كيف تتغلّب على الضغط النفسي الذي تواجهه من المحيطين بك
آراء المجتمع الذي نعيش فيه تؤثر على ثقتنا بأنفسنا سواءً إيجابيا أو سلبيا، فلا تؤطّر ذاتك بمجرد كلمة أو رأي ألقاه عليك أحدهم.
add تابِعني remove_red_eye 1,113
- لمَ تُكرّر خطأك؟ لم تتعلّم مما سبق؟ أنت لا تفهم!
- الجميع يتغيّر ويحقق حلمه، وأنت لا زلت مكانك، فاشل!
- لمَ شكلي هكذا غير جميل؟ لمَ لا يحبّني أحد؟
- يلزمك عمل هذه الأمور اليوم وإلا فأنت فاشل!
- لمَ وزنك زائد؟ شكلك قبيح!
- لمَ كل محاولاتي تنتهي بالفشل؟ لمَ لا أستطيع أن أنجح في أمرٍ ما؟
- الجميع تتغيّر حياته للأفضل، إلا أنا حياتي تعود للوارء!
- لا تعبّر عمّا في نفسك حتى لا يستغلّوك.
- لمَ أبدو هكذا مترددًا وخائفًا؟
- لا أود الخروج، ماذا سيقول الناس عني؟
- أتمنى لو كانت حياتي مثل صديقي.
- لمَ ليس لديّ المال الكافي لأعيش بسعادة؟
- أشعر أني لا شيء، ليس لدي ما أفعله، ولا أعلم ما عليّ فعله؟!
لا تستغرب من طول القائمة، لأن الأمر الذي يستحق الاستغراب فعلًا هو أنك في أحيانٍ كثيرة قد تقول كل هذه القائمة في يومٍ واحدٍ فقط، وهكذا كل يوم سلسلة من الضغط النفسي الذي تمارسه على روحك المسكينة ترهقها وتقيّدها، لكن المؤسف حقًا أن لا أحد يستحق كل هذا العناء، لا أحد يأبه بما تفعله أو تقوله بالطريقة التي تظن أنت وأنا أننا نبالغ بهذه التعقيدات البائسة.
لا بأس بالقليل منها، لا بأس بالقليل من الشكوى واللوم فهي مفيدة، وتعتبر متنفّس لك تفرّغ عن طريقه غضبك، وأُدرك جيدًا أن الحياة حقا متعبة ومرهقة، لذلك لا داعيَ من تمثيل الصلابة والمثالية، بالضغط على نفسك والتظاهر أن كل شيء بخير، ولكن الأمر قد يتحول لاحقًا لعادةٍ سلبية تؤثر عليك بشكلٍ سيئ إذا بالغت به، لأن الكلمات لها أثر بالغ قد يفوق الأفعال، كُن متزنًا ومنصفًا لنفسك.
حتى نفهم هذه التعقيدات لا بد من تقسيمها لثلاث أقسام أساسية:
القسم الأول: قلق حول مظهرك وشكلك الخارجي
أكثر ما نعانيه نحن هو رغبتنا في أن نكون مرغوبين ومحبوبين، وأن يكون مظهرنا لائقًا وجميلًا حتى يحبنا الآخرون، كلنا قد مرت علينا تعليقات سلبية حول الشكل، الجسم، الوزن، الطول، لذلك أصبحنا قلقين حول صورتنا، وصار بيننا وبين جسدنا وملامحنا حاجز عدم التقبل وأحيانًا حاجز الكره، حتى وصل الأمر أنك لا تحب النظر للمرآة حتى لا ترى نقصك الذي سمعته من غيرك..
لكن توقفوا عن هذه المهزلة، فالذين أمامكم ويبدون بثقةٍ عالية ليس بسبب أن كل شيء فيهم كامل، وليس بسبب مثاليتهم، بل التصالح مع الذات بعيوبها هو مصدر هذه الثقة، عدم إعطاء الأهمية لآراء الناس بشكل مبالغ هو السبب الآخر، ولأنهم يشعرون بالحب لكل شيءٍ فيهم، بالرضا بكل ما يملكونه.
عندما تقف أمام المرآة هذه المرة وبدلًا من لوم نفسك وانتقادها أخبرها كم هي قوية، قل لنفسك أنا فخورٌ بكِ لقد مررتِ بالكثير وما زلتِ بخير، وبدلًا من جلد ذاتك سامحها وافخر بها.
القسم الثاني: قلق حول وضعك الاجتماعي والحالة المادية
قلقك حول وضعك الاجتماعي وحالتك المادية، وهذا يأتي بسبب المقارنة حين ترى أحوال غيرك تتوهّم أن حالك اليوم سيكون هو طيلة حياتك وتنسى أن الآخرين أحوالهم تتغير أيضًا، أي أنهم لم يكونوا بالأمس كحالهم اليوم، ولكن لكل واحدٍ منا وقت مناسب للتغيير يأتي من تلقاء نفسه لا تقلق حياله، بل سِر إليه بخطًى ثابتة وهادئة ومطمئنة موقنًا ومؤمنًا بقدوم التغيير، وتذكر دائمًا التغيير الكبير يأتي بعد تغييرات كثيرة صغيرة.
القسم الثالث: قلق حول مستقبلك
قلق المستقبل، حاول قدر المستطاع أن تخرجه من حياتك؛ لأن مستقبلك هو اليوم، وأنت لا تملك إلا اليوم فلا يوجد أي ضمانات من المستقبل، استمتع بيومك، بصحتك اليوم، برفقتك اليوم، بهواياتك البسيطة التي تمارسها، مستقبلك تستطيع معرفته من حالك اليوم! أريد أن أقول لك يكفيك قلقلًا، وحافظ على عفويتك.
يقول إيريك ديفيس “الحياة قصيرة جدًا لكي نهتم بها، كل ما علينا فعله الاستمتاع بيومنا لأن غدًا لا يعدنا بأي شيء”
add تابِعني remove_red_eye 1,113
مقال أهديه لمن يبحثون عن الثقة بأنفسهم
link https://ziid.net/?p=28054