إضاءات نبوية مستقاة من كتاب “خمسون قاعدة نبوية في العلم والأخلاق والسلوك”
حري بكل شخص أن يعتني بمنطوق رسول الله الذي أوتي جوامع الكلم وأن يستن بسنته ويسير على خطاه.. صلى الله عليه وسلم
add تابِعني remove_red_eye 35,756
لقد أوتي النبي جوامع الكلم، وفصاحة لم يبلغها الفصحاء لا في زمانه ولا في غيره، وقد أبهر العالم أجمع ببلاغته وعلمه الذي ما كان ينطق إلا عن وحي من الله وهدى منه سبحانه، وقد اصطفى الله نبينا بهذا الإعجاز في كلامه من دون سائر البشر.
وقد صنفت الكتب العظام، وكثرت المجلدات التي تناولت منطوق رسول الله بالعناية والاهتمام، ولعل من أيسرها ما كتب في هذا الكتاب الذي جمع فيه المؤلف الدكتور “عمر المقبل” خمسين قاعدة نبوية في العلم والأخلاق والسلوك. الذي حاول فيها أن يربط الهدايات النبوية بواقعنا المعاصر وأن يسقطها على أهم المستجدات فيه، فلكل زمان أحداثه التي تحتاج لأن تعالج وترسم لها الحلول من هدي القرآن والسنة وقد انتقيت لكم في هذا المقال بعض القواعد التي وردت في الكتاب، وأرجو من الله أن تكون بداية السير على خطى الحبيب -صلى الله عليه وسلم-…
القاعدة الأولى: إنما الأعمال بالنيات
وهذه القاعدة توضح أن ميزان ومدار الأعمال الباطنة هو النية لذا فهي تمثل نصف الدين كما قال أحد العلماء لأن شرطي القبول هو الإخلاص والمتابعة وقد بين العلماء ان النية تقع بمعنيين معنى تمييز عبادة عن الأخرى كتمييز صيام الفرض عن صيام النفل ومعنى تمييز المقصود بالعمل هل هو لله وحده أم لله مع إشراك غيره
القاعدة الثانية : الدين النصيحة
في هذه القاعدة كرر النبي ثلاث مرات جملة الدين النصيحة، وهذا يدل على أهمية النصح في الإسلام، ويكون هذا النصح كما في تكملة الحديث أن النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، ولا بد أن تكون النصيحة متوجة بالأسلوب الحسن وابتغاء النفع للغير وإرشاده لما يصلح له من دون اخفاء أي معلومة تناسبه ومراعاة ظرفه ومكانه وزمانه، ولا تقتصر النصيحة على توضيح الأخطاء وانتقادها وإنما في الحثّ على الاستزادة من الخير والتشجيع عليه.
القاعدة الثالثة: ما نقصت صدقة من مال
وهذه القاعدة لتوضيح أن الحساب المادي يختلف عن الحساب الرباني، فربما يظن المرء أن البذل ينقص المال لكن الله وعد على لسان نبيه أنه سيبارك في المال المتبقي، وأنه سيسخر للمتصدق سبل الحياة ويفتح له أبواب رزق لم يكن يتوقعها، بل تدفع عنه النقم والآفات، وقد ذكر الكثير من قصص الصالحين الذين عاينوا بأمّ أعينهم ما تحدثه الصدقة من عجائب فهي ترفع الابتلاء وتشفي المريض عوضًا لما تحققه من النماء في المال والبركة.
القاعدة الرابعة: الأرواح جنود مجندة
وهذه القاعدة توضح تآلُف كل شخص مع مثيله في العمل والأخلاق والسلوك، فالطيبون يميلون للطيبين والخبيثون يميلبون للخبيثين؛ لذا فقد نبّه بعض الصالحين إلى أن يراجع المرء نفسه إن وجد نفرة في قلبه من أهل الصلاح، أو إن استحسن أعمال المفسدين؛ لأن ذلك يوحي بعلامات خطيرة على قلبه وسلوكه، كما أن حُبّ الصالحين مؤشر خير للعبد.
القاعدة الخامسة: لا ضرر ولا ضرار
وهذه القاعدة على المسلم أن يطبقها في مختلف جوانب حياته العملية، وقد قال أحد العلماء: إن الفقه يدور على خمسة أحاديث ومنها هذا الحديث “لا ضرر ولا ضرار” وقد قيل في معاني الضرر والضرار: إن الضرر هو إدخال ضررٍ على غيره بما ينتفع هو فيه، والضرار هو إدخال الضرر على الغير من دون كسب منفعة، ومن صور الإضرار بالخلق الإضرار بالوصية بتخصيص بعض الورثة بمبلغ دون غيره أو أن يزيد عن الثلث في الوصية للأجنبي.
القاعدة السادسة: من أبطأ به عمله لم يُسْرع به نسبه
وهذه القاعدة توضح مدى عدل الإسلام الذي جعل مدار تقييم المرء على عمله وليس على نسبه وحسبه أو مكانته في قومه، فمنزلة المرء تتحدد بما يقدم من عمل صالح، وقد ذكر في القأان اسم مولى الرسول “زيد” من دون الصحابة، وذكر أيضا أبو لهب وما ينتظره من جزاء نظير أعماله السيئة، والصحابي بلال الحبشي أذّن فوق الكعبة أمام كل الحشود؛ لذا فقد قيل: نسب بلا عمل كشجرة بلا ثمر.
القاعدة السابعة: مَن غشَّنا فليس منا
وهذه القاعدة تبين الخُلُق الذي يجب أن يكون عليه المسلم في معاملاته كلها في البيوع والتجارة، وعند تقديم النصيحة، وفي تعليم الطلاب المسؤول عنهم، وفي كل وظيفة ومهنة يمتهنها المرء عليه أن يتحلى بخلق الأمانة والصدق واجتناب التدليس، وأن لا يغره المال الذي سيجنيه أو الدرجة التي سيتحصل عليها جرّاء غشه؛ لأن الله سيمحق ذلك كله ويكشفه عاجلًا أم آجلًا.
وختاما فهذا الذي ذكر في المقال غيض من فيض هذا الكتاب القيم، ومن أراد الاستزادة فعليه بمطالعة الكتاب. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
إليك أيضًا
مراجعة كتاب: الشيطان يحكم للدكتور مصطفى محمود
add تابِعني remove_red_eye 35,756
نظرة سريعة من كتاب خمسون قاعدة نبوية في العلم والأخلاق والسلوك
link https://ziid.net/?p=63326