كيف غيّر تشخيصي باضطراب ADHD طريقة تفكيري في الإنتاجية؟
يجب أن تنظر دائمًا للأمور بإيجابية مهما كان الأمر صادمًا وصعبًا ستجد فيه الرحمة والنور الذي يرشدك نحو النجاح
add تابِعني remove_red_eye 91,100
لسنوات، كنت مهووسًا بالإنتاجية. الكتب والمدونات والبودكاست.. ثمّ ما شئت من وسائط اكتساب المعرفة، وتجدني.. أتنفسها! لذلك عندما سألني طبيبي النفسي عما إذا كنت أعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (المعروف أيضًا باسم ADHD)، شعرت أن عالمي قد انقلب رأسًا على عقب. كنت أعرف جميع مشاكلي النفسية بالفعل (أو هكذا اعتقدت)، ولا يمكن أن يكون اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إحداها.. ومتى؟ في الثلاثين من عمري!!
قلت: ربما أكون مصابًا بمتلازمة الدجال، لكنه سألني عن تفاصيل التنقل من وظيفة إلى أخرى، والملل السريع من عملي، وتشتت انتباهي باستمرار بمشروع جديد أو فكرة صخب جانبي.
تعجبت، ظننت أن هذه الحالة الطبيعية لمستقل مبدع!
ومع ذلك، لسوء الحظ، لم أستطع أيضًا تذكر آخر مرة كان لدي أسبوع عمل “عادي” لم يتضمن خسارة ساعات -في كل مرة- بسبب المُشتتات البسيطة، والشعور بالإرهاق الشديد من قائمة المهام المتزايدة، وتجنب أبسط المشاريع! لكن باعتباري شخصًا مدمنًا النجاح، فأنا فخور بنفسي لقدرتي على أداء عمل رائع بسرعة، ولكن -في نفس الوقت- كنت أعرف أيضًا مدى معاناتي لبذل (40) ساعة عمل في الأسبوع وسطيًّا.
“شعرت وكأنني أحاول تحريك جبل”
وصل الأمر إلى ذروته عندما أدركت أنني قضيت ثلاثة أسابيع في تناسي الردّ على إيميل من رئيسي في العمل، لم يتضمن أي شيء مخيف، ولم يكن يتحدث فيه عن مشروع ضخم. في النهاية، استغرق الردّ أقل من 30 ثانية، لكن ماذا عن التأثير العاطفي لتلك المهمة؟ شعرت وكأنني أحاول تحريك جبل، أقنعت نفسي أن معاناتي مع الإنتاجية كانت طبيعية، لكن الواقع يقول إنها لم تكن كذلك.
بعد شهر، كنت أجلس في مكتب طبيب نفسي، انهرت في البكاء عندما اعترفت له أنني كنت أعاني من العمل لسنوات. وبسبب عجزي عن إنجاز المهام، لم يكن لدي الكلمات (ناهيك عن الوعي) لتحديد المشكلة، وكنت منهكًا من المحاولة. قلت له: “أردت العمل، أنا لست شخصًا كسولًا، وصدقني.. أنا لا أسوّف، أبذل قصارى جهدي ولكن في بعض الأحيان لا أحصد نتائج”.
عندما أكد أخيرًا تشخيصي، شعرت بالغضب والارتياح على حدٍّ سواء. إنه لأمر مؤلم أن ترى جزءًا كبيرًا من حياتك -كنت تعاني منه لعقود- وقد تحول إلى شيء بدا بسيطًا. كلما عرفت المزيد عن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أدركت مدى انتشار آثاره في حياتي. كان له تأثير على كل شيء من مساري المهني إلى عادات القراءة لديّ، وقد شعرت بالإحباط عندما علمت أنه في سن الثلاثين، كان اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعيقني شخصيًّا -ومهنيًا- دون أن أدرك ذلك.
وبالتأكيد لم أكن وحدي
كما اتضح، فإن معظم الأشخاص لا يشخصون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. لم نكن أبدًا أطفالًا صغارًا مفرطي النشاط في الفصل الدراسي، وكثير منا يبذل جهودًا كبيرة لإخفاء معاناتنا. يمكن أن يؤدي الضغط من أجل “اللحاق بالركب” إلى الإرهاق والقلق وحتى الاكتئاب (وهو أمر غالبًا ما يُصاب به العديد من الأشخاص الذين شُخّصوا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه)، والأرجح أن يحاولوا التعويض في مناطق أخرى من حياتهم أيضًا. والنتيجة؟ تظهر الدراسات أن الصعوبات التي نواجهها عادةً ما تمرّ دون أن يلاحظها أحد من قبل الآخرين وأنفسنا.
أنا بالتأكيد لم ألاحظ
شُخصت سابقًا بكلٍّ من القلق والاكتئاب، حيث فشلت سنوات العلاج في مساعدتي. طوال فترة البلوغ، ومع تزايد المسؤوليات -وتزايد الضغط الذي أمارسه على نفسي للنجاح- ساءت صحتي النفسية، رأيت العديد من الأطباء والمعالجين، جربت الأدوية والعلاجات الشاملة وحتى التأمل، وكتابة اليوميات، وتقنية بومودورو، وأكثر من ذلك، لكن كلٌّ من صحتي النفسية ومستويات الإنتاجية انهارت.
في النهاية، بالكاد تمكنت من إدارة ساعتين من العمل يوميًّا، مما زاد قلقي واكتئابي وكراهية الذات. كنت بائسًا. شعرت بالرعب من أنني سأطرد من عملي. وغالبًا ما اعتقدت أنه كان خطئي. لكن مثل العديد من الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، كنت أعشق العمل. كانت مسيرتي واعدة في وقت مبكر، لكنني أخفقت باستمرار في الوصول إلى المستوى التالي. وبدلًا من صعود السلم الوظيفي، بدأت في التراجع.
تلاشي الصدمة
بمجرد أن تلاشت الصدمة، كنت متحمسًا لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. اعتقدت أن كل شيء سيكون أسهل بين عشية وضحاها. قد يؤدي العلاج إلى زيادة إنتاجيتي بشكل كبير، ونتيجة لذلك، ستستعيد مسيرتي المهنية الزخم الذي كنت قلقًا من ضياعه.
في البداية كنت على حق، تضاءل قلقي وانخفض مستوى شعوري بالاكتئاب، ورأيت تحسنًا كبيرًا في الأشهر القليلة الأولى من العلاج. شعرت أخيرًا أن الأمور عادت إلى مسارها الصحيح، لكنها جعلتني أدرك أيضًا أن الإنتاجية أكثر تعقيدًا بكثير مما يدركه الناس. كلما تحسنت الأمور -وزاد انشغالي- كلما كان عليّ الكفاح أكثر لمواكبة الأشياء. لا يختفي تجنب المهام بين عشية وضحاها (أو على الإطلاق)، وهذا يعني أنه -ومع استمرار حالتي في التحسن- كان علي أن أبذل جهدًا أكبر من أيّ وقت مضى للتأكد من أنني قادر على مواكبة ذلك. لكن لأول مرة في حياتي، أدركت أنه أمرٌ ممكن فعلًا.
بينما ساعد التشخيص والدواء بشكل كبير، أدركت أنه عندما يتعلق الأمر بالإنتاجية، كنت أبحث عن شيء غير حقيقي. اعتقدت أنه إذا وجدت حلًّا أو حيلة سريعة، أو تطبيقًا أو أداة جديدة أو طريقة تسجيل يومية، فسيصبح طريق النجاح ممهدًا أمامي، لكن بدلًا من العثور على مفاتيح نجاحي، لم أدرك أنني كنت أخلق حاجزًا خاصًّا بي، لا يوجد في الواقع حل “وحيد ومناسب الجميع” للإنتاجية.
بدلًا من قضاء كل وقتي في الضغط على نفسي لأُلائِم قالبًا معينًا (وأوبخ نفسي عندما لا أفعل ذلك)، تعلمت أن الإنتاجية تحتاج إلى تعريف ذاتي لأنه لا توجد طريقة “صحيحة” للعمل، خاصة عندما تتعامل مع شيء مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو مشكلة أخرى تتعلق بالصحة العقلية.. ولا بأس بذلك.
تذكر: كلما أدركت ذلك مبكرًا، سهل عليك البدء في إنجاز الأمور.
اقرأ أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 91,100
تجربة ملهمة لتحدي المرض والإنتاجية رغم الصعوبات
link https://ziid.net/?p=75605