كيف تهيئ قلبك للإيمان؟
تتسم النفس البشرية بالعناد والكبرياء، وحتى نتغلب على هوى النفس يجب أن نهيئ قلوبنا لاستقبال أوامر الله ونواهيه والامتثال لها.
add تابِعني remove_red_eye 20,017
خلق الانسان مهيئًا لحب الذات، يحمل نفسًا لا تستجيب لما يكبح جماحها؛ فيظل في صراع بين رضا نفسه ورضا هواها، وبين رضا ربه وطاعته، فمن استسلم لملذات الدنيا سيخسر طاعة ربه، فلا يجتمع هوى النفس وطاعة الرب معا، مصداقًا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما معناه (اثنان لا يجتمعان في قلب امرئ؛ قرآن الرحمن وقرآن الشيطان) فقرآن الرحمن معروف ومنه نتبع أيضًا سنة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقرآن الشيطان الغناء وملاهي الحياة التي لا قيمة لها.
الحاجة للإيمان
نحن في حاجة للإيمان حتى ينشرح الصدر فنقبل على الحياة بطاقة إيجابية، فالعامل النفسي مهم جدا للنجاح في الحياة الدنيا، والإيمان يجعلنا في رضا دائم مهما كانت الظروف، فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما معناه (عجبًا لأمر المؤمن فإن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خير له، وإن أصابته ضراء أو مكروه صبر فكان خير له) … الحديث بتصرف
افتح قلبك للإيمان
وحتى ينصلح حالنا ونتحلى بالإيمان فعلينا بمداومة الذكر والاستغفار ، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما معناه :( جددوا إيمانكم، فإن الإيمان يزيد وينقص) وحتى نهيئ أنفسنا وقلوبنا للإيمان، علينا أن نستمع كثيرًا للقرآن الكريم وأن نجعل له الأولوية في حياتنا ؛ فمهما كانت ظروف الدنيا قاسية، فتقرب للقرآن، حتى لو كنت بعيدًا عن الذكر وعن الإيمان؛ ستجد الأمر صعبًا ببداية القراءة أو ببداية استماعك للقرآن، لكن لن يستغرق الأمر دقائق قليلة ثم تتعلق بذكر الله، وبالتالي يزداد إيمانك وبالتالي ستتغلب مثلًا على ما قد كنت تعاني منه سواء الغضب السريع أو عدم التركيز وغير ذلك.
وفي آيات عديدة من القرآن الكريم يصف حال المؤمنين بأنهم يتقربون ويستمعون للقرآن، وعلى النقيض حالات المنافقين أو المشركين ينفرون من القرآن فيزداد حالهم سوء، ففي مواضع عديدة من سورة البقرة تصف لنا الحالتين ومنها على سبيل المثال {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} هنا جاءت التوبة وصلاح الحال بعدما هيأ سيدنا آدم نفسه لتلقي كلمات من ربه فاستغفر ربه فتاب الله عليه، وجاءت التوبة باستعداد القلب لتلقي كلمات الله.
حذار من الفرار
ويحذرنا ربنا من الفرار عن ذكر الله والإعراض عنه؛ وقد يتساءل البعض وهل يفر المرء من الهداية؟ نعم فمن طبع الله على قلبه يضله الله، لذلك فيجب أن نتلقى أوامر المولى بقلوب سعيدة وألا نجعل على قلوبنا أغلفة أو أقفالًا كما ذكرها المولى عز وجل في مواضع عديدة من القرآن الكريم ففي الآية ٨٨ من سورة البقرة {وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون} وكلمة غلف هنا من الكلمات الشائعة بزمننا هذا وهو الغطاء وكل ما يستر شيئًا ما عن الظهور.
ويرتبط بعد الإنسان عن الهداية والإيمان بمدى تأثير النفس والهوى عليه، ففي الآية التي تسبق آية {وقالوا قلوبنا غلف} توضح مدى ارتباط تأثير الهوى على الكفار وبُعد الكفار عن الإيمان فيقول المولى عز وجل في الآية ٨٧ من سورة البقرة {ولقد ءاتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وءاتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون}.
وفى مواضع أخرى يصف الله من يبتعد عن الإيمان بأنهم ختموا على قلوبهم، ففي الآية السابعة من سورة البقرة يقول المولى عز وجل {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم} فقد ختم الله على قلوبهم أو طبع على قلوبهم أي جعل قلوبهم لا تستقبل الإيمان. وفي سورة المدثر نجد من العجيب حال المدبرين عن الذكر كحال الحيوانات التي تفر من المفترسات ففي الآيات من ٤٩ إلى ٥١ يقول تعالى {فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة}
الخوف من الجليل
وحتى نجعل قلوبنا مستعدة للإيمان علينا استحضار عظمة الله، فنراقب الله في أعمالنا وتصرفاتنا، وإذا أحدثنا ذنب نلاحقه بالتوبة، وفي مواضع عديدة يأتي النهي عن الهوى مقترنا بمخافة الله؛ ففي سورة النازعات الآيتين ٤٠ و٤١{وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}.
صحابة رسول الله
وحتى نتغلب على تحديات الحياة وصعوباتها علينا أن نراجع قصص أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما معناه : (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) وهنا أرى أن هذا الحديث جمع كل نصائح الحياة لكافة الناس بهذا الحديث، فمن الصحابة الثري مثل رجال الأعمال بزمننا هذا وهو سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فيتعلم منه الأثرياء كيف كان يسخر ثراءه بالخير وكيف لم يشغله ثراؤه وأعماله عن ذكر الله، وكيف استطاع تنمية ثروته بغير تقصير في دين الله، ومن الصحابة الفقير وهم كثر، ومنهم المبتلى، فكما يهتدي أحدنا بالنجوم وما أكثرها بسماء الدنيا، فسماء السنة تتلألأ بالنجوم أيضًا وهم صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتابعيهم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,017
مقال ملهم حول تهيئة القلب للإيمان
link https://ziid.net/?p=92846