قبل أن أكتب هذا المقال تذكرت مقولةً لمحمد عفيفي يقول فيها: يسألونك عن سرّ الحكمة، قل هي تلك السِّنّ التي يدرك فيها الرجل أنه لم يكن حكيمًا بقدر ما يظن.
مما يدفعني للتساؤل مجددًا هل نحن حكماء بدورنا أو تُرانا نظن ذلك؟ سأترك لك السؤال هنا وستدرك في نهاية المقال الإجابة.
سنة 2020 ماذا غيرت في قناعاتك؟
استقبلنا عام (2020م) ونحن غارقين بالتوقعات بأن هذا العام سيكون كما سبقه من الأعوام. عام تتجدد به الأحلام والأمنيات، وعام تحقيق الإنجازات التي نطمح لها.
لكن كان عام (2020م) مختلفًا عما نتوقع. أن يبدأ عام (2020م) بأحداث سيئة لا يعني أن هذا العام سيئ، قد يكون الحدث سيئًا ولكن نتائج الحدث مختلفة. ومن أبرز أحداث هذا العام ظهورُ فيروس كورونا وسرعة انتشاره في العالم وسهولة انتقاله. فما هو فيروس كورونا؟ هو عدوى تؤثر على الجهاز التنفسي تشبه أعراض الإنفلونزا مثل: السعال الجاف، وارتفاع درجة الحرارة، ويمتاز بسرعة الانتشار والانتقال من شخص لآخر.
لماذا حصد هذا المرض الاهتمام من كافة فئات المجتمع والبلدان؟
لسرعة انتشاره، ولأنه يهاجم الجهاز المناعي والتنفسي بالجسم.
ما الذي فكّرت به عندما سمعت بالمرض؟
- إن المرض موجود فقط بالصين لن نتأثر به.
- إنه غير مُعْدٍ.
- إنه مجرد إنفلونزا.
- إنه غير مُضِرٍّ.
لكن إن كان كذلك لماذا لم تتخذ الصين والصحة العالمية احتياطاتها ضد المرض؟
لهذا بدأت أفكر وأتساءل بما أننا جميعًا مُعرَّضُون لخطر الإصابة بفيروس كورونا إن لم نحذر ونتبع التعليمات؛ لهذا عرفت أكثر عن المرض وما فاجأني حقًا أنها ليست مجرد إنفلونزا أو نزلة برد أو زكام، وإنها تنتشر بسرعة وتؤثر على الاقتصاد والسياسة في البلد ولهذا يجب أن نأخذ الأخبار من مصادرها الأساسية
كيف يؤثر كورونا على الاقتصاد في البلد من منظوري الشخصي؟
1 .السياسة والاقتصاد
انهيار البورصات العالمية، وتسجيل خسائر بمليارات الدولارات في مختلف أنحاء العالم.
2. التجارة
خسرت بعض المحلات والمتاجر زبائنها بسبب تعليق العمل، وكذلك من تعتمد تجارتهم على الأجر اليومي من السائقين والباعة والحلاقين وأصحاب البسطات بالسوق والصالونات.
3.سياحة
منع السفر والتنقل وسط المدن قد يؤثر على السياحة الداخلية ويؤثر على اقتصاد البلد.
4.ترفيه
إيقاف الحفلات الموسيقية والعروض العالمية والجولات الغنائية منعًا للتجمهر والازدحام.
5. العلاقات الأسرية
التوقف عن حضور المناسبات العائلية حتى لا تكون سببًا في إصابة عائلتك، وإيقاف الحفلات الأسرية والمناسبات الاجتماعية والتجمعات العائلية بسبب سرعة انتقال المرض بين الأفراد.
6 .المباريات والرياضة
تأجيل المباريات وإيقافها والنشاطات الرياضية المختلفة.
7. المساجد وحلقات تحفيظ القرآن
إغلاق المساجد حتى لا يتسبب الازدحام بين صفوف المصلين بالإصابة بالمرض، وتعقيم المساجد وتطهيرها.
أهم الدروس التي تعلمتها من المرض
إذا كان مَرَضٌ لا يُرى بالعين المجرّدة بل بالمجهر قادرًا على التسبب في هذه الفوضى ألا يستحق مني الأمر إعادة تدوير حياتي من جديد؟
في ظل التغييرات التي فرضتها علينا كورونا يجب علينا أن نجد حلولًا بديلة للاستمرار في الحياة
كيف نجتاز التغييرات المؤقتة بسبب أزمة كورونا؟
إيجاد البديل دائما هو الطريقة المثلى للنهوض:
1 التعليم الرقمي
بادرت مؤسسات التعليم بتشجيع الدراسة عن بُعْدٍ بنشر تطبيقات ومحطات يتعلم من خلالها الطالب بالمنزل.
2 توفير السلع المتاجر الغذائية والصيدليات
الاحتياجات الضرورية اللازمة متوفرة فلا داعي للذعر فالخروج للضروريات فقط.
3 تعقيم المنتجات
بالرغم من أن المتاجر والصيدليات تقوم بتعقيم منتجاتها، فلا بد من أخذ الحيطة والحذر وتعقيم أنفسنا وأيادينا عند استخدام المال النقدي أو أجهزة الصراف لسهولة انتقال العدوى عن طريقها، والتأكد من لبس القفاز عند استلامها من العميل والتأكد من التخلص من الأشياء التي قد تسبب العدوى من خلالها.
4 التسوق عبر النت
خصصت المحلات وشركات صيانة الهواتف أرقامًا للاتصال وطلب المنتجات ووفرت خدمة التوصيل المنزلي لمنتجاتها في ظل الأزمة العالمية.
5 التوصيل للمنازل
توصيل المشافي الأدوية لمرضاها في المنازل، توفير الصيانة المنزلية للهواتف والأجهزة، توصيل طلبات المطاعم والبقالة للمنازل، بالرغم من أن هناك خدمات أصبحت توفر بالمنازل مثل إرسال حلّاق للمنزل أو كوافيرة يجب أن نحاول قدر الإمكان ألّا نتعامل معهم فقد يكونون ناقلين للعدوى.
ماذا بعد كورونا؟ كيف سيكون العالم بعد كورونا؟
- إيجاد فرص عمل جديدة والاعتماد على الأجهزة الإلكترونية أكثر.
- تطبيق نظام العمل عن بعد والتعليم أيضا.
- الاستفادة من الثروات الوطنية والاكتفاء الذاتي بخيرات البلد.
- تشجيع الصناعة المحلية والإنتاج الوطني.
وفي الختام أدعوك للعودة لبداية المقال وقراءة السؤال والتركيز فيه وأسألك مجدَّدًا ماذا تعلمت من هذا المقال هل نحن حكماء فعلا أم نحن من ظن بأننا كذلك
أما جوابي على سؤالي هو أن تكون حكيمًا حول أمر ما هو أن تكون مُلِمًّا بجميع تفاصيله، أن تفهمه جيدًا وجميع تبعاته وتجيد التعامل معه وآثاره ومسبباته، أن تفهم أكثر مما تتحدث عنه ألا يكون فهمك له مِثل الاهتمام بقراءة غلاف الكتاب والصفحة الأولى فقط، أن تهتم بجميع جوانبه وتقرأه كاملا، أن تكون حكيمًا لا يعني أن تقرأ مئات الكتاب وتشاهد العديد من الأخبار، أن تكون حكيمًا أن تعاصر الأحداث التي حدثت وكتبت بسببها مئات الكتب وتتعلم منها كيف تعيش في وقت لا يصلح للعيش وسط الأزمة وأن تعايش أحداثها
مقال ملهم ويجعلك تفكر فيما بعد أزمة الكورونا ومصيرك أنت والعالم
link https://ziid.net/?p=56723