بدلًا من محاولة العثور على شغفك، دع شغفك يجدك

نحن نؤمن بشكلٍ جماعي بالكثير من الأساطير. واحد منهم هو أن حياتك لا معنى لها إلا إذا فعلت ما تحب! قد يكون هذا صحيحًا، لكن السعي وراء شغفك يمكن أن يكون مرَضِّيًا بنفس القَدْر -وهو أمر غالبًا ما نغفله. “كل شيء يأتي بوقته، عندما تكون ناضجًا، وجاهزًا، كل شيء يأتي عندما تستحقه” -شمس التبريزي

(كايسي أُوين نايستات) هو صانع محتوى ورجل أعمال رائع. في مدونات الفيديو الخاصة به، غالبًا ما يتحدث عن مدى حبه لعمله. وهو يؤيد اعتقاد “العثور على وظيفة تحبّها وليس عليك العمل ليوم واحد في حياتك” إنه ليس الوحيد الذي يعتقد ذلك، يعتقد العديد من الفنانين والرياضيين ورجال الأعمال الشيءَ نفسه.

الشَّغف والحياة

بدون العاطفة، نحن لسنا كاملين. بدون العاطفة، حياتنا ليس لها معنى. يبدو أن الكثير منا وضع الكثير من الضغط على نفسه للعثور على شغفه. إنه مهم، نعم، لكنه ليس حلًّا سحريًّا يجعل كل مشاكلك تختفي. لا تتوقع أن تكون حياتك أفضل بعشر مراتٍ عندما تحب ما تفعله. الحياة لا تزال كما هي: عليك أن تستيقظ، تجني المال، تكافح وتتعامل مع جميع الأشياء الأخرى التي تجلبها الحياة معها. “لا يفوت الأوان لتعلم أيّ شيء”

نعم، إنه لأمر رائع أن تستيقظ كلّ يوم وتتطلع إلى العمل على الأشياء التي تحب القيام بها، لكنها ليست المفتاح النهائي للسعادة. يجب عليك التفكير قدمًا في حياتك وما الذي يعطي لتلك الحياة المعنى؟

كيف أبدأ؟ لن يكون هذا السؤال عائقا أمام شغفك بعد اليوم

لا يوجد بحث يقول (افعل XYZ) وستصل إلى شغفك

البَحْث الوحيد الذي يقترب من ذلك هو (علم الأعصاب). أنت تعرف رؤى رائعة جدًّا تظهر من العدم. غالبًا ما يكون العثور على شغفك هو مجرد نظرة ثاقبة ومزيج من الأفكار المختلفة التي تتعرض لها.

يشرح العالمان (كونيوس ومارك بيمان) كيف تنشأ الأفكار وما يقوله البحث العلمي حول تحفيزهم، يكتبان:

“على الرغم من أن الأفكار غالبًا ما تأتي كمفاجأة، إلا أنه في بعض الأحيان يمكننا أن نشعر بوجود فكرة موجودة تَكْمُن تحت عتبة الوعي مباشرة، جاهزة للظهور.
هذه الظاهرة المُحيِّرة لها جودة ذاتية غريبة. يبدو الأمر وكأن الفكرة على وشك الاندفاع إلى وعيك، كما لو كنتَ على وشك العطس”.

بدلًا من الضغط على نفسك، فأنت بحاجة إلى شيء آخر من شأنه أن يحفِّز الخطوة الأخيرة للحصول على لحظة تركيز -يواصل كونيوس وبيمان:

“يُطلِق علماء النفس المعرفيون على هذه التجربة أنها “حَدْس”، أي: إدراكٌ لوجود المعلومات في العقل اللاواعي –فكرة جديدة أو حلّ أو منظور– بدون وعي بالمعلومات نفسها، على الأقل حتى تنبثق في الوعي”.

أنت لا تعرف شغفك لأنك لا تعرف ذلك. هذا كل شيء. لا تجعل الأمور أكثر تعقيدًا مما عليه، ولا تحاول إجبارها على الخروج منك.

لهذه الأسباب لا تتّبع شغفك حينما يتعلق الأمر بالعمل

كيف يمكنني تحفيز ذهني للحصول على مزيد من الأفكار؟

تعريض نفسك لأشياء مختلفة

“كلّ أسرار العالم موجودة في الكتب، فلتقرأ على مسئوليتك الخاصة” – دانيال هاندلر. اقرأ عن الأشياء التي لم تفكر فيها أبدًا. فكلَّما وسّعت عقلك، زادت المعلومات التي تحصل عليها. سافِرْ. تَعامَلْ مع أشخاص مختلفين.

تحكم في التوتر والقلق

التوتر والقلق المُزمِن يمنع عقلك من التفكير بوضوح والتركيز والاسترخاء. هذه هي المكونات الرئيسية للحصول على رؤى جديدة. لذا قبل التفكير في العثور على شغفك، تعامل مع التوتر والقلق أوَّلًا: إذا كنت تعاني منه كثيرًا. أعتقد أن هذين الشيئين خطوتان مهمتان يتخطاهما معظمنا. وأخيرًا: توقف عن التركيز على ما لا تريده، سيضعك ذلك في الإطار العقلي الصحيح لتحسين حياتك.

هل أنت بحاجة إلى مُدخلات، إذا كنت تبحث عن مُخرجات؟

بدلًا من التفكير بوعي في شغفك، دَعْ شغفك يأتي إليك. إنه في مكان ما بداخلك، يختبئ لأنه يخشى كشف نفسه. عليك -فقط- أن تثق أنه في يوم من الأيام سيبدو من العدم، ليس من تلقاء نفسه -بمعنًى حرفيّ- وإنما من كل تلك التجارب التي مررت بها في حياتك، الخِبْرات التي حصلت عليها،  الرؤى والمبادئ التي رسمتها كقواعد لحياتك  -سواءٌ من قراءتك للكتب وتفاعلك اجتماعيًّا مع غيرك- بجانب الثقافات المختلفة التي تعرفت إليها.