا كان اليوم آخر يوم في حياتي هل كنت سأفعل ما أنا على وشك فعله اليوم؟”
اتبع قلبك، واستغل قدراتك الإبداعية الكامنة
حين تفكر في الموت تستطيع أن تركز على ما هو مهم فقط، وسيصبح الخوف من الخطأ أو الفشل أمرًا ثانويًّا ستتبع قلبك فليس عندك ما تخسره. وستعي بأنك تطمس إبداعك في حال كانت لديك مهمتان: الأولى عمل ستفخر به، والثاني لمجرد الانتهاء من العمل. إلا أنك تشعر بأنك مجبر على الاختيار الثاني.
لا تمت وأنت ممتلئ
عملك يوضح أولوياتك والقيمة التي تصنعها تتعدى أهميتك كشخص، لا تفكر في منصب أو لقب وظيفي وراتب أو كيف سيقيم نجاحك العالم وفشلك حسب التقييم العادي، الأهم والمهم هل أنت راضٍ عمّا تقوم به في آخر يومك؟
وأخيرًا، عند موتك سيبقى عملك كشاهد على ما كنت تؤمن به والعمل ليس المهنة فقط بل كل ما عملته من أجل أن تقدم إضافةً مستخدمًا قدراتك والمتاح لك، وهذا يشمل كل ما قمت به أو شاركت فيه أو حتى تشجيعك لشخص ومساهمتك في الخير والإصلاح، وكل عمل بذلت فيه جهدًا لتطوير نفسك وتنمية مهاراتك وكذلك تعلمك وتعليم الآخرين.. كل ذلك سيكون شاهدًا عندما توافيك المنية.
مرآتك
ويذكر الكاتب بأنه في مرحلة من حياتك ستجد أنك بحاجة إلى مرايا، فأنت غير واثق من خطوتك القادمة، ومن المهم أن يكون لديك من يذكرك بما هو مهم بالنسبة لك، وكلّ منا بحاجة إلى أشخاص من هذا النوع جديرين بالثقة وتهمهم مصلحتك.
وفي النهاية الكاتب يطلب منك غرس البذور يوميًّا دون أن تنتظر الغد فقد لا يأتي، عِشْ وكأن يومك هو آخر يوم في حياتك، ابذل فيه جهدك نحو ما يهمك، وبهذا ستنام قرير العين آخر ، وحين تأتيك المنية ستموت فارغًا من الندم مبتهجًا وراضيًا عن نفسك.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 102,609
مقال ملهم حول كتاب "مت فارغًا"
link https://ziid.net/?p=72861