3 تمارين عملية لتعليم أطفالكم التفكير الناقد

غدت مهارات التفكير من الأمور المهم تعلمها وتعليمها للأطفال والتفكير الناقد أدرج من ضمن مهارات القرن الحادي والعشرين والتي أقرتها الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم( ISTE). بالأمس كانت القراءة والكتابة هي ما يعول عليه ولكن في الوقت المعاصر التفكير الناقد أصبح من الأساسيات في العملية التعليمية. فيما مضى هنالك من كان يقوم بذلك سواء المعلم أو الوالدين من دون منهجيه لهذه العملية أو وضعها في إطار ومسار.. والتفكير الناقد مهارة مكتسبة ممكن تعلمها من خلال بناء الحجة والحكم على صدق مصدر ما أو الثقة في المصدر.. وكل هذا يساعدك على اتخاذ القرار علما بأن المهارة تتطور خلال المراحل الزمنية ..

من مسميات هذه المهارة “التفكير التأملي” وتوصف بأنها التفكير العميق في الموضوع أو المشكلة وتتضمن هذه المهارة الأسئلة والتعليل، وعملية التفكير الناقد مثلها مثل أي عملية تتطلب التدرب على مهارات أخرى، وإجادتها لتحقق التفكير الناقد بنجاح.

التفكير الناقد المبدع

هنالك من أطلق هذا المسمى لأنه يرى بأن التفكير الناقد يعطي إيحاء سلبيًّا وبأنه من المفترض أن يكون لدينا خيال واسع لاحتمالات أخرى حتى نستطيع الحكم والقرار علينا أن نكون مبدعين وفي نفس الوقت نهتم بالتعليل والحجة فهما يدعمان الاعتقاد أو أي عمل. أيضًا هنالك من أسماه بالتفكير الموضوعي وهو نفسه التفكير المنطقي وهو علم التفكير الواضح الذي نصل من خلاله إلى أفضل الحلول ومن خلاله لن نصل إلى الإجابة الكاملة ولكن سوف نحسن من إجابتنا.

وكذلك يحسن من حياتك واختياراتك ويجعلك أقدر على حل المشكلات ويجعل تفكيرك مثمرًا بفائدة، وبشكل عام التفكير الناقد يحتاج إلى قوة نفسية أعلى وليس إلى ذكاء أعلى! فالذكاء ليس دليلًا على التفكير النقدي بل هو قدرات نفسية أكثر من أنها قدرات ذهنية.

كيف تطور التفكير لدى الطفل؟

الفرق بين طفل وآخر يفسره نظرية الذكاء المتعدد ولكن هنالك أمور تعمل على تطوير التفكير لدى الطفل مثل:

1. تصنيف الأشياء ويكون ذلك من سن (4) إلى (6) وممكن تطوير ذلك وتنميته من خلال طلبك منه تصنيف الأشياء مع إثارة تفكيره باستخدام لغة كقولك: “صنف القطع حسب لونها وليس صنف الأشياء حسب لونها”.
2. تعليم الطفل من خلال عمله في مجموعات يتعلم كلٌّ من الآخر، وهذه المجموعات بحاجة إلى مشرف يوجه الأطفال ويعطي فرصة للطفل للنقاش وللسؤال ويحافظ على أن لا يشت الطفل عن الموضوع الذي يتم النقاش فيه.
3. يتعلم الطفل مراقبة الذات بحيث يراقب ما فهم وما لم يفهمه وما كان ممتعًا له والعكس ويستطيع أن يحدد الأسلوب الذي يزيد من قدرته على الفهم.
4. ربط ما يتعلمه في المدرسة بالحياة اليومية وهو ما يسمى بنقل المعرفة.

لماذا التفكير الناقد مهم للطفل؟

حتى يكون الطفل على درجة عالية من الثقة بالنفس، ويستطيع تجربة أفكار جديدة دون خوف من ارتكاب الخطأ ،ويستطيع الاستفادة من المعلومات المتوفرة في هذا العصر، ويكون قادرًا على مواكبة سرعة التغيير. “التفكير الناقد أحد أدوات تمكين الطفل لمواجهة الثورة المعرفية”.

علم طفلك التفكير الناقد قبل سن (6) سنوات

الجو العائلي الذي يكبر فيه الطفل هو العامل الأهم في تطوير قدراته الفكرية تستطيع تعليمه التفكير الناقد في هذه المرحلة من خلال ما يلي:

1. علمه القرآن الكريم وساعده على الحفظ وكذلك حفظ الأذكار والأدعية.
2. شجعه على الحوار والتواصل اللغوي ويكون ذلك من خلال أجوبتك على ما يسأل بشكل مناسب مع عمره.
3. في البقالة اطلب منه أن يساعدك في العثور على المشتريات التي تريدها.
4. علمه تاريخ ميلاده وترديد الأناشيد والعد من (1) إلى (10) وحكاية القصص السهلة المناسبة لقدرته.
5. علمه يصنف الأشياء حسب الشكل والحجم والنوع وهكذا.. بحيث يميز أوجه الشبه والاختلاف.
6. في السيارة اطلب منه أن يخبرك كيف الطريق وهل تتجه إلى اليمين أو اليسار حين يكون معك بحيث تنمي انتباهه للمواقع والتفاصيل.
7. اجعله يشاهد البرامج التي تنمي قوة الملاحظة.
8. قصص قبل النوم فهي تخلق مشاعر إيجابية.

والتفكير الناقد لدى الطفل يكون من خلال: طرح الأسئلة وتصنيف الوقائع والملاحظات وأن يفسر المعاني ويستخلص الحقائق وتدريبه على البحث عن الأدلة بحيث يصبح قادرًا على فحص أفكاره وأفكار الآخرين.

3 تمارين عملية توصل إلى التفكير الناقد:

1- التمييز بين الحقيقة والرأي

الحقيقة: هي ما وقعت في الماضي وقبلها معظم الناس وتحتوي على معلومات رقمية وأمثلة محددة ومبنية على خبرات الناس .

الرأي : شيء لا يتفق عليه كثير من الناس، ويبنى على ما يعتقده أحدهم بأنه صحيح. والتمييز بينهما يمكن تطبيقه على المواد التعليمية ومواقف الحياة اليومية،.

تمرين

ضع كلمة حقيقة أو رأي أمام العبارات التالية:

• الرياضة مفيدة للجسم “حقيقة”.
• اصعب مادة في المدرسة هي الرياضيات “رأي”.

ناقش هذه العبارات مع الطفل قبل أن تحدد إن كانت رأيًا أو حقيقة.

2- تنمية الشعور بالذات

تمرين

مشروع “أنا” يلصق فيه الطفل صوره، ورسوماته، وبصمات أصابعه، وطعامه المفضل، هواياته،  وبحسب عمره وقدراته ممكن أن يضيف الكتابة بحيث يكتب معلومات عن أسرته وإذا كان أكبر يضيف نقاط قوته وضعفه، ومن الممكن أن يكون ذلك بصفحات وعناوين مختلفة مثل: “أفضل الأشياء، هواياتي .. ، أفضل الألعاب عندي ..، أحزن عندما ..، أفرح عندما  .. وهكذا” كل هذا يساعده على فهم ذاته.

3- الابتعاد عن التمركز حول الذات

من خلال فهم وجهات نظر الآخرين ومشاعرهم وأسلوب تفكيرهم بحيث يضع نفسه مكان الشخص الآخر هنالك أكثر من أسلوب، مثل التمثيل ولعب الأدوار وغيرها.

تمرين

ناقش مواقف الشخصيات المختلفة في قصص الأطفال مثل: قصة “ليلى والذئب”

اسأل الطفل: كيف كانت تشعر ليلى؟ كيف تشعر الجدة؟ كيف يشعر الذئب؟

وفي النهاية هنالك الكثير حول التفكير الناقد وتطبيقات عملية للأطفال ولقد قمت بتجربة هذه التطبيقات كمعلمة أطفال في نادٍ أسبوعي ولمست الفائدة من هذه التمارين، كما أني استطعت أن أتعرف على كل طفل خصوصًا في مشروع “من أنا” لذلك فهم التفكير الناقد من قبل المربي أو الوالدين وتدريب الطفل عليه خطوة مهمة لتطويره.

إليك أيضا:

• ما أهمية التفكير النقدي؟ وكيف أطور من مهارة التفكير النقدي؟
• مهارات التفكير النقدي (Critical Thinking)
• تعزيز التفكير النقدي لدى الأطفال