كيف تطور مهارات التواصل في شخصيتك بــ10 خطوات فحسب
أهم مهارة في حياة البشر قديمًا وحديثًا هي مهارة التواصل الفعّال، وهي أولى مهارات النجاح
add تابِعني remove_red_eye 29,637
حديثنا اليوم له علاقة بشكل كبير بالذكاء الوجداني، والذكاء الوجداني أو العاطفي يعني القدرة على قراءة مشاعر الآخرين، والتعامل معهم وفقًا لذلك؛ لأن التواصل الفعّال لا يعني قدرتك على إدارة حوار ناجح أو حتى مقدار معرفتك بقضايا الحياة المختلفة.. إلخ، كل هذا لا بأس به، ولكن أهم شيء أن تعرف متى تتحدث وكيف، ومتى ينبغي عليك أن تصمت، وعلى الرغم من الطفرة التكنولوجية التي ساعدتنا على التواصل مع أصدقائنا وأفراد عائلاتنا بصفة مستمرة فإن تلك الطفرة تسببت في خلل عاطفي بداخلنا لدرجة أن أغلبنا أصبح غير قادر على التواصل وجهًا لوجه بشكل جيد.
وهؤلاء الانطوائيون أصبحوا أكثر انطواءً وخجلًا عن ذي قبل، ومن وجهة نظري إذا لم يستطع الشخص قراءة مشاعره أصدقائه أو أيّ شخص آخر من بين السطور التي يكتبها في رسائله؛ ففي تلك الحالة علينا أن نعيد النظر في طرق تواصلنا مع الآخرين أو تعلم مهارات التواصل من البداية.
والآن دعونا نتحدث عن أهم عشر خطوات ستساعدنا على التواصل بفاعلية مع الآخرين
1- خاطب الآخرين بأسمائهم
أكثر عادة أريد التخلص منها هي عادة نسيان الأسماء، خاصة بعد ما حدث مؤخرًا؛ فمنذ أيام قليلة ذهبت مع والداي وأخي لخطبة زميلته له، وقتها أصابني دوار السيارة ولم يخطر على بالي أبدًا سؤال أخي عن اسمها، وذهبت وتمنيت أن ينطق أحدهم باسمها؛ لأن عدم معرفتي باسم خطيبة أخي دليل على عدم اكتراثي بعلاقتهم، ولكن القدر أنقذني كالعادة وعرفت اسمها قبل بدء حوار معها، ووقتها اكتشفت أن مخاطبة الآخرين بأسمائهم لا يعني أنك تكترث بشأنهم فحسب بل يزيد الألفة بينكم، عن نفسي أستاء كثيرًا من أولئك الذين يخلطون اسمي مع اسم أختي أو يخاطبوني باسم غير اسمي، وقتها أشعر باستياء شديد ولا أحب التواصل معهم كثيرًا؛ لذا لا تقعوا في هذا الفخ أبدًا وتذكروا أسماء الآخرين، وخاطبوهم بها.
2- أشعرهم بأهميتهم
عندما يتحدث معك شخص ما بسعادة بادله نفس الشعور وتحدث معه بسعادة؛ لأن أسوأ شيء أن يتحدث معك شخص بحفاوة وتقوم أنت بصده، وتتحدث معه بطريقة سلبية؛ فمثلًا يبدأ أحد زملائك بالتعرف عليك ويقول لك “اسمك يوسف أنا أحب هذا الاسم جدًّا”، وبدلًا من أن ترد عليه بالمثل تقول له “وأنت اسمك شهاب؟ لا أحب هذا الاسم مطلقًا”، تخيلوا مشاعر هذا الشخص تجاه الآخر، من المؤكد أنه سيشعر بالضيق ولن يرغب بإجراء أيّ حوار آخر مع هذا الشخص مجددًا؛ لأنه ببساطة لا يفقه شيئًا في الذوق واحترام الآخرين.
3- المدير والغفير
إذا أردت أن تعرف أهم خطوة في خطوات التواصل فاستمع جيدًا لتلك الجملة “تعامل مع أرواح البشر لا ألقابها”.. منذ 9 سنوات تقريبًا بدأت أعمل في قسم الحوادث، وكنت يوميًّا أذهب للمحاكم والنيابات والأقسام.. إلخ، وكان العسكري الواقف أمام مكتب وكيل النيابة يخبرني بقوانين الألقاب، يعني “أحمد باشا، أو محمد بيه”، طبعًا أنا معتادة على مُخاطبة أخي أحمد بلقب بيه أو باشا لو أردت الاستهزاء والسخرية منه، أو لو أردت الشجار معه، ولهذا كنت أتحدث معهم جميعًا بلقب حضرتك فقط، ولكن تلك الخطوة لا أقصد فيها أن تتجاهلوا ألقاب الآخرين، ولكن كل قصدي أن تعاملوا الجميع باحترام سواء كانوا فقراء أو أغنياء، مدراء أو مرؤوسين؛ لأن طريقة تعاملك مع الآخرين تعكس أخلاقك السامية.
4- امنحهم وقتك بأكمله
إذا أردت التواصل مع أيّ شخص بشكل فعّال يجب أن تتذكر أن إصغاءك له دليل على احترامك له ولكلامه؛ لذا لا تتحدث مع شخصين في وقت واحد، وإذا كنت مشغولًا حقًّا وجاءك اتصال هاتفي؛ فلا ترد على هاتفك وأنت مشغول لأنك لن تستطيع إدارة حوار جيد ونصف عقلك غارق في إنجاز مهمة أخرى.
5- اعترف بأخطائك بطرق مبتكرة
في أغلب الأوقات نجد أنفسنا غير قادرين على مواجهة أشخاص تجمعنا بهم خلافات أو سوء فهم؛ لذا حاول أن تعترف بأخطائك وتقوم بحل تلك الخلافات بطرق مبتكرة؛ فعلى سبيل المثال اكتب لهم رسالة على الورق واتركها لهم، أو أرسل إليهم وردًا وأخبرهم أنك ستسجل لهم اعتذارك في رسالة صوتية على الواتس آب، افعل أيّ شيء لحل الخلاف إذا لم تستطع التحدث معهم وجهًا لوجه.
6- تحدث بأخلاقك
في أوقات كثيرة تتحدث سلوكياتنا أكثر من حديثنا الشفوي؛ فكل تصرف نبيل منك تجاه أيّ شخص في الشارع أو مكتبك أو حتى في وسائل المواصلات يعبر عنك وعن أخلاقك، وكل كلمة “شكرًا”، وكل ابتسامة دليل على أخلاقك الحميدة.
7- تحدث بقلبك ودع عقلك للعمل
في بداية المقالة أخبرتكم أن التواصل الفعّال جزء لا يتجزأ من الذكاء الوجداني، وفي تلك النقطة أخبركم بكل تأكيد أن كلما زاد ذكاؤك العاطفي كلما تحسنت قدراتك على التواصل وإدارة حوار جيد.
8- اقرأ عن فنون الكلام
في عالمي أعلم جيدًا أني لو أردت معرفة شيء عن أيّ شيء فيجب أن أقرأ عنه أولًا، وبعد ذلك أحضر دورات تدريبية عنه أو أبحث عن شخص متخصص فيه لمتابعة كل مؤلفاته، وبعد اهتمامي بالإدارة أصبحت من معجبين د/ إيهاب فكري؛ لذا اشتريت كل كتبه، وكان من ضمنها كتاب “فن الكلام”، وحينها اكتشفت أن الحوار الجيد كباقي العلوم الاجتماعية الأخرى يجب علينا أن نقرأ عنها أكثر، ولا نكتفي بقدرتنا على التواصل بالفطرة؛ لأن البشر يحتاجون إلى تطوير مهاراتهم باستمرار حتى مهارة التواصل بحاجة للتطور.
9- اكسر الحواجز أولًا
إذا ذهبت لمكان عمل لأول مرة وأردت أن تعرف شيئًا هل ستصمت ولن تسأل أيّ شخص أم ستبادر وتطرح أسئلتك بلا خوف؟ إذا كنت خجولًا فحاول أن تتخلص من تلك العادة سريعًا لأن البشر لن يضروك في شيء، وإذا كنت اجتماعيًّا فعليك أن تساعد الآخرين على التأقلم، ولنفترض أن شخصًا جديدًا جاء للتو للعمل معك في المكتب هل ستتركه يُعرف عن نفسه أولًا أم ستقوم بالتعرف عليه وتُعرفه على باقي أصدقائك في العمل؟ هنا أيًّا كانت إجابتك فحاول أن تساعده على كسر الجليد والحواجز بينك وبينه وساعده على التكيف مع بيئته الجديدة.
10- امنحهم الفرصة ليحبوك
لا تترك أيّ فرصة للتعبير عن مشاعرك لأصدقائك، اجعلهم يشعرون أنك معهم ويستطيعون الاعتماد عليك، أتذكر أن إحدى صديقاتي قالت لوالدتها أنها تشاجرت وتركت العمل في الشركة، وحينها سألتها والدتها: “ولماذا لم تدخل صديقتك هبة وتمنع الشجار؟”، وكان رد صديقتي “لو كانت هبه موجودة كانت وقفت معايا بس هبه كانت إجازة انهاردة”، وبعد سماعي بذلك شعرت أن أصدقائي لا يحبونني فحسب بل يشعرون بالأمان في وجودي؛ لذا تذكروا أن الآخرين يستحقون محبتكم فلا تحرموهم من حبكم لهم وساندوهم دومًا.
في الختام
إذا كنت تخاف على صديقك أو تحب توجيه النصائح للآخرين؛ فاحذر أن تقوم بنقد أصدقائك أو أيّ شخص أخر أمام الآخرين لأن البشر يكرهون التعرض للمواقف المحرجة، وإذا أردت مدح أحد فلا تبخل عليه وامدحه أمام الآخرين، ولكن تذكر الفرق بين المدح والتملق؛ لأن المجاملات المبالغ فيها تظهرك وكأنك شخص غير صادق أو منافق، وكذلك النقد غير الموضوعي يدل على أنك شخص حقود أو غيور، وتذكروا أنه طالما تحكمت قلوبكم في حديثكم فتواصلكم مع الآخرين سيخلو من أيّ زيف؛ لأن القلوب الصادقة لا تكره أو تخدع أحد.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,637
تعلم التواصل الفعال في 10 خطوات
link https://ziid.net/?p=93796