أن تطمح وتسعى.. وأن تمتن وترضى
أن تطمح وتسعى لتحدث تغييرًا في حياتك لا يعني بأنك كاره لها، ولكنك تُريد أن تحظى بما هو أفضل
add تابِعني remove_red_eye 1,340
لا أعلم ما هو تعريف الحُلم بالنسبة لكم أعزائي القراء ولكن بالنسبة لي تعريف الحلم هو أن أطمح وأسعى، قررت أن أربط هذين الكلمتين بالحُلم لكي أُصحح معنى أن أحلم بأي شيء بحياتي، وقد كان لهذا تأثير كبير في طريقة تفكيري تجاه أحلامي.. منذ أن عَرَفْت الحلم بهذه الطريقة بِتّ أُلاحق كُل ما أريد وكما أن هُناك عبارة أخرى دعمت تلك الكلمتين كانت موضوعة على إحدى اللوحات في غرفتي ألا وهي “الحُلم هو وعد قد قطعته لذاتك المستقبلية”.
لا أخفيكم بأنه كان نوعًا ما يشكل ضغطًا كبيرًا ولكنه بالتأكيد كان محفزًا كبيرًا في ذات الوقت، فكُل مرة أمر بجانب هذه العبارة كُنت أتفكر في نفسي في مستقبلي وأُفكر إن كُنت سأكون فخوره فعلًا أم سأتحسر على ما فات، وبالتأكيد لا أريد الندم أو التحسر أن يكونا جُزءًا من مستقبلي لذا عليَّ أن أبذل كُل جُهدي لأكون فعلاً فخورة بنفسي، وبكتابتي لهذه الفقرة من المقال أدركت أهمية المقولات التي نسمعها ونقرأها بتكرار.
لم أعلم أنه من المهم جدًّا أن نَضع تعريفًا للحلم حتى وضعت له معنى بنفسي فتعريفه يزيد من أهميته، في بعض الأحيان حين أتكاسل عن القيام بأي شيء أو في الأيام المُتعبة أبدأ بالتفكير قبل أن أتجاهل المهمة التي عليّ القيام بها، أتفكر في إن كُنت لا أزال أطمح لتحقيق ذلك الحلم إذًا أنا أقف وأحاول –أسعى– لأن أصل إليه
لم تطمح وتسعى؟
حين نطمح ونضع الأهداف على الأرجح هو رغبةً منا لأن نحدث تغييرًا في حياتنا أو نقوم بتحقيق شيء ليكون لحياتنا معنى ونحن نسعى لئلا نكون أشخاصًا تُسيرهم الحَياة كيفما تُريد بل نُريد أن نكون مِمن يستطيعون السيطرة على حياتهم وأن نحقق ما نحلُم به، بكل اختصار لتكون إنسان فعالًا لا أن تكون ممن تتشابه حياتهم كل يوم وبفضل الطموح والسعي سيكون للحياة معنى آخر، فبعد تجربة الحياة الرتيبة والتي بدون هدف والتي ظننتها حياة عادية كحياة شخص آخر أدركت بأن حياة “أي شخص آخر” ليس بالحياة الصحيحة التي يجب أن أعيشها ، أو بالأصح ليست الحياة التي يجب أن أسعى لها، وعلي أن أغيرها.
ستختلف حياتك كليًّا إن وضعت لنفسك أهدافًا وأخذك الطموح لأن تحققها وتحقق ما بعدها، في تلك اللحظة ستكتشف أن للحياة طعمًا آخر لم تذقه ولم تظن أنه من الممكن أن يكون موجودًا، قد يكون مريرًا في أوقات كثيرة وقد يكون حلوًا أيضًا عند الإنجازات، ولكنك حتمًا في مسيرتك في تحقيق حلمك ستجد المزيج الذي سيبهرك ويجعلك تستمتع أكثر كُل يوم فللسعي والطموح طعم لن يعرفه المتكاسلون.
أليس عليَّ أن أرضى وأكون ممتنًا بما أملك؟
الرضا والامتنان؛ كثيرًا ما تتضارب هاتان الكلمتان مع الطموح والسعي، دائمًا سيكون هُناك من يُخبرنا قائلًا: أن تكون مُمتنًا لما تملك وأن تكون راضيًا بالحياة التي تعيشها هو سر الراحة النفسية وأحد الأسباب التي تجعلك تعيش بدون أي هموم، وبالطبع تلك حقيقة يجب أن نتفق عليها.
فعلينا جميعًا أن ننظر إلى ما نملك لا ما إلى نفقده في حياتنا، لكن البقاء ساكنًا قائلاً بأنك راضٍ بما كتبه الله لك مجرد عذر ليريح عقلك من هموم المحاولة؛ فوظيفة العقل أن يحمينا من المتغيرات في حياتنا ظنًّا منه بأنها تشكل خطرًا علينا، سمعت ذات مرة أحد المتحدثين الذي قال بأن معنى الرضا والاقتناع بما تملك وبما كتبه الله لك ليس بجلوسك دون حراك واتخاذه عذرًا، فالرضا والاقتناع يجب أن يأتي بعد أن تسعى وتحاول وترضى بالنتيجة مهما كانت، وذلك بالتأكيد يلخص ما أريد كتابته.
أخيرًا
أن تطمح وتسعى لتحدث تغييرًا في حياتك لا يعني أنك كارِهٌ لها، ولكنك تُريد أن تحظى بما هو أفضل، وأن تكون ممتنًا وراضيًا لا يعني أن تكون جالسًا وتعيش حياة رتيبة فبعض الأحيان يتخذها عقلك كعذر لئلا تعمل وتقوم بمهامك، ولكن هذه الكلمات الأربع تُكمل بعضها. عليك أن تطمح ليكون لسعيك معنى وعليك أن تمتن وتكون راضيًا بالنتيجة مهما كانت، لذلك فليكن شعارنا “أن تطمح وتسعى وأن تمتن وترضى” شعار لطالما أردت أن أرى صداه بيننا.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,340
هل هناك تعارض بين الطموح والرضا؟؟ هذا المقال يخبرك الحقيقة
link https://ziid.net/?p=87241