أهمية الوقت، والعوامل التي تؤدي إلى إهداره
الوقت هو سلاح تمتلكه ويمكنك أن تحقق به المعجزات وباختيارك يمكن أن تتفادى مضيعات الوقت وتنجز كل ما تريد
add تابِعني remove_red_eye 393
الوقت ليس مجرد حركة عقارب الساعة من اليمين إلى اليسار، إنما هو الحركة التي بداخلك التي تجعلك ترغب في التغيير في عقلك؛ إذ إن الحركة في عقلك.
فالوقت كجوهرة ثمينة بين أيدينا ولكن ليس بإمكاننا شراؤها بالمال، وأغلبنا لا يدرك قيمته ويسيء استغلاله في ملْهِيات ومشتِّتات الحياة ومواقع التواصل الاجتماعي، العمل، الظروف، والجلوس مع الأشخاص المحبطين.
لا أقول لك تخلَ عن الترفيه أو مواقع التواصل الاجتماعي بل اعرف ما الأوقات المناسبة لها: فمواقع التواصل الاجتماعي كاللص يسرق من وقتك، لأنك مجرد أن تتصفحها تجد نفسك ترغب بقضاء المزيد من الوقت فيها، وفجأة تجد أنك قد ضيعت زمنًا لو استثمرته في شيء مفيد لكان خيرًا لك، وفي الوقت الذي أنت ضيعته في مواقع التواصل الاجتماعي هناك شخص آخر في هذا الكون قد استفاد من ذلك الوقت، وأنجز الكثير, ربما قد قرأ كتابًا، أو تعلم مهارة جديدة أو…. فإذا كان ما بين غمضة عين وأخرى يغير الله شخصًا من حال إلى حال، فكيف بساعات من الزمن؟!
[هل يمكنك أن تتعلم البرمجة بنفسك في 7 أيام حقًا؟]
تذكر دائمًا أن لا أحد في هذا الكون لديه يوم أطول أو أقصر، فيومك الذي فيه (24) ساعة هو نفسه يوم العظماء الناجحين، يوم أيّ شخص، سواء كان زميل دراسة أو عمل، أو أي إنسان تراه في حياتك، ولا يمكن لوقتك أن يعود بعد مضيه ولو لثانية، فهنالك خياران أمامك، إما أن تتركه يمضي أو تمضي معه، فالعظماء والناجحون لا شك أنهم تركوا الخيار الأول وفعلوا الثاني مع الإجتهاد والعمل الشاق حتى وصلوا إلى ما أرادوه.
من الضروري جدًّا الاستفادة من الوقت، وبدلًا من أن يأتي العام القادم ويجدك كما أنت، من الأفضل لك أن يأتي ويجدك شخصًا مختلفًا، ليس لأنك تغيرت، بل تغير عقلك وطريقة تفكيرك، فالتغيير هنا لا أعني به التغيير المظهري بل التغيير العقلي، النمطي، السلوكي، الأخلاقي، فنحن في هذه الحياة كأننا في مضمار سباق، إذا لم تكن مديرًا جيدًا لوقتك فستخسر السباق، فالأشخاص الذين تركتهم وراءك قد يأتون من أمامك، فعام كامل كفيل بأن يغير كثيرًا من الأشياء في الحياة.
[هل أنتظر نهاية العام لأضع لنفسي أهدافا أستحق الفخر بإنجازها؟]
ويمكننا تلخيص عوامل إهدار الوقت في التالي ..
١- عدم التركيز
إن عدم التركيز في شيء واحد، والتفكير في عدة أشياء في نفس الوقت يجعلك مشتت لا تستطيع فعل الأمور علي أكمل وجه، ما يمكنه أن يستغرق معك دقائق، قد يستغرق معك ساعات، وما يمكنه أن يستغرق يوما سوف تجعله يأخذ أيام…. وكلها من عمرك، لذلك كن مركزاً دائماً في ما تريد فعله في هذه اللحظة.
أربع نصائح لزيادة التركيز على أهدافك بالخطة المناسبة
٢- عدم التخطيط
عندما لا تضع جدولاً ينظم يومك من عمل، وتلاوة قرآن، وقراءة والواجبات والأنشطة الأخرى…. مما يؤدي إلي الإرتباك، ولا تدري من أين تبدأ، وأيهم أولى للقيام به، كذلك إذا لم تخطط لحياتك لن تحقق ما تحلم بالصورة التي تريدها.
ضائع جداً؟ إليك خطوات التخطيط لإنشاء وبيع محتوى تدريبي على الإنترنت
٣- عدم إدراكك لأهمية الوقت
يهدر بعض الأشخاص وقتهم في أشياء لا تستحق كل هذا الوقت، في التسوق مثلاً، قد تقضي ساعة في شئ يأخذ ٢٠ دقيقة فقط، قد يهدر البعض وقتاً طويلاً دون الإكتراث بحجم الإنتاج، وقِس على ذلك قد يمر العمر كله بين يديك ولا تدري كيف ذهب.
٤- ضعف الإرادة
قد يدرك الشخص قيمة الوقت ويشعرُ بأهميته في الحياة، ويخطط لكنه لا ينفذ، فيبقى التخطيط مجرد حبر على ورق، فالتخطيط وحده لا يكفي إذا لم تكن لديك عزيمة وإصرار تجاه هدفك.
أفضل الإستراتيجيات لتعزيز قوة الإرادة لديك!
٥- التأجيل والكسل
كما يقولون: لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد، فإذا أردت فعل شئ مهم في حياتك، وأنت تعلم أنه مهم، لماذا لا تفعله اليوم قبل غد؟
إن معظم الأشخاص يتكاسلون عن أداء الأشياء المهمة من أجل أشياء تافهة، وأبسط مثال كمن يكون لديه إمتحان في الغد ويفضل مشاهدة مسلسل، أو يغط في نوم عميق بدلاً من المراجعة، وهو يعلم يقيناً أنه إذا صبر هذه الساعات القليلة في المراجعة؛ سينجح في إمتحانه، وربما هذا الإمتحان قد يغير حياته، وبعدها سيكون لديه متسع من الوقت، يفعل فيه ما يشاء.
[هل يمكنك حقًّا أن تخدع عقلك لتعمل بكفاءة أكثر؟]
إن معظمنا يفضل السعادة اللحظية بدل من السعادة الدائمة، كأن يكون بحوزتك قدر من المال، وأنت تعلم أنك لو إستثمرته في مشروع ناجح وعملت عليه سوف يزيد دخلك، وحينها سيكون بحوزتك المال الكافي لتفعل ما تريد، لكنك لا تريد ذلك وإنما تريد أن تنفقه وتسعد في لحظات، وبعد أن ينتهي تعود إلي حياتك العادية، هذا هو الخطأ الذي يقع فيه معظم البشر.
قد يتساءل البعض أنه في بداية تحقيق أي هدف يكون لدينا بعض الحماس والنشاط، فمع مرور الزمن نتكاسل ونؤجل، واحياناً نستسلم ! إذا من أين يأتي هذا الكسل ؟ إنها من الحياة ،نعم إنها الحياة لأن الملهيات والمغريات كثيرة، طالما تؤجل وتتكاسل لن تحقق النجاح الذي ترجوه، وبعدها تجلس وتندم وتلوم هذه الملهيات والمغريات، سواء كانت مواقع التواصل الإجتماعي أو الظروف أو ….. ، لا تلم شيئاً بل تجاوزها، لأنه عندما تتكاسل وتؤجل مرة أو مرتين؛ سوف تتقنه لاحقاً وسيصبح جزء من حياتك، وبعدها يصبح التخلص منها صعب جداً، فبدل من أن تتقن الأشياء السلبية أتقن الأشياء الإيجابية مثل الإجتهاد، الصبر، التفاؤل،….. نفسياً، إن علماء النفس يقولون إن التفكير في إلقاء اللوم على تلك الأشياء هو تفكير خطير جداً، وأكثر ما يمكنه تحطيمك داخلياً، لأن بهذه الطريقة أنت توحي إلي نفسك بأنك لا تمتلك أي قدرات داخلية، وأن نجاحك ليس في يدك وإنما في الأشياء التي حولك, إذاً كيف يمكننا التغلب على كل مهدرات الوقت ؟ وكيف أستمر؟ وذلك عن طريق إدارة الوقت وتنظيمه.
وهذا ما سوف نناقشه في المقال القادم بإذن الله.
يمكنك متابعتي من هنا
إليك المزيد عن الوقت
add تابِعني remove_red_eye 393
مقال هام للغاية يساعدك في التعرف على الأمور التي تؤدي لضياع الوقت وكيف تتجنبها
link https://ziid.net/?p=51148