هل ستفتح نافذتك؟ فوائد الشفافية في اكتساب صداقات رائعة
أن تكون متحفظًا هو العكس من أن يكون لديك شفافية لا تخبئ أي شيء في شخصيتك وتبني علاقات ثقة وود مع الآخرين بدلًا من الوحدة والإنغلاق
add تابِعني remove_red_eye 6,630
(أتعجّب ممن يبثون بكل يسر وسهولة أموراً شخصية في وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت لكن هذا ليس محور حديثنا اليوم). قد تأخذ رغبتنا في الخصوصية مجرًى آخر، فبعض الناس لا يريدون أن يظهروا إلا في أفضل أحوالهم، فيمضون في طريقهم مخبئين عيوبهم ويغطون أخطاءهم، وغالباً لا يقولون ما يعنونه لأنهم يريدون أن ينالوا رضا الآخرين وإعجابهم.
غالباً ما يكون هؤلاء حساسين وقلقين ويعانون من نقص تقبل الذات، فما عليك إلا الدخول على صفحات الفيس بوك لتراهم يحاولون أن يظهروا مثاليين وتقاة وعلى قدر عالٍ من الرومانسية والجاذبية، ففي صفحاتهم لا ترى إلا صوراً براقة مدهشة لمشهد غروب الشمس على شواطئ ساحرة، ولكنك لن ترى صوراً لأيام الغيوم المطيرة الباردة أو لليالي الرياح العاتية.
من المدهش رؤية بعض الأشخاص وهم يخفون شخصيتهم الحقيقية ببراعة بالغة. هؤلاء الأشخاص يكرهون الإجابة عن أبسط الأسئلة مثل “ماذا تناولت على الفطور؟” قد يكون ردهم “هذا ليس من شأنك!” عموماً، الأشخاص غير الكتومين، المنفتحين مع الآخرين، الذين يقولون ما يعنونه ويعنون ما يقولونه، هُم أكثر قناعةً وعلى الأرجح يتمتعون بصحة نفسية أفضل مقارنة بقرنائهم الكتومين، لكن إياك والاقتداء بالأشخاص الذين يفصحون عن كل شيء في حياتهم ويسردون تاريخ عائلتهم الكامل ويشاركون مشاعرهم الخاصة مع الآخرين. كما نعرف، الوسطية والاعتدال هي أفضل الحلول في كل أمور الحياة.
حاول أن تكون منفتحاً قليلاً وخاطر لكي يدخل بعض الأشخاص في حياتك
إذا فتحت بعضاً من نوافذ وأبواب حصنك ستحظى بخصوصية معتدلة، لكن عندما تكون منغلقاً جداً على نفسك فستصبح مكتئباً ومهموماً، بالإضافة إلى ذلك، الانغلاق على النفس سيمنعك من تكوين صداقات وسيحِد من سياسة الأخذ والعطاء والمحبة ومشاركة الآخرين. عندما تكون منفتحاً باعتدال مع الأخرين – أي تشارك بعضاً من أفكارك أو مشاعرك أو أمنياتك وآمالك مع الأخرين – فلن يعرفوك فقط؛ بل ستتعلم أنت الكثير عن نفسك، وأيضاً إذا أفصحت بتروٍ عن بعض المصاعب والتحديات التي تواجهك لشخص ما، فسيساعدك هذا على تخفيف المشكلة، وكما يقول المثل “A burden shared weighs half as much” أي يقل يحجم المشكلة إلى النصف بعد تشاركِها.
ولتوضيح الفكرة أكثر، لنرى ماذا فعلت “بيني”:
لاحظ العديد من الناس بأنهم عندما يفصحون عن أمر شخصي أو محرج يبادر المتلقين بقول “لدي نفس المشاعر” أو “لقد فعلت الشيء نفسه”، لذا تشجع وكن منفتحاً لكن بالطبع لن يتقبل الجميع كل شيء، فإن لامك شخص ما عما أفصحت بدلاً من مواساتك فحاول أن تتعلم كيف ترد عليه. يميل بعضهم إلى اتباع السلوك المتحفظ مع الأصدقاء وعند محاورة الآخرين وبذلك يفتقدون إلى متعة المشاركة الصادقة، وسأكرر بأن من أفضل الطرائق لمعرفة ذاتك هي الشفافية مع الموثوق بهم وأخذ آرائهم.
أنا لا أنصحك أن تُظهر كل مكنونات قلبك للآخرين أو تُفصح عن كل أفكارك الخاصة ومشاعرك لأي شخص، لأن بعض الأشخاص قد يغدرون بك ولا يستحقون أن تعطيهم وقتك الثمين، لكن من السهل معرفة الأشخاص الجديرين بالثقة، فاعرف من سيكون معك ومن سيكون عليك (باستثناء مواقع التواصل الاجتماعي فهي لا تزال منصة تواصل محفوفة بالمخاطر).
إذا بنيت شخصيتك طمعاً في كسب استحسان الآخرين بدلاً من إظهار كيانك الحقيقي، فستشعر بأنك امرؤ متصنع متزعزع؛ لأن بناء علاقة وثيقة وكسب الثقة لا يتحققان إلا عندما تعبّر عن مشاعرك الحقيقية بروية للآخرين. إذا أخفيت مشاعرك باستمرار فستحرم نفسك من تكوين علاقات صادقة متينة وستنفر من نفسك دائماً. إذا تقبلت نفسك بكل ما فيها من أخطاء وعيوب بدلاً من الصورة التي اختلقتها، فستسير في المسار الصحيح لتحسين نظرتك لذاتك ولتوطيد علاقاتك الاجتماعية مع الآخرين. ودائماً تذكر: فكر جيداً، تصرف بذكاء، اطمئن، وكن سعيداً.
add تابِعني remove_red_eye 6,630
مقال هام للغاية يساعدك في أن تتخطى مرحلة الشخصية المتحفظة وتبدأ في الشفافية والانفتاح مع الآخرين
link https://ziid.net/?p=24874