هل من الممكن أن تكون مؤذيًا دون أن تشعر؟!
الأذى النفسي الخفي له أشكل ومستويات مختلفة، يمكن القراءة عن شكل العلاقات السامة والصحية لتنظر في نفسك وتسأل من حولك عن سلوكياتك
add تابِعني remove_red_eye 38,075
تخيل أنك تكون الشخص الشرير في قصة أحدهم، وأنت في قلبك نوايا خير طيبة لكل من حولك، وإذا تأكدت من أن هذا الشخص يُعد طرق الأذى الذي تسببه فيها له ربما تصدم وتشعر ألا أحد يقدر الخير الذي تعطيه له. وأن كل المجهود الذي بذلته لتضمن أنه يكون شخص أفضل ضاع هدرًا، وتقرر ألا تقدم الخير له فهو شخص ناكر لكل جميل، ولكن ماذا إذا أخبرك أحدهم أنه سمع قصة هذا الشخص وأكد أنك أذيته ولكن دون أن تشعر.
ربما ترى أن هذا الكلام فارغ من المعنى ولكن اليوم سأريك الوجه الآخر لبعض التصرفات التي تكون نواياك فيها طيبة ولكنها لا تفيد الطرف الآخر بل وبل العكس تضره.
عدم مراعاة احتياجات الآخر
عندما تتصرف دون سؤال نفسك ما يحتاجه الطرف الآخر وتقلل من أهمية مشاعره وتصفه بالعاطفي الحساس فيسئ فهم المشاعر، وكأنها شيء مشين فيضطر لكبت مشاعره واحتياجاته، هذا أذى خفي لك ومعلن للآخر قد يصل أن يشعر الآخر بالاختناق في وجودك، وإذا كنت من دائرته القريبة فيكون للضرر للآخر مستمر فيصل به لأذى نفسي عميق.
محاولات فرض رؤيتك على من حولك للصواب والخطأ
سقف توقعاتك مرتفع
التركيز على أخطاء من حولك لتصحيحها وإرشادهم، وحرصك على أن يكونوا أفضل قد يجعل سقف توقعاتك الذي يصبح ضغط على من حولك ليصل لإرضائك. وهذا السلوك قد يجعلك تتجاهل كل الميزات وتنظر النتائج المثالية فتصبح ضاغطًا على من حولك، يشعرون بصعوبة لإرضائك ويجعلهم لا يقدرون إنجازاتهم الصغيرة، وربما يصل بهم للتشوه النفسي ليصلوا للقالب الذي تطلبه منهم.
تنتقد بشكل حاد
عندما تعبر عن رأيك بجدية وتظن أنها صراحة، تذكر أن النار تحرم على كل هين لين وأن أقرب الناس للرسول مكانة الأحسن أخلاقًا، هذا النقد الهادم ينتقص من شأن من تنقده ومع التكرار قد يضر صورته الذاتية ويضر تقديره واحترامه لنفسه.
تقارن من حولك ببعضهم لتطلب أن يكونوا أفضل
أنت شخص منجز تريد أن يحدث كل شيء بسرعة، هذا أمر رائع ولكن إذا كنت تطلب من الجميع الإنجاز بنفس سرعتك ودرجة إتقانك، فأنت بذلك تمثل ضغط على من حولك لأنك لا تنتبه لمساحة القدرات المتفاوتة من شخص لآخر، وتنسى أنك وصلت لهذه الدرجة بعد وقت من التكرار والجهد.
تطلب ممن حولك تقليدك
ترى أنك نموذج ناجح وتكرر جملة عندما كنت في مثل عمرك كنت أفعل هذا وهذا…. نفس تلك الطريقة تضغط من حولك، خاصة إذا كانوا يتخذونك قدوة لأن المقارنة غير عادلة فالزمن واحتياجاته اختلفوا وبالتالي اختلاف الأشخاص، ومع العلم باختلاف القدرات والميول، وعدم الاهتمام بهذا يتسبب في أذى خفي لمن حولك.
ترى الأمور من وجهة نظرك فقط
تريد أن يفعلوا ما تراه لمصلحتهم دون أن يعترضوا وترى أن كل تلك المناقشات مضيعة للوقت، تلك طريقة ضاغطة أيضًا.
ترى أن المشاعر أمر يجب إخفاؤه
عندما تتحرك في العلاقات بتوقعات وتحمل الطرف الأخر مسؤولية تنفيذها ضغط كبير، عندما تكون صورتك الذاتية أنك لا تخطئ أو أنك الأعلم والأصلح في توجيه العلاقة… هذه أذية كبيرة تجعل الآخر لا يشعر بفائدة وجود، فمهما كنت ذكي فلا يوجد من هو الأصلح للقيادة في العلاقات لأن العلاقة شراكة، وإذا كنت ترى أن الطرف الآخر أقل منك فكل الرسائل المُسيئة سوف يشعر له الآخر وسوف تصل له من خلال تصرفاتك معه دون لأن تشعر وهذا أذى كبير.
الانشغال عن الأدوار الأساسية بأدوار بديلة
عندما تكون في علاقة ما لك دور محدد ولا تقوم به تكون تلك أذية خفية، مثل علاقة الوالدين بأبنائهم إذا انسحب الأهل من توفير الاحتياجات النفسية كالحب والدعم لأبنائهم وركزوا على الاحتياجات المادية وانشغلوا طول الوقت عن الأبناء. بحجة توفير تلك الاحتياجات، تكون تلك أذية حقيقية تصل برسائل نفسية قاسية للأطفال، كعدم الاستحقاق للحب والشوفان، ويشعر الطفل برسائل مثل أنك أقل من أن نعطيك من وقتنا. فيعيش مؤمن أن عليه أن يشحت الحب، ويتقبل أن يحصل على أقل مما يمكن في كل علاقاته، فيكون عرضة للعلاقات السامة، وصورة ذاتية مؤذية جدًّا.
الأخطاء التربوية
هي أخطاء يقوم بها الوالدان دون قصد وتكون نوياهم طيبة، وهدفهم وهو التنشئة الجيدة لأبنائهم، ولكن تلك الأخطاء تضر نفسية الأطفال بشدة تصل بهم للمرض النفسي وتشويه أنفسهم، من ضمن تلك التصرفات ما يلي:
- الضرب خاصة لطم الوجه، وتفريغ الغضب في الطفل.
- النقد اللاذع لشخصية الطفل، لا التصرفات المقصود تعديلها.
- الحب المشروط بالنجاح والتفوق وطاعة الأوامر.
- منع قول لا والترهيب من أن يناله الأذى الجسدي.
- الاستمرار في إشعار الطفل بالذنب الذي يصل به لشعور العار المدمر.
- المقارنة المستمرة مع من هم أفضل منه، وعدم مراعاة الفروق الفردية.
- وغيرها من الطرق التي يجب الوعي بها للعمل على تجنبها، وتعلم طرق التوجيه الصحيحة.
في النهاية.. الأذى النفسي الخفي له أشكل ومستويات مختلفة، يمكن القراءة عن شكل العلاقات السامة والصحية لتنظر في نفسك وتسأل من حولك عن سلوكياتك تجاههم هل هي سامة أو صحية، أستمر في التعلم لتكون الشريك الداعم وتتجنب أن تؤذي من حولك دون أن تشعر.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 38,075
نواياك الطيبة لا تعني أنك شخص جيد... إليك الدليل
link https://ziid.net/?p=92691