كيف تبدأ حياتك من الصفر بـ 5 خطوات فحسب
كل نهاية هي بداية جديدة؛ لذا دعِ الماضي يمضي واحزم حقائبك للسفر إلى الحاضر والمستقبل
add تابِعني remove_red_eye 29,562
بعد أحداث متضاربة مررتُ بها في عام 2016م بدأت بوفاة خالتي الحبيبة (كوثر)، ثم فسخ خطوبتي واستقالتي من عملي، كل تلك الأحداث جعلت من عام 2016م ذكرى حزينة، لدرجة أني لم أعد أتحدث عنه إلا بعد قول تلك الجملة “يُذكر ولا يعاد إن شاء الله” -كتعويذة- قبل التحدث عن ذكرياتي.
هل تعلمون أن الإرادة الحقيقية هي أن تبدأ من جديد على الرغم من كل الحطام الذي يحاصر روحك وقلبك، في ذلك العام -ولأول مرة- شعرت أنّ حياتي لا يوجد فيها أيّ إنجاز حقيقي، بل بالعكس لقد تدهورت نفسيتي وفقدت مصدر رزقي؛ لأني قررت الاستقالة من أجل التخلص من شبح 2016 نهائيًّا، وكي لا يربطني به أي شيء، طبعًا وقتها أمي عارضتني وأصدقائي كانوا يظنون أني محطمة بسبب تجربة خطوبتي التي انتهت بعد شهرين فقط؛ لكن ما كان يؤلمني وقتها هو استيائي من قراراتي الفاشلة، فالإنسان عبارة عن قرارات وأفكار، وما أسوأ أن تكتشف أن أفكارك وقراراتك قادوك لطريق مسدود في النهاية.
وهنا سأحدثكم عن المقالة الأجنبية التي غيّرت حياتي، والتي قرأتها بالصدفة في أحد المواقع الأجنبية، لا أتذكر الموقع؛ لكن عنوانها لم يفارق ذاكرتي أبدًا، وكان كالتالي:
“Starting from scratch is possible”
ولهذا السبب سأحدثكم اليوم عن كيف بدأت حياتي من نقطة الصفر بعد قراءة تلك المقالة؛ فأنا بلغة الكمبيوتر لم أقم بعمل “Restart” لحياتي؛ لكني طويت صفحات الماضي بأكملها بــ”Shut down”، وضغطت على زر “Start”، وبدأت حياتي بنسخة ويندوز جديدة.
1- افتح صفحة جديدة
إذا أردت أن تبدأ من الصفر فلا بدّ أن تنقذ نفسك من السموم الثلاثة التالية:
الندم: تخلص من كلمة “لو”، ولا تفكر في سيناريوهات أخرى وتقول لنفسك لو كنت تصرفت هكذا ربما كنت الآن في منصب أفضل ولكانت حياتي أجمل، ولكن عوضًا عن ذلك قل لنفسك: إن أخطاء الأمس هي السبب الرئيس في نجاحك اليوم، وتأكد أنك لو عدت بالزمن لن تستطيع تجنب الندم لأنك حتى لو سلكت دروبًا أخرى فلا يزال يتوجب عليك المرور بتحديات ومصاعب جديدة ستضعك أمام اختبارات جديدة، وأيّ اختبار سيحمل في طياته نِسَبًا متباينة من الخسارة والفشل بجانب نِسب النجاح؛ فهكذا هي الحياة.
التحسر على الماضي: هل تعلمون متى بدأت من الصفر بعد نكسة 2016؟ في اليوم الذي توقفت فيه عن الاستياء من الماضي وذكرياته؛ لذلك أهم خطوة في مقالة اليوم هي “دعِ الماضي يمضي”.
الضغينة: لن أتحدث عن التسامح؛ لكن سأخبركم بإستراتيجية لحماية صحتكم النفسية، وهي لا تترك شيئًا في قلبك يزعجك؛ فإذا كنت على خلاف مع أحدهم لا تتصارع معه بينك وبين نفسك بل اذهب إليه واجلس معه وتحدث عن كل ما يجول بخاطرك، حقًّا أتعجب من البشر الذين يشتكون فلان لعلان بدلًا من مواجهة الشخص نفسه.
2- ادرس قراراتك بحكمة
بعد تجاوزك مرحلة الجامعة ستكتشف فجأة أنك أمضيت عقدين من حياتك بقرارات لا تعبر عنك وعن شخصيتك، وهنا يجب أن تقف وتسأل نفسك هل دخلت الكلية المناسبة التي تُدعّم هدفي في الحياة؟ إذا وجدت أنك درست شيئًا مختلفًا تمامًا عن مجالك الذي تصبو إليه لا تستسلم، واذهب لأخذ كورسات علمية عن هذا المجال واقتنص أيّ فرصة لدخول هذا المجال، أتذكر أني بعد تخرجي قررت أن أعمل -بأيّ مُسمى وظيفي- في أي مؤسسة صحفية، وبالفعل أمضيت أكثر من 6 سنوات في مؤسسات صحفية حديثة الإصدار بدون أجر، أعلم أن الآخرين سيتعجبون من تصرفي هذا؛ لكن -بالنسبة لي- العائد المادي لن يقف حائلًا بيني وبين حلمي وهدفي في الحياة.
3- عالج نفسك بنفسك
هل سمعتم عن “اضطراب ما بعد الصدمة”؟ هو مرض نفسي يحدث بعد التعرض للصدمات، ويُصيِب المريض بحالة فزع أو تزعزع نفسي أو حتى فقدان للوعي إذا ما تعرض لأيّ “منبه” يذكره بتلك الصدمة.
أخبرتكم من قبل أني كدت أسقط بين المترو والرصيف، طبعًا حينذاك تناسيت الحادثة لأن والداي كانا معي، وكانت المستشفى بالنسبة لي هي الخطر الأعظم؛ لكني تذكرت الحادثة مجددًا حينما عدت من العمل مع صديقتي هالة وكنا نعبر الطريق ولم أنتبه لقدوم الترام، ولكن لحسن الحظ أنقذتني وأخذت بيدي على آخر لحظة، ومنذ ذلك الحين وأنا أخشى الطريق وركوب المترو إلا أنّ عملي كان يتطلب مني التجول في القاهرة والجيزة؛ لذا قررّت أن أعالج نفسي بنفسي وبحثت على الإنترنت واتبعت خطوات العلاج، ولله الحمد بدأت أعتاد تدريجيًّا على ركوب المترو وعبور الطريق بمفردي، ولهذا السبب أعتقد أن البدايات الجديدة تأتي بعد تخطي الصدمات وتهيئة النفس للبدء من جديد.
4- تعرف على نفسك أكثر
هل وقعتم في الحب من قبل؟ أعلم أنكم مررتم بتلك التجربة الجميلة، إذًا ما أول تصرف اتخذتموه تجاه هذا الشخص؟ بالطبع سعيتم لمعرفة كل شيء عنه، ماذا يحب وما هي هواياته وما لونه المفضل.. إلخ.
الآن أخبروني هل تحبون أنفسكم؟ طبعًا الإجابة واضحة؛ لكن تصرفنا تجاه أنفسنا -وَفقًا لإجابتنا- يختلف تمامًا عمّا يجب أن يكون؛ لأن أغلبنا -مع الأسف- لا يعرف نفسه جيدًا، ولا يستطيع حتى معرفة نقاط القوة والضعف لديه، ونوع شخصيته، وكل هذا يتعارض مع حب الشخص لذاته؛ لذا إذا أردت أن تبدأ من الصفر لا تبدأ إلا بعد معرفة نفسك جيدًا.
5- سطر دستورك الجديد
في عام 2018م بدأت في كتابة دستوري الجديد، وكتبت كل بنود وقوانين هذا الدستور في ملف وورد، طبعًا ستسألون عن محتويات هذا الملف، هو ببساطة عبارة عن حِكَم أو دروس مستفادة من تجاربي وأخطائي السابقة، وأعتقد أن عام 2018م كان نقطة الصفر التي بدأت منها حياتي الجديدة؛ لأني منذ ذلك الحين أري نتائج مختلفة في حياتي وإنجازات لم أعهدها من قبل.
في الختام
في فجر كل يوم جديد هناك فرص أكثر وحياة جديدة في انتظارك، لكنهم ينتظرون فقط الشخص المستعد لاقتناص الفرص والشخص المُقبل على الحياة، من وجهة نظري، البداية الجديدة هي كل لحظة فتحنا فيها صفحة جديدة قد تكون الثانية المقبلة أو الدقيقة التي ستبدأ الآن، بالنسبة لي كل ملف وورد أفتحه لكتابة مقال تحفيزي لـ”زد” أو سياسي للجمهورية، وتفكيري في الأحداث الجديدة لرواية “فرندة وجوّك” كل تلك الملفات ما هي إلا بدايات جديدة تنتظرني؛ لذا أنسى ما حدث بالأمس من إخفاقات ونجاحات، وأبحث عن ورقة وقلم وأكتب كيف ستبدأ حياتك من الصفر.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,562
مقال ملهم عن الحياة والاستمرار فيها دون النظر إلى الخلف
link https://ziid.net/?p=81149