لقاء مع المتحدثة التحفيزية التي لا تعرف المستحيل: ماري فورليو
تحتاج دائمًا إلى إيجاد طرق جديدة لتحفيز نفسك ودفعها إلى فعل المزيد من الأمور وتحقيق المزيد من الطموحات والأحلام والنجاحات
add تابِعني remove_red_eye 91,100
تعد الاقتباسات الملهمة ونصائح المساعدة الذاتية رائعة عندما تكون في مزاجٍ مناسب، والأمور تسير بسلاسة، وبعد أن تبدأ يومك بفنجان قهوة ساخن. ولكن ماذا عن الفترة التي تتراكم فيها ديونك، أو ينخفض معدل المبيعات، أو تلتزم بمشروع ضخم لم تستلم مثله من قبل؟ للإجابة على هذا السؤال، توجه القائمون على موقع Trello إلى رائدة الأعمال: ماري فورليو – Marie Forleo.
تُظهر لنا مؤلفة الكتب الأكثر مبيعًا بحسب مجلة نيويورك تايمز والمستشارة في مجال الأعمال ومؤسسة معهد B-School الشهير: ماري فورليو، كيفية الحفاظ على حماسنا، حتى عندما نشعر بأننا عاجزون.
تريلو: مرحبًا ماري! إذاً أنت في منتصف جولة لتسويق كتابك (كل شيء يستحق محاولة إضافية – Everything Is Figureoutable)، وشاركتنا مؤخرًا مقطع فيديو لما وراء كواليس الاستعداد لهذه الجولة، ظهرتِ متوترة فعلًا! في الفيديو، تسألين نفسك: “أي مأزق وضعت نفسي فيه؟ لماذا لم أكتفي بجولة كتاب عادية مثل أي شخص آخر؟ لماذا كان عليّ الذهاب إلى أبعد من ذلك؟ “ إذن، لماذا لم تكتفي بجولة كتاب عادية مثل أي شخص آخر؟ كيف تغلبت على الناقد داخلك للتعامل مع مثل هذا المشروع الكبير؟
ماري: لم يسبق أن كان أي شيء يتعلق بيّ أو بعملي طبيعياً، لذلك لم أكن على وشك كسر هذا النمط. أسعى لأعيش حياتي وفق الحقيقة القائلة: لن تزدد قوة إن اقتصرت على القيام بالأمور السهلة.
عندما شاركت رؤيتي لإطلاق الكتاب في مدينة نيويورك “تخيل أن نجمع بين حفلة لبيونسيه ومحاضرة تيد، وتختمها بحفل شوارع.. هكذا أريدها!” ، كان الأمر مرعبًا ومثيرًا للغاية. الطريقة الوحيدة التي مكنّتنا من تحقيق تلك الرؤية هي وضعها موضع التنفيذ. كنا نعلم أن الأمر لن يكون سهلاً، لكن متى كانت الأمور الجديرة بالاهتمام سهلة أصلًا؟
الفعل هو ترياق للخوف.. الفعل يتغلب دائمًا على شكك بذاتك. ذلك لأن الحركة تخلق زخمًا وبمجرد أن يبدأ ذاك الزخم، يصعب إيقافه.
تريللو: بالنسبة لمن لم تتح له فرصة قراءة كتابك المذهل حتى الآن، هل يمكنك أن تحدثيه قليلاً عن عبارة “كل شيء يستحق محاولة إضافية”، ولماذا كان هذا المبدأ مهمًا جدًا لنجاحك المهني ونجاح شركتك؟
ماري: تلك عبارة بسيطة -لكن جوانب تطبيقها غير محدودة- يمكن لأي شخص استخدامها لتغيير حياته.
على سبيل المثال، يمكنك استخدامها لحل المشكلات اليومية: مثل الغسالة المُعطّلة أو إطارات السيارة المثقوبة. يمكنك استخدامها لإنشاء شركة أو الاعتناء بصحتك أو تحقيق الحرية المالية. يمكنك استخدامه لإنقاذ (أو إنهاء) علاقة، أو العثور على مخرج من التوتر المزمن والحزن والغضب والاكتئاب والإدمان واليأس والشكوك الدينية.
الأهم من ذلك، يمكنك استخدام هذه الفكرة بالتعاون مع الآخرين -عائلتك، أو موظفي شركتك، أو فريقك، أو المجتمع، أو العالم- لإحداث تغيير إيجابي وهام. هذه العبارة المكونة من 5 كلمات #كل_شيء_يستحق_محاولة_إضافية هي الحافز الوحيد والأكثر قوة في حياتي. ولا زلت أستخدمها كل يوم. في المدرسة الثانوية، ساعدتني العبارة على إنهاء علاقة سامة ومسيئة جسديًا. وفي الكلية، ساهمت في فوزي بالمراكز الدراسية ذات التنافسية العالية.
ساعدتني أيضًا على الظفر بكل وظيفة عملت بها: من بيع العصي المُضيئة “Glow Sticks” في الملاهي الضخمة، مرورًا بالتداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية ، والنشر في كوندي ناست “Condé Nast”، تدريس موسيقى الهيب هوب، تقديم محتوى مرئي لتعليم الحركات الرياضية، وليس انتهائًا بإنتاج وتصميم الرقصات على قناة MTV.
هذا ما منحني الجرأة لإطلاق شركتي الخاصة في عمر 23 وتحويلها إلى الشركة التي أديرها اليوم.
تريللو: هذا مذهل حقًا. ما الذي يجعل من عبارة “كل شيء يستحق محاولة إضافية” أكثر من مجرد عبارة تحفيزية، وإنما -كما تقولين- “مبدأ عملي وقابل للتنفيذ” لتحقيق الأهداف؟
ماري: عندما تقول هذه العبارة بصوت عالٍ، يتحول عقلك على الفور إلى وضعية إيجاد الحلول عوضًا عن موقف العاجز أمام المشاكل. كلما كررت هذه العبارة، زادت سرعة تدريب عقلك على التفكير بشكل أكثر إبداعًا. التكرار هو مبدأ رئيسي في المرونة العصبية. يمتلئ كتابي باستراتيجيات عملية وخطوات بسيطة، والكثير منها يستند في علم الأعصاب، والعلوم السلوكية، والحس السليم.
تريللو: خاصة إذا كنت تترأسين شركة ما، حيث يغدو الأمر محبطًا (وحتى مخيفًا) إن تعثرت الأمور وبدأت حماستك بالانحسار. ماذا تفعل -ماري فورليو- عندما تستيقظ في الصباح ولا تجد المزاج الجيد للعمل على الأمور المستعجلة التي عليها إنجازها؟
ماري: أولاً، علينا أن نتذكر أن فترات الركود والأيام السيئة هي أمور طبيعية في حياة رائد الأعمال. لذا علينا تعويد أنفسنا على إظهار أفضل ما لدينا بغض النظر عن ما تشعر به. لماذا؟ لأن المشاعر متقلبة. إذا كنت تعتمد على الشعور “بالإلهام” أو “الدافع” لإنجاز مهامك، فلن تنجح أبدًا. انتظار “الشعور بالإلهام” هو أسلوب طفولي! ومع ذلك، تذكر ما يلي: أنت أهم شيء في عملك، لذا احظَ بقسط كافٍ من النوم واعتني بصحتك الجسدية والعاطفية والعقلية.
ثانياً، لا تسمح للسبب الذي دفعك لإطلاق عملك أن يغيب أن ذهنك. عندما تلتزم بإحداث تغيير في حياة عملائك وأعضاء فريقك، سيكون لديك الثبات الانفعالي الذي تحتاجه للمثابرة في الأوقات الصعبة.
تريللو: كرّست فصلاً كاملاً في كتابك للحديث عن الكمال. لماذا تنصحين بكبح جماح دوافعنا؟ (ولماذا لا نلاحظ حدوث هذا غالبًا؟)
ماري: أن تكون مثاليًا لهو أمر مرهق. تبقيك المثالية “مراوحًا في مكانك”. الحل هو التركيز على الإنجاز وليس الكمال. لماذا؟ لأن تحقيق تقدم محفز للغاية. الحياة لا تتطلب الكمال. لا يتطلب منك أن تكون دائمًا خائفًا أو واثقًا من ثقتك بنفسك. الحياة تتطلب ببساطة أن تستمر في الظهور.
تريللو: في جزء آخر من الكتاب، ذكرتِ أن فريقك يحتفظ بـ “سجل الإجهاد” في العمل، وهي فكرة جديدة بالنسبة لنا. هلّا تكرّمت بتعريفها للقراء وشرح كيف ساعدك التركيز على الإجهاد على تجاوز المعوقات؟
ماري: سجل الإجهاد هو ممارسة بسيطة لعمل قائمة مكتوبة من الضغوطات المتكررة. بعد ذلك، يتمثل الهدف في العمل على هذه القائمة مع فريقك وتصميم أنظمة وحلول للتخلص من مصادر التوتر أو الاستفادة منها على أفضل وجه ممكن.
تريللو: تحدثتِ في كتابك أيضًا عن دائرة الخوف والخجل التي مررت بها في محاولة للعثور على مسار حياتك المهنية – بما في ذلك الاستقالة من سلسلة من الوظائف الثابتة (التي يحلم بها أي شخص) في سبيل ملاحقة شغفك بالتدريب والتوجيه التجاري. والآن بعد أن أصبحت مؤلفة كتب ذائعة الصيت في نيويورك تايمز وصاحبة شركة ناجحة، ما هي النصيحة التي كنت لتقدّميها لنفسك في البدايات؟
ماري: كنت لأنصح نفسي بالتوقف عن محاولة الاندماج في قالب تقليدي. وكنت لأشجعها على تبنيّ الطيف الواسع لمواهبي ومهاراتي واهتماماتي وكنت لأثق بأن طبيعتي بتعدد الاهتمامات هي هدية من الله ستعزز النمو والسعادة والقدرة على إحداث تأثير إيجابي على الآخرين.
* الكتاب متوفر على موقع جملون
add تابِعني remove_red_eye 91,100
كيف تُبقي نفسك متحفزًا (حتى في أسوء الأوقات)؟ مقال يجب أن تقرأه
link https://ziid.net/?p=44464