كيف تتحرر من الكراهية في 5 خطوات
الكراهية تؤثر عليك أنت أولًا قبل أن تُلقي بظلالها على الآخرين؛ لذا تحرر منها قبل أن تدمر حياتك
add تابِعني remove_red_eye 29,594
الكراهية مع الأسف موجودة في دماء البشر طالما زادت المحبة في قلوبنا؛ فمن وجهة نظري مقولة “وجهان لعملة واحدة” استحدثها البشر فقط للتعبير عن الكراهية والمحبة؛ لكن الخبر السعيد هو أن الكراهية قد تتحول بسهولة جدًّا لمشاعر حب ومودة، في حين أن الحب مستحيل أن يتحول لكراهية، أعلم أني لا أصلح للتحدث عن الكراهية والمحبة لأني لم أكره في حياتي شخصًّا قط، ربما أقصى مشاعر شعرت بها تجاه أي شخص هي رغبتي في عدم التحدث معه أو وضع حدود بيننا خلاف ذلك لم أكره أحدًا، ولم أتمنى السوء لأي شخص مهما أساء إليّ؛ لأني مقتنعة تمامًا أن مشاعر الكراهية ستضرني أكثر من غيري؛ لذا دعوني أخبركم كيف تحولت شخصيتي العاطفية لشخصية منطقية تلتمس الأعذار للآخرين.
فمنذ أكثر من عشرين عامًا اقترحت طبيبتي أن أسافر للخارج لإجراء عملية زرع نخاع من أجل إنهاء رحلة علاجي للأبد، في البداية كان والداي متحمسين وجهزوا كل شيء للسفر؛ لكنهما تراجعا حينما أخبرتهم الطبيبة أن النخاع يجب أن يؤخذ من أخي أو أختي، طبعًا وقتها أنا-كطفلة- شعرت بالظلم وأن أبي تراجع عن علاجي من أجل أبنائه؛ لكني أقنعت نفسي أن العملية لها توابع خطيرة فربما ستصاب أختي بنفس المرض وربما سيتأثر أخي من العملية.
لأنه على حد علمي -وقتها- كان النخاع الشوكي سيؤخذ من فقرات الظهر؛ لذا قررت أن أنحاز لصف والداي، ولا أسمح بأن يصيب أي مكروه أخوتي، وإلا لن أستطيع العيش بعقدة الذنب إذا أصابهم شيء -لا قدر الله- ومنذ ذلك الحين تعودت على رؤية الأمور من وجهة نظر الآخرين، وعدم إصدار الأحكام بشأنهم؛ لذا دعوني أخبركم سريعًا بخطوات التخلص من الكراهية.
أولًا: اعلم أن التفكير السلبي لن يفيدك
بمجرد شعورنا بالظلم نبدأ في تضخيم الأحداث حتى نصل في النهاية لمشاعر الكراهية، بالنسبة لي التفكير السلبي هو أكثر شيء يدفعنا لكراهية الطرف الآخر حيث نبدأ في تأويل تصرفات الآخرين وأقوالهم بناء علي إطار غير منطقي البتة؛ فنقول فعلت هذا لأنها تغار مني لذا أنا أكرهها، مع أن الحقيقة قد تكون غير ذلك وأن تصرف تلك الشخصية قد يكون لأسباب أخري.
أتعلمون لماذا تزداد مشاعر العنصرية والكراهية بين الشعوب؟ لأن البشر يستسلمون للصور النمطية التي اعتادوا عليها؛ فينظرون مثلًا لتلك الفئة على أنها متطرفة والأخرى وكأنها تحيا في عالم رجعي، وهكذا.
ثانيًا: لا تَسْعَ خلف الانتقام
الانتقام هو وقود الكراهية؛ لأنه لا يسمح لك بالنسيان ويستمر في تأجيج مشاعر الحقد بداخلك، وبذلك نستطيع القول أن آخر مرحلة قد يصل إليها البشر في مراحل الكراهية هي الانتقام؛ لذا لا تَسْعَ أبدًا للانتقام من أي شخص.
في تركيا يقولون: “إذا أردت أن تنتقم من أحد ابنِ قبرين واحدًا لهذا الشخص والآخر لك”، ومن وجهة نظري تلك المقولة صحيحة تمامًا؛ لأنك ستؤذي نفسك بنيران الانتقام أكثر من أذيتك للآخرين، وتأكد عزيزي القارئ أن الحياة تحتمل رحلة واحدة فقط؛ لذا قرر بنفسك هل تريد أن ترى رحلتك عبارة عن انتقام ومؤامرات أم تريدها رحلة مؤثرة نحو هدف سامٍ.
ثالثًا: امضِ قُدمًا
لا يوجد شيء يقهر الكراهية سوى نسيان الماضي ومتابعة الحياة وكأن شيئًا لم يكن؛ لذا لا ترهق نفسك في مشاعر تستنزف حياتك بلا جدوى، واقهر أعداءك بفن التجاهل واللامبالاة وامضِ قُدمًا في حياتك؛ فمستقبلك لن ينتظر تعافيك من كراهيتك للآخرين.
رابعًا: تحرر من مشاعرك السلبية
أخبرتكم في مقالاتي السابقة عن كيفية التحرر من المشاعر والأفكار السلبية؛ لكن هنا أود أن أخبركم بطريقة جديدة وهي المواجهة؛ فلا تكتموا مشاعركم في قلوبكم لكن عوضًا عن ذلك عبروا عنها بحرية، وأخبروا أيّ شخص بمشاعركم وأفكاركم تجاهه.
خامسًا: تعلموا فن المسامحة
المسامحة لا تعني مسامحة الآخرين فقط؛ لكنها في الأساس تعني مسامحة أنفسنا؛ لأن أغلب مشاعرنا السلبية ناتجة من إحساسنا بالتقصير تجاه أنفسنا، وهذا التقصير هو ما جعل الآخرين يتعاملون معنا علي هذا النحو؛ لهذا السبب ينبغي علينا مسامحة أنفسنا أولًا قبل مسامحة أي شخص أساء إلينا، وتأكد قارئي العزيز أن المسامحة من شيم العظماء.
في الختام
تذكروا أن كل شيء في هذا الكون عبارة عن كرة وحائط؛ فأي شيء سيرتد إلينا بنفس القوة؛ فكرة الكراهية سترتد إلينا بكراهية وكرة المسامحة والمحبة سيرتدان محبة ومسامحة؛ لذا أنقذوا أنفسكم من أي شيء سلبي قد يرتد إليكم لاحقًا.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,594
دليلك الكامل للتخلص من الكراهية
link https://ziid.net/?p=78502