الوعي الذاتي: هل تعرف نفسك جيدًا
الوعي الذاتي الوسيلة العلمية لمعرفة أنفسنا واستغلالها أفضل استغلال، ويجعلنا نعيش نشعر بانسجام في الحياة.
الوعي الذاتي الوسيلة العلمية لمعرفة أنفسنا واستغلالها أفضل استغلال، ويجعلنا نعيش نشعر بانسجام في الحياة.
add تابِعني remove_red_eye 42,656
أنا أعرف نفسي جيدًا.. كثيرًا ما نقول تلك الجملة وتأتي مواقف تضعنا في مواجه مع أنفسنا ونصدم من ردود أفعالنا، ونتعجب كيف حدث هذا؟ هذا ليس أنا وقد نصاب بالإحباط من أنفسنا، وكثيرًا ما تكون تلك المواقف التي صدمتنا في أنفسنا مواقف جديدة أو هناك تغير في مجريات الأمور التي أثرت على جزء عميق فينا ونحن لا ندري.
أو حدثت صدمات لنا دون التعافي فأثرت في أعماقنا، فمع مواقف الحياة التي نمر بها قد تؤثر على توجهاتنا وأولوياتنا دون أن ندري، ولذلك نحتاج لعمل تجديد لرؤيتنا لأنفسنا من حين لآخر، وذلك أمر طبيعي لأننا وبكل بساطة لا زلنا نكتشف أنفسنا وما يدور بها في التجارب المختلفة، فنكتشف مراكز قوتها وضعفها في المواقف التي تواجهنا بأنفسنا، وكأنها تضعنا أمام مرآة نقية.
في البداية عندما نكبر نكون وعينا عن أنفسنا ونوضع أمام اختيارين سواء وعينا بهم أو تم توجيهنا بشكل لا واعٍ، نصبح كالذي يشتري جهازًا جديدًا يتاح له اختياران.
الأول: أن يستعمله مثل الناس المحيطين به، الاستخدام الاعتيادي دون وعي كامل بكل مزاياه، ومع المواقف أو الصدف يبدأ بالاكتشاف أكثر عن إمكانيات الجهاز التي قد يكتشفها في آخر استخدام للجهاز قبل بيعه، ويقول في نفسه نادمًا يا ليت لي أن أعرف تلك المزايا منذُ أول يوم.
الثاني: أن يقرر بكل وعي وعن قصد أن يتعرف على الجهاز جيدًا، وينظر في دليل الاستخدام، ويفتش فيه بنفسه ويكتشف مميزاته وعيوبه، وأن يحاول استخدامه أفضل استخدام فيستمتع به كما ينبغي.
كذلك نفس الشيء في دورنا في الوعي بأنفسنا، والتساؤل عن مراكز قوتها وضعفها حتى نرى الصورة واضحة.
فنكتشف دوافعنا وأولويات قيمنا، وما يحرك أنفسنا ويحفزها نحو ما ينميها وكذلك نحسن من عيوبها، فنصل بأفضل نسخة ممكنة من شخصيتنا تسهل علينا الحياة، ونتمكن من أداء دورنا في الأرض على أكمل وجه.
اعلم أن هذا السؤال يدور في بالك الآن، السُّبُل عديدة، مثل:
وبعد الاكتشاف يأتي دور التقبل، فالتقبل هو السبيل لتغير كل ما رأيته في نفسك، وذكر نفسك أنك من البشر، فمن الطبيعي أن تجد بها العيوب، لأننا لسنا ملائكة، فلا نحرم أنفسنا من حقها في الخطأ، فالسماح بالخطأ هو حقنا في بشريتنا. فكيف يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم» ونحن نعصم أنفسنا من الخطأ ونرفض عيوبنا.
التقبل لكوننا بشر يخطأ ويصيب، علينا تقبل العتمة قبل النور، فالتقبل أول خطوه للتغير، والتقبل ليس معناه أن أقبل عيوبي وأقول هذا أنا ماذا افعل؟! أو أن أسمح لنفسي بالجلوس متراخيًا عن تغير نفسي. التقبل هو التفهم، وبعد التفهم يأتي دورنا في البحث عن الحل والعمل على محاولات الإصلاح، ولكن ضع باعتبارك أنه إذا كرهنا عيبًا فينا، سوف يتفاقم ومع كل مرة في محاولات إنكاره، وتأكد من أن محاولات الإصلاح دون تقبل أو بملازمة شعورنا بالاشمئزاز من ذلك العيب، لن يختفي ولن يصلح بسهولة وسوف يزيد الأمر صعوبة.
كالتي تقوم بنظام غذائي لتقليل وزنها، وهي تكره شكلها يكون الأمر صعبًا، ولكن على عكس لو تقبلت شكلها وبدأت في محاولة التغير يكون النقصان في الوزن أسرع، ومشاعرها الإيجابية في رحله نقصان الوزن سوف تدعمها.
أسمع ما يدور نفسك الآن والسؤال المُلّح، ماذا أفعل بعد التقبل؟ بعد التقبل يأتي دور الإحساس بالمسؤولية تجاه نفسي، حيث أسأل نفسي ما دوري تجاه عيوبي وميزاتي؟
دورك هو أن تحسن عيوبك وتقل من سيطرتها على تصرفاتك، وميزاتك تنميها وتوجهها تجاه ما يفيدك، ولكن احذر من الشعور بالذنب المرضي، الذي يقوم بدور عكس الإحساس بالمسؤولية، ويجعلك تتجمد مكانك، والأسوأ قد يجعلك تكرر الأخطاء، رغم تأنيبك لنفسك مئات المرات ورغم الندم المحبط. وهو يختلف عن شعورك بالذنب الصحي الطبيعي والذي وفقًا له يؤنبك ضميرك، ثم بعدها تسمح لنفسك بتقبل خطئك وتسأل نفسك في ثبات كيف أتحمل مسؤولية ما فعلته وكيف أغيره؟ وقتها فقط سوف تتغير.
قد يدور في نفس أحدكم فكرة تقول (لا أحد يتغير)، وأجيبك أنت محق، فلا أحد يتغير ما دام لا يعرف كيف يتغير، وما دام لم يتحمل المسؤولية كاملة ويبذل جهدًا كافيًا للتغير ويصبر على النتائج، ويتعلم صعوبات تغيير الأفكار والعادات، ويطلب المساعدة إذا لم يفلح. عليك معرفة أنه بينما أنت الآن تقرأ ما أسرده لك، يدخل لعقلك معلومة جديدة، فترى الأمور من زاوية أخرى إذا تفكرت، الأمر يحتاج لقرار بأن تزيد من وعيك وتتحمل المسؤولية كاملة عن بناء هذا الوعي.
المجهود الذي تحتاجه لزيادة وعيك بذاتك، يبدأ بالبحث والاطلاع في كل أبواب المساعدة الممكنة مثل:
وفي النهاية…في رحلتك في الوعي بذاتك، أبشر فكل محاولات الاكتشاف، وصبرك ومجهودك للتغير، هو جهاد للنفس الذي تؤجر عليه من الله، قال الله تعالي (ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلّح من زكاها)، فنفسك من الله وبالله استعن عليها، واعلم أنك قرأت هذا الكلام بترتيب وفضل من الله، وذلك معناه أنك على أبواب التغير بإذن من الله، فابتسم واصبر على نفسك وقوّها بخالقها.
add تابِعني remove_red_eye 42,656
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال ملهم ومثير عن الوعي الذاتي وكيف تصل إليه وماذا تفعل بعد أن تصل إليه
link https://ziid.net/?p=91342