معضلة الشعور بعدم الإنجاز
حتى وإن تكاسلت أو كان شعورك محقًّا لبعض الأيام فلا بأس، فأمامك الكثير من الوقت، وستحقق ما تريد بالتأكيد
حتى وإن تكاسلت أو كان شعورك محقًّا لبعض الأيام فلا بأس، فأمامك الكثير من الوقت، وستحقق ما تريد بالتأكيد
add تابِعني remove_red_eye 471,383
هل يحدث معك أن تسهر ليلًا بعد أن تنتهي من كل مهماتك اليومية وتسأل نفسك ماذا أنجزت؟ هل يمر عليك أيام تشعر فيها أنك لم تفعل أي شيء يذكر؟ هل يقتلك أحيانًا شعورك بأنك يمكنك فعل أشياء أكثر لكنك لسبب ما غير قادر على هذا ولا تفعله؟ هل تجلد ذاتك وتخبرها كم هي متكاسلة ولا تريد تحقيق أي شيء؟
حسنًا؛ إن كانت إجابتك على كل الأسئلة السابقة بـ “نعم” فأنت مثل الكثيرين، تمر بمعضلة الشعور بعدم الإنجاز، تفعل الكثير والكثير من الأمور، لكنك تجد نفسك تشعر وكأن كل ما تفعله لا يكفي، تتهم نفسك بالكسل والتخاذل والتراخي، في حين أنك من داخلك تعي أنك بالفعل تفعل أكثر من المطلوب منك.
إن كنت تمر بهذه الحالة فلابد أن تعي أن مشكلتك تكمن فيك أنت، في أفكارك ومشاعرك، ورغبتك الشديدة في النجاح، مشكلتك تكمن في طموحاتك العريضة التي تمتلكها، ورغبتك في الوصول إلى تلك الطموحات بأسرع وقت ممكن، تأكدك أنك تمتلك الكثير، ويمكنك فعل وتقديم الكثير، ولكنك غير راض عن القدر الذي تقدمه.
نعم لا تقلق فالأشخاص الذين يشككون دائمًا في نجاحاتهم وإنجازاتهم غالبًا ما يكونون ناجحين بالفعل، ولديهم الكثير من الإنجازات، وكل ما يبحثون عنه هو التطوير من أنفسهم، ولكن للأسف سيطرة تلك المشاعر وتلك الأفكار عليهم يجعلهم أبطأ، فبدلًا من استغلال الوقت لتعلم مهارات جديدة، أو ربما تجارب جديدة ينفقون الوقت على الأفكار والمشاعر التي لن تنفعهم ولكن قد توصلهم إلى إحباط حقيقي وشعور بالاكتئاب.
نعم استمرارك ونضالك اليومي لتقوم بكل ما لديك من أعمال، وتمكنك من الاستيقاظ والتحرك من سريرك في الصباح للعمل، أو للدراسة، أو للسعي وراء ما تريد هو قوة لا يستهان بها، وإصرار محمود سيوصلك في يوم ما إلى كل ما تريده.
شعورك بعدم الكفاية وعدم الإنجاز على الرغم من أنه يبدو سلبيًا من وجهة نظرك إلا أنه قد يكون سبيلك في تجديد الأمل، في التحرك من أجل نتائج أفضل في اليوم التالي، خطواتك الصغيرة التي تسيرها كل يوم ستأخذك حتمًا إلى الطريق الذي تحلم به.
الآن وبعد أن عرفت أن معضلة عدم الإنجاز ليست سيئة كليًّا دعني أخبرك كيف تمكنت في كثير من الأوقات من التحكم بها وبمشاعري السلبية، كيف أقنع نفسي حين يهاجمني هذا الشعور بأنني أحقق إنجازات وأنني أبذل الجهد اللازم.
كلما زارني ذلك الشعور المزعج أمسك ورقة وقلم وأبدأ في كتابة كل ما أنجزته اليوم، حتى ولو كانت أمورًا بسيطة كطهو الطعام أو طي الملابس أو المذاكرة لطفلي، كلها أمور مهمة، كلها أمور محسوبة، فالإنجاز لا يتعلق بالعمل فقط، بل يتعلق بكل شيء، يحتاج الإنسان أن يشعر بإنجازاته على كافة الأصعدة ولا يمكن أبدًا أن يكتفي بجانب واحد أو بنوع واحد من الإنجازات.
إن كنت تشعر أنك لم تحقق ما تريد، ويمكنك فعل المزيد لما لا تنظر إلى من حولك، من حققوا الإنجازات تعلم منهم ومن تجاربهم وقدرتهم على تحدي الظروف وتحقيق النجاح، ومن لم يحقق إنجازات أيضًا عليك أن تنظر له وأن تدرك أن كل ما لديك نعم حقيقية لا يتمتع بها غيرك، وهو ما يستدعي منك أن تكون ممتنًّا لوضعك وحياتك، وحتى إنجازاتك الصغيرة التي لا تشعر بالرضا عنها نعم بالنسبة لغيرك لا يمكنهم بلوغها.
من أهم الأمور التي قد تمدك بالطاقة وتشعرك بالإنجاز هي النظر إلى نفسك، مقارنة نفسك بنفسك فيما مضى، حين بدأت عملك بدون خبرة ومهارة وإلى أين وصلت الآن، حين أنجبت لأول مرة وكنت خائفًا من أن تحمل طفلك بين ذراعيك ولا يمكنك فهمه، وطبيعة علاقتكمًا الآن، بأول مرة تطهو فيها أي شيء ووضعك في الطبخ الآن، حين تقارن نفسك بنفسك تخبرها أنها تحسنت وأنجزت وأنها قادرة على تحقيق المزيد.
أخيرًا ... حتى وإن تكاسلت أو كان شعورك محقًّا لبعض الأيام فلا بأس، فأمامك الكثير من الوقت، وستحقق ما تريد بالتأكيد.
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
add تابِعني remove_red_eye 471,383
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
هل تعاني من معضلة الشعور بعد الإنجاز؟؟ إليك الحل
link https://ziid.net/?p=95848