لم يفت الأوان على الاستمتاع برمضان
فضل شهر رمضان لا يوازيه أيّ فضل لما له من مكانة وكرامة بين الشهور وفيه ليلة بألف شهر فلا تضيع هذا الأجر والثواب واستمتع به
add تابِعني remove_red_eye 2,030
شهر رمضان من الشهور العظيمة عند الله وفي قلوب المسلمين وبه من الفضائل الكثيرة، فهو شهر الصيام وشهر القيام وشهر الغفران وشهر التسامح وصلة الأرحام، ففي هذا الشهر تنزل البركة من السماء على أهل الإيمان، ولا وجود فيه لشياطين الجن وهو شهر العطاء والإحسان وشهر الانتصارات وفيه أُنزل خير كلام على خير رسول وأفضل البشر محمد صلى الله عليه وسلم. فمثل هذا الشهر المفعم بالخيرات والبركات لمن الغباء والجهالة أن يضيع منك أو تخسره، ففيه الحسنة بعشرٍ إلى سبعمائة ضعف، والسنة بفرض والفرض بسبعين فيما سواه.
تتضاعف فيه الحسنات وتُغفر فيه الزلات لمن احترم قدسيته وعظمته، فمن الجنون والغفلة أن نضيع هذا الشهر في مشاهدة ما لا ينفع ولا يضر ونلهو ونلعب ونتسامر ولا نقوم الليل ونقرأ القرآن ونتصدق ونفعل فيه الخيرات، ففيه ليلة خيرٌ من ألف شهر وهي ليلة القدر، ومن قام هذا الشهر وصام نهاره وأحيا ليله غفر له ما تقدم من ذنبه كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ولكن هناك من يخسر هذا الشهر ويكون قد خاب وخسر وضيع الكثير من الخيرات والحسنات.
ويأتي هذا الخسران قبل رمضان وليس في رمضان، كيف هذا؟ هذا الشخص الذي ضيّع فضل وخير هذا الشهر لم يستعد قبل دخول الشهر المبارك، فهو لم يعتاد على صلاة الجماعة قبل رمضان ولم يقرأ القرآن الكريم قبل رمضان ولم يلجم جوارحه قبل هذا الشهر الكريم، فيأتي عليه رمضان وهو بين شهواته وما هو فيه من هموم الدنيا لم يخرج من ذلك ولم يستعد لهذا الشهر، لأن الحسنة جزاء الحسنة والمعصية عقاب المعصية.
فلو أنه قدم الصالحات قبل هذا الشهر من صلاةٍ في وقتها وفي جماعة وكان قد حافظ على ورده القرآني كل يوم، وممن يُلجم لسانه عن الحرام والغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس لكان في رمضان أكثر من ذلك، أما هذا الغافل اللاهي في دنياه لم ينتظر الشهر العظيم ولم يعد له العدة ولم يشمّر له، فتفاجأ بالشهر العظيم وهو يُقبل عليه، فيمسك المصحف ولكن لا يستطيع القراءة، وإن قرأ لا يقدر على القراءة الكثيرة، فتراه يقرأ وهو متعب ولا يكاد يختم القرآن كاملاً في هذا الشهر.
وتجده لا يتحمل القيام ولا صلاة الفجر والجماعة، ولسانه وعينه وجوارحه كلها كما هي، فإذا تحدث سب ولعن واغتاب ونمَّ كما كان قبل رمضان، هذا الشخص لم يرد أن يغير من نفسه ولم يأخذ قرار التوبة والتغير الجذري لما ألفه من حب المعصية وفعلها.
كيف تغيّر من نفسك في رمضان؟
1- التوبة الصادقة الخالصة عن كل الذنوب والمعاصي الصغيرة قبل الكبيرة، وهذا قبل رمضان بعدة أيام، والعزم على ألا تعود لمعصيةٍ أبدًا.
2- فعل الخيرات قبل الشهر المبارك من صيام التطوع وصلاة الجماعة والمحافظة على ورد القرآن وغض البصر وحفظ اللسان وضبط جميع الجوارح، وهذا يحتاج لوقتٍ كبير.
3- تذكير النفس بفضل رمضان وبالتوبة، وهذا بالسماع والمشاهدة لأهل العلم حتى تتأثر بكلامهم وتكون في رمضان من الفائزين.
4- لو كان عندك الوقت لكي تمكث في المسجد فافعل، فهذا يهذّب النفس ويرفع من روحها لأن بيئة المسجد بيئة طاهرة ومفعمة بالروحانيات التي تسمو بالنفس وتزكيها.
5- أغلق كل القنوات التي تشغلك عن التعبّد في هذا الشهر، ولا تنجرف خلف ما يعدّه أهل الفتن والضلال ليخرجوك عن صيامك وصلاتك لتقع فريسةً سهلة في مستنقع الشهوات العفنة والرذيلة المقننة.
6- لو كنت من المذنبين الذين وقعوا في شراك المعاصي واستعبدتهم الشهوات وصار لهم نقاط ضعف ولا يستطيعون التخلص منها، فبادر بالتوبة والدعاء والندم ولن يتركك الله لتكون صيدًا لإبليس اللعين وسيخرجك من أضغانك وما أنت فيه فهو التواب الرحيم ويقبل توبة عبده ويفرح بها وهو يتولى الصالحين.
add تابِعني remove_red_eye 2,030
مقال روحاني يساعدك في الاستمتاع بشهر رمضان والاستفادة منه بأقصى شكل
link https://ziid.net/?p=33214