من أول من اكتشف اللقاح وحصن الإنسان من المرض
بدأ إدوارد جينز ممارسة مهنة الطب منذ أن كان في الرابعة عشر من عمره، وقد أولى اهتمامًا كبيرًا بمرض الجدري الذي كان منتشرا بشكل كبير
add تابِعني remove_red_eye 19,380
هل يعلم أحد من هو عالم الكيمياء والحياة الفرنسي، الذي يعد أعظم شخصية في تاريخ الطب؟ وهل سمع أحد عن الطبيب الإنجليزي إدوارد جينز الذي قضي على وباء الجدري في أوربا وأمريكا الشمالية في الأربعينيات من القرن الماضي
لويس باستور، العالم الفرنسي الذي ولد عام 1822، وحصل على الدكتوراة في عام1847، وقد حصل على شهره علمية كبيرة منذ أن كان في العشرينيات من عمره، وقد اكتشف أمصال لعديد من الأمراض، وقام بتطعيم الإنسان ضد بعض الأمراض، فمنذ باستور ونسبة الأمراض والوفيات قد تقلصت في العالم بشكل كبير، وقد قارن العلماء بين باستور وإدوارد جينز الطبيب الإنجليزي الذي قضى على وباء الجدري حين اكتشف مصلًا للجدري ورفض أن يسجله كبراءة اختراع حتى يتسنى للعالم أجمع الاستفادة منه.
1. إدوارد جينز واكتشاف اللقاح
بدأ إدوارد جينز في ممارسة مهنة الطب منذ أن كان في الرابعة عشر من عمره، وقد أولى اهتمامًا كبيرًا بمرض الجدري الذي كان منتشرًا بشكل كبير في ذلك الوقت، وكان دائمًا ما يسمع عن أن راعيات الأبقار لم يصبن بالجدري، وكانت الأبقار في ذلك الوقت تصاب بمرض (جدري الأبقار) – وهو مرض لا يهدد الحياة مثل الجدري الذي يصيب الإنسان – فوضع جينز احتمال أن هؤلاء الفتيات كانوا يُصَبْن بجدري الأبقار، والذي ينتقل لهم من الأبقار، فكانوا يأخذون مناعة منه، وكان يظهر على صورة بثور على أيدي الفتيات.
فقرر جينز أن يأخذ الصديد الموجود داخل أحدي البثور الموجودة على يد إحدى الفتيات وحقن به طفلًا يبلغ من العمر 8 سنوات، وظل يحقن الطفل لعدة أيام، وكانت النتيجة أن أصيب الطفل بإعياء شديد، لكنه شفي بعد عدة أيام دون ظهور أية أعراض جانبية على الطفل، ومن هنا علم جينز أنه توصل لحل للقضاء على هذا المرض اللعين.
لم يكتف جينز بتجربة واحدة على طفل واحد، بل قام بتكرار هذه التجربة على عدد من الأطفال، حتى إنه قام بالتجربة على ابنه الذي كان يبلغ 11شهرًا، ونشر ورقة علمية بهذه التجربة، وبالفعل تم اعتماد اللقاح في عام1798، وأطلق عليه لفظ فاكسين.
موقف رجال الدين من اكتشاف جينز
كعادة رجال الدين في العصور القديمة – حيث كانوا يرفضون كل جديد – وجهوا النقد الشديد لجينز، وأظهروا العديد من المخاوف، ورفضوا فكرة حقن الإنسان بلقاح تم استخراجه من حيوان مريض، ولكن اكتشاف جينز كان قد حقق نتائج كبيرة وسريعة كانت أقوى من رفض رجال الكنيسة، لذلك تم اعتماد اكتشاف جينز من الحكومة الإنجليزية.
موقف الحكومة الإنجليزية
أقرت الحكومة الإنجليزية هذا اللقاح واعتمدته، بل ومنعت تداول أي علاج للجدري سوى هذا اللقاح الذي اكتشفه جينز، وقامت كلية الجراحين الملكية أيضًا بالاعتراف بنجاح هذا اللقاح وفاعليته.
لم يقتصر الأمر على مجرد الاعتراف بنجاح وفاعلية اللقاح، بل قاموا بتقديم مِنح مالية لجينز من أجل العمل على اللقاح، ففي عام 1802 تم منحه مبلغ بلغ 10000 جنيه، وفي عام 1807 حصل على مبلغ أكبر من الذي حصل عليه من قبل، بلغ قدره 20000 جنيه. كما تم تعيين جينز في عام 1821، طبيبًا خاصًّا لملك إنجلترا (لويس الرابع)، ولم يكن هذا منصب سهلًا الوصول إليه لغير المميزين من أطباء إنجلترا.
2. لويس باستور وإسهاماته في الطب
1. اكتشاف مرض الجمرة، عندما كان باستور في الخمسين من عمره اكتشف مرضًا خطيرًا اسمه الجمرة، وهو مرضٌ مُعْدٍ يصيب الإنسان والحيوان، وقال إن هناك نوعًا من أنواع البكتريا هي التي تسبب ذلك المرض، لكن باستور لم يكتشف المرض فحسب؛ بل استطاع أن ينتج لقاحًا لهذا الميكروب، وقام بحقن بعض الحيوانات بهذا اللقاح الذي أثبت نجاحه، مما أدى إلى حالة مرضية أخف لا تقتل الحيوان، كما ساعد اللقاح على خلق مناعة للإصابة ضد مرض الجمرة.
2. استطاع باستور اكتشاف أمصال تحمي الدواجن من الإصابة بالكوليرا.
3. قام باستور بتطعيم الناس ضد مرض الكلب. وقد سار على نهجه الكثير من الأطباء الذين استخدموا الأمصال للحماية من أمراض كثيرة مثل التيفود، والتهاب النخاع الشوكي.
4. دعا إلى استخدام المضادات الحيوية لحماية الإنسان من المرض، وقد تبعه فيما بعد الأطباء في استخدام المضادات الحيوية بعد إجراء العمليات الجراحية.
ولم تكن اكتشافات باستور تخدم الطب فقط بل نجد أنه
ابتدع باستور طريقة البسترة، – وقد سميت بسترة نسبة إلى باستور – وبذلك تمكن من القضاء على البكتريا التي كانت تلوث اللبن؛ فقد اتجه باستور إلى دراسة ظاهرة التخمر، وتوصل أن السبب في التخمر يعود لكائنات جرثومية صغيرة، تؤدي إلى إفساد المشروبات المخمرة، وتوصل أيضًا أن هذه الكائنات الجرثومية قد تؤذي الإنسان والحيوان.
وفي النهاية نستطيع القول إن كلًا من إدوارد جينز، ولويس باستور باكتشافاتهما الكبيرة قد ساهما بشكل كبير في الحفاظ على صحة الإنسان، وحمايته من المرض والموت، ومنذ ذلك الوقت قد قلت الوفيات، وحدثت زيادات كبيرة في عدد سكان الأرض.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 19,380
هل تعلم كيف بدأت فكرة التلقيح والأمصال؟؟ حسنًا إليك هذا المقال
link https://ziid.net/?p=91718