كيف تصل إلى أهدافك فى هذه الحياة؟ (السر الذي يعرفه القليلون!)
النجاح لا يتحقق بالتمني ولا يمكن أبدًا أن تصل إليه إلا إن قررت وبدأت في التخطيط والتنفيذ والمثابرة والاستمرار فيما تقوم به
add تابِعني remove_red_eye 2,272
أهلا بك صديقي الطموح صاحب الأهداف والآمال في الحياة. أنت هنا تقرأ هذا المقال لأنك تملك طموحًا وأهدافًا تريد الوصول إليها فجَذَبك العنوان (السرّ….كيف تصل إلى أهدافك في هذه الحياة؟) هل يوجد سرّ بالفعل أم أنه أحد مقالات التنمية البشرية المخادعة، والتي تتحدث عن القوى الداخلية القادرة على تحريك طائرة لو اكتشفت فقط ما بداخلك.
سوف أخبرك السرّ الذى تحدث عنه الكثيرون، منهم الفيلسوف أرسطو، الكاتب تشارلز دويج، الكاتب ستيفن جيز، الكاتب جيف أولسون وغيرهم الكثير، إذن فما هذا السر؟ لن أطيل عليكم، إنه باختصار ما تفعله يوميًّا من أفعال بسيطة.
السرّ
قبل أن تغضب وتثور وتقرر عدم الاستمرار في قراءة المقال دعني أوضح لك أمرين وقرّر بعدهما ما الذي تريد فعله.
الأول خاص بالمعلومة (السر) التي تريد الوصول لها: فأنت، أنا وأيّ شخص لا تنقصه المعلومة لكي يصل إلى أهدافه. المشكلة ليست في نقص المعرفة، فنحن بالفعل نعيش في عصر ثورة المعلومات.
الحصول على معلومة عن كيفية عمل / الوصول لشيء سهلة وأغلبها مجاني بالفعل، فإذا أردت مثلًا أن تخفض وزنك سوف تجد آلاف المقالات والكورسات والكتب والفيديوهات عن هذا الموضوع بل قد تصل الى ملايين المصادر في موضوع عام مثل هذا.
الجميع يبحث عن المعلومة، عدد أقل يبدأ التنفيذ وعدد أقل يستمر وعدد نادر يتحمل التعب من أجل الوصول لغايته.
الشيء الثاني: هو خاص بالسلوك البشري وينقسم إلى نوعين: نوع يريد النجاح الفوري ووصفة نجاح يطبقها اليوم لكى يرى ثمارها غدًا، وهذا النوع هو الغالب وهو أيضا مَن لا يصل إلى أيّ هدف في حياته والنوع الآخر لا يرى النجاح كمحطة بل هو أسلوب حياة يمارسه يوميًّا. نظرتك للنجاح على أنها محطة تريد الوصول اليها غدًا بطريقة سحرية ومختصرة سوف تضلل طريقك نحو أهدافك. بافتراض أنك بالفعل وصلت لغايتك فماذا بعد أن تصل؟ النجاح طريق مليء بمحطات الفشل لكنك تختار المضي قُدما به رغم كل شيء والأهم أنه طريق مستمر طول حياتك، ما تفعله يوميًّا هو ما يحدد هذا الطريق. لكنك لن تجد الطريق بسهولة فهو يحتاج مجهودًا ووقتًا ولا يوجد تغيير سريع ودرامي سوف يحدث هنا.
التغيير الدرامي
لماذا الجميع مهووس بفكرة التغيير الدرامي؟ لماذا تريد أن تستيقظ من النوم في أحد الأيام لتجد نفسك بشكل مفاجئ الشخص الذى طالما حلمت أن تكونه؟ لا تريد الانتظار. هذا لأنك تريد لهذا الحدث أن يكون يومًا مميزًا في حياتك لأنه بداية تغيير درامية لك ولما تريد الوصول إليه. التغيير الذي تراه يحدث للأبطال في الأفلام والروايات بشكل سريع لا يحدث في العالم الحقيقي، ما يستغرق ساعتين في الفيلم قد يستغرق سنتين في العالم الواقعي. لا يوجد تغيير درامي سوف يحدث لك، لن تستيقظ في أحد الأيام لتجد نفسك شخصًا آخر بشكل مفاجئ. لن يحدث، ليس لمشكلة في مجهودك لكن لأن هذا ليست من طبيعة الحياة. الجميع يريد الحصول على نشوة الوصول للأهداف الآن لكن لا مجال لهذا. “ما نفعله بشكل متكرّر هو ما نحن عليه. ومِن ثَمّ فإن التميز عادة وليس فعلًا” أرسطو.
ما تفعله يوميًّا من أفعال بسيطة ومن اختيارات يومية هو ما أنت عليه بالفعل، هو ما يحدد شخصيتك، كن واعيًا بما تريد الوصول له، كن واعيًا باختياراتك بعاداتك وبأفعالك اليومية. وإذا وصلت لهذه النقطة من المقال وأصابك الحماس (أتمنى هذا) وأصبح عندك طاقة كبيرة لتغيير عاداتك فاحذر من تبديد طاقتك.
الطاقة
تضع أهدافًا كبيرة لكي تتغير حياتك للأفضل، تتحمس للوصول إليها فتبدأ خطتك بمجهود كبير. الحافز يعطيك الكثير من الطاقة وتستمر هكذا أيامًا أو أسابيع لكن لا تستطيع الاستمرار في فعل هذا المجهود وهذه الأشياء المتعبة بشكل مستمر. طاقتك تبدأ في النفاذ، التعب يصيبك، تتوقف عما كنت تفعله وتعود لما كنت عليه قبل بداية التنفيذ. بعد فترة تشعر بالندم لماذا لم تكمل طريقك؟ هل المشكلة في قوة إرادتك؟
تبدأ في وضع الخطط من البداية تتحمس، الحافز يعطيك الكثير من الطاقة وتبدأ بمجهود كبير و.. تصل لنفس النتيجة السابقة كأنها دائرة . هل حدث لك هذا من قبل؟! إذن كيف نكسر الدائرة؟
كن واعيًا بأن طاقتك محدودة مثل أيّ طاقة أخرى واستغلها في بناء عادات صغيرة. عادات سوف تكون المكوِّن الرئيسي للشخصية التي تريد أن تكونها مثل الذرّة فهي المكون الرئيسي لكل شيء رغم صغر حجمها. استغل طاقتك الكبيرة في بناء العادات (الذرية). أنا أعلم أنك متحمس لقراءة كتاب كامل في يوم واحد رغم أنك لست معتادًا على القراءة أو تريد الجري لمدة ساعة وأنت لا تجرى لمدة (10) دقائق من الأساس. لا تجهد نفسك في فعل هذا، استغل طاقتك في أن تبدأ القراءة بـ (10) صفحات فقط يوميًّا أو تجري لمدة (7) دقائق فقط. بعد فترة هذا الفعل القراءة أو الجري أو أيًّا كان لن يأخذ منك مجهود، لن يستهلك (طاقتك)
“قليل دائم خير من كثير منقطع” قراءة كتاب خلال يوم ثم الانقطاع عن القراءة لن يجعلك قارئًا لكن قراءة (10) صفحات يوميًّا سوف تحولك لقارئ، ممارسة الرياضة لمدة ساعة في أحد الأيام ثم الانقطاع لن تجعل جسمك رياضيًّا لكن ممارسة (7) دقائق يوميًّا من الرياضة قد تجعلك هكذا. الحياة مارثون…..استغل طاقتك للوصول الى أهدافك فالطريق طويل لا تقلق من أنها فقط أفعال بسيطة فأنت يا صديقي على وشك معرفة سرّ الفائدة المضاعفة
الفائدة المضاعفة
لكى نفهم ما هي الفائدة المضاعفة دعنا نضعها ضمن مثال رقمي : أنت قررت في بداية السنة استثمار مبلغ ألف جنيه وكل سنة سوف تستثمر ألف جنيه بحيث إن الاستثمار سوف يأتي بربح مقداره (10%) سنويا في نهاية السنة الأولى المبلغ المتبقي معك هو الألف التي استثمرتها + 100 جنية ربحك، وقررت في بداية السنة الثانية استثمار المبلغ المتبقي من السنة الأولى (1000 جنيه) والربح 10% (100 جنيه) + ألف جديدة وهكذا فعلت في كل سنة. بعد عشر سنوات كم سيكون معك. بسرعة سوف تجاوب عشرة آلاف (ألف كل سنة) + ربح 10% (ألف إضافية) يكون الناتج أحد عشر ألف، أليس كذلك؟ لا إجابة خاطئة. ما سيكون معك هو سبعة عشر ألف وخمسمائة جنية ( 17500). لماذا؟ لأن ربحك كل عام كنت تستثمره أيضًا. نعم هذا ما صنع الفارق التراكمي.
ما علاقة هذا بالأهداف؟
ما تفعله من أشياء بسيطة يتراكم داخلك لينتج مستقبلًا فائدة أكبر من مجموع ما فعلته. إذا كنت تقرأ (10) صفحات يوميًّا فمن المتوسط أنك سوف تقرأ (15) كتاب متوسط في السنة لكنك تجد نفسك قرأت (20) كتابًا؛ لأن بعد فترة فعل قراءة (10) صفحات أصبح سهل جدًّا ولا يستهلك أي طاقة، فبدون مجهود واعٍ أصبحت تزيد عدد الصفحات المقروءة. قَسْ على هذا كل شيء. بالمناسبة مبدأ الفائدة المضاعفة هو ما استخدمه الملياردير وارين بافيت في تكوين ثروته.
فائدة ما تفعله اليوم سوف يكون ضئيلًا لكن الفائدة سوف تتراكم، وما يتراكم مع الوقت تصبح له فائدة أيضًا، فتكون ما استفدته أكبر مما توقعته بشكل ضخم، فكل شيء إيجابي أو سلبي له ثمن يا صديقي.
الثمن
كل شيء نفعله في هذه الحياة له ثمن سواء إيجابيًّا أو سلبيًا. المشكلة أن هذا الثمن قد يكون ضئيلًا جدًّا جدًّا يوميًّا لذلك لا تلاحظه. اختيارك لقراءة (10) صفحات يوميًّا له ثمن سوف تدفعه بعد فترة لن تلاحظه لكنه سوف يؤثر عليك. اختيارك لشرب المياه الغازية يوميًّا أو مع كل وجبة له ثمن، وأيضا لن تلاحظه يوميًّا لكن سوف تلاحظ الفارق بعد عدة أشهر. ما يجعلك غير واعٍ بأهمية أو بخطورة ما تفعله يوميًّا هو أنه بسيط جدًّا، لن تلاحظ الفرق إذا فعلته وإذا لم تفعله. هذا يقودنا للسؤال الذى شغل بالك منذ بداية المقال: إذا كان الأمر كذلك فقط، مجرد أفعال بسيطة، لماذا لا يصل الجميع الى أهدافه؟
لنفس السبب لأنها مجرد أفعال بسيطة. كل ما يسهل فعله يسهل تركه بنسبة أكبر. وأيضا لأن ما يجعلك تصل إلى أهدافك ليس فقط الأفعال البسيطة لكن العامل الأهم هو الاستمرارية. لهذا لا يصل أغلب الناس؛ لأن الافعال البسيطة لن يكون لها تأثير في يومهم ولأن الاستمرارية صعبة ومرهقة.
أنت بدأت قراءة هذا المقال لأنك أردت معرفة السر وراء النجاح، الطريق السريع والخلطة السرية لكيف تصل إلى هدفك. اعلم أنك لم تجد سرًّا ولا خلطة سرية وبالتأكيد لم تجد طريقًا سريعًا، بل ما وجدته طريقًا مملًّا وطويلًا فهل بدأته اليوم.
اعرف أهدافك، اختر طريقك، وابدأ بعادات بسيطة في يومك. بعد سنة من الآن قد لا تلاحظ الفارق لكنك سوف تستيقظ في أحد الأيام لتجد نفسك الشخص الذى طالما حلمت وتمنيت أن تكونه.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 2,272
هل تسائلت يوما عن الخلطة السرية والطريق السريع للنجاح وسر تحقيق الأهداف؟ الآن سوف أخبرك السر
link https://ziid.net/?p=63055