إليك خمس عادات سحرية لتستعد لعقدك الثالث
العقد الثالث هو العقد الذهبي للإنسان هو أزهي مراحل نضج العقل والمشاعر والأفكار، استعد جيدًا ولا تنس أحلامك
add تابِعني remove_red_eye 29,657
لا أستطيع أن أصف لكم مقدار استيائي من نفسي بسبب عدم الاهتمام بها لدرجة أني فوجئت بالزمن وقد ألقاني -فجأة- أمام باب الثلاثين في العام الماضي، أعتقد أن البشر جميعهم مروا بنفس مشاعري تلك بعد صدمتهم أن شبابهم ومرحلة جامعتهم قد انقضت بالفعل، أتدرون لماذا كل البشر يشعرون بنفس الطريقة؟
لأننا نجهل قوانين الحياة، وأبسط قانون فيها هو أن نحيا اللحظة الراهنة سواء كانت حلوة أو مرة دون أن نكترث بأعباء المستقبل، ومتطلبات الحاضر؛ لكن ما يحدث عكس ذلك تمامًا؛ فعلى سبيل المثال أتذكر أني أمضيت حياتي كلها قبل الجامعة لا آبه لشيء سوى الدراسة، ولا أكترث بأي هواية غير ألعاب الفيديو فحسب في العطلات الصيفية فقط، حتى بعد دخولي الجامعة كنت قلقة بشأن الدراسة والتكاليف والمشاريع والمصادر والامتحانات…إلخ.
وبعد الجامعة لا أتذكر أني قمت بإنجاز حقيقي يذكر سوى عملي التقليدي وتمسكي بحلم الصحافة، وربما تمسكي بعالم الكتابة والصحافة هو الشيء الوحيد الذي أفتخر به الآن؛ لكن اليوم سأخبركم عن عادات لا تتخلوا عنها قبل وصولكم للثلاثين كي لا تشعروا أن مرحلة الشباب مضت في العمل والدراسة مثلي، ولتنقذوا أنفسكم من التيه والتشتت أثناء رحلة البحث عن هويتكم وطريقكم الخاص؛ لذا دعونا ندردش سويًّا عن تلك العادات السحرية، وسنبدأ بأهمهم علي الإطلاق وهي التخلص من شبح الماضي.
1- دع الماضي يمضي
طبعًا أغلبكم على دراية بالفعل بقصة حياتي من الطفولة وحتى الآن، تلك الطفولة التي تركت آثارها وبصماتها على حياتي بأكملها لم أستطع أن أتجاهلها، وأغض الطرف عنها وكأن شيئًا لم يكن؛ لكن عوضًا عن ذلك قررت أن أتكيف مع كل توابع الماضي التي لحقت بحاضري عدا بعض الذكريات التي أثرت بالسلب على صحتي النفسية؛ لهذا السبب أول شيء تعلمته بعد تعاملي مع الحياة وأحداثها هو النظر للماضي على أنه مجموعة تجارب زادتني قوة وصلابة.
لذا لم أعد أكترث بكم المعاناة التي عانيتها فيما مضى لدرجة أني أحيانًا أغفل تمامًا عن أي نكبة صحية حدثت لي في السنوات الأخيرة الماضية؛ لأني ببساطة لم أعد حساسة -كما كنت من قبل- وصرت أتعامل مع صحتي كالبشر الطبيعيين، وأنظر لأدويتي على أنها فيتامينات وليست أدوية كيماوية معقدة للحفاظ على نسبة كرات الدم الحمراء في الدم.
الخلاصة: لا تسجنوا أنفسكم في ذكريات الماضي مهما كان يلاحقكم، واعلموا أن كل يوم يأتي دائمًا بالمعجزات.
2- أوجد لنفسك هدفًا
هل سمعتم أغنية حبيبي كاظم الساهر “لو لم تكوني أنتِ في حياتي”؟ تلك الأغنية -بالنسبة لي- تعبر بالضبط عن مشاعري تجاه الصحافة والكتابة، وتتطابق مع أيّ شخص لديه هدف وشغف في الحياة؛ فإذا لم تضع هدفًا لك قبل دخولك الجامعة أو بعدها مباشرة؛ فاعلم عزيزي القارئ أنّ مهمتك الأولى والأخيرة الآن هي أنْ تجد هدفًا لنفسك في الحياة وعلى وجه السرعة.
3- تحدَّى نفسك
في بداية العام الماضي كانت حياتي عبارة عن موقع زدّ والجمهورية فحسب؛ لكن فجأة وجدت نفسي داخل معمعة بمعنى الكلمة؛ لكن عزائي الوحيد أن تلك المعمعة مرتبطة بمجالات شغفي وهي الصحافة والكتابة والترجمة؛ فأثناء العام الماضي بدأت في تأليف رواية جديدة “مدينة الأشباح”، مكونة من قصص تحقيقات وجرائم من مختلف الدول والثقافات، بالإضافة إلى شروعي في تأليف رواية الجبال المسحورة، وكل هذا بخلاف عملي مع فريق لإدارة موقع إلكتروني جديد، طبعًا ستسألون لماذا قررت أن أخوض تلك الحرب في (5) مواقع مختلفة؟ سأجيب بجملة واحدة، وهي رغبتي في تحدي نفسي، وانتهاز الفرص كي لا أندم لاحقًا على أي فرصة لم أقتنصها.
4- ابدأ في الدراسة من جديد
لا تستقبلوا عامكم الثلاثين إلا بعد حصولكم على (5) شهادات جديدة على الأقل.. لا داعي للذعر أعلم أن الأمر مخيف نسبيًّا لأنكم لم تعتادوا عليه؛ لكن سأخبركم كيف تحصلون على تلك الشهادات خلال (5) شهور فقط.
أولًا: سجلوا على موقع إلكتروني يقدم دورات تدريبية أونلاين، يكفي فقط أن تكتب في البحث على جوجل دورات تدريبية مجانية وسيظهر لك العديد من المواقع.
ثانيًا: احجز دورة معينة ولتكن دورة تعليم الإنجليزية أو دورات تؤهلك لسوق العمل.
ثالثًا: التزم بمشاهدة المحاضرات وذاكر جيدًا واحصل على الشهادة.
5- اعرف العالم من حولك
لا تنتظر أن تسمع الأخبار في التلفاز أو الراديو أو حتى الصحيفة وتقول لنفسك: أنا الآن عرفت العالم من حولي.. لا، لا أنصحك بهذا أبدًا والأمر لا يتعلق بكوني صحافية؛ لكن الحياة علمتني أن المعلومات ليست قوة فحسب بل هي سحر قادر على تحقيق المعجزات.
دعونا نتخيل أنك طبيب جراح؛ لكن معلوماتك توقفت فقط على ما درسته في الجامعة وعلى الأبحاث التي قرأتها حينها فقط، إذن ماذا عن الدراسات الجديدة؟ ماذا عن الخبرات التي قد تحصل عليها بعد مشاهدتك لفيديو عملية جراحية أجريت في الصين أو أستراليا؟ أو دعونا نتخيل أن هناك مريضًا جاء لبلدك من بلد آخر، وبلد هذا المريض مليئة بالأمراض الوراثية؛ لكنك لم تدرس تلك الأمراض من قبل، إذن أخبرني هل ستستطيع أن تصف له العلاج المناسب أم ستخبره أن يسافر لبلده ليتلقى العلاج هناك؟
لا أريد أن أوضح بأمثلة أكثر يكفيني أن أخبركم أن عملي بالترجمة يعتمد اعتمادًا كبيرًا على معلوماتي بمجالات معنية، فمهما كانت قدرة المترجم إلا أن معرفته بمصطلحات الطب واختصارات المؤسسات العالمية والمصطلحات التكنولوجية ستساعده كثيرًا في ترجمة النصوص المختلفة باحترافية.
في الختام
يجب أن تدرك قارئي العزيز أنك على مشارف عقدك الثالث، وأن الحياة لن تعطيك تجارب أثمن من تلك التي أعطتك إياها بالفعل؛ لذا حاول بقدر المستطاع أن تنظر لخبراتك السابقة وتستخلص منها الدروس والعِبر كي لا تكرر أخطاء الماضي مجددًا، وانتظرني في المقالة الجديدة، والتي سأحدثك فيها عن أكثر 10 مهارات يجب إتقانها قبل أن تنهي عقدك الثالث.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,657
إن كنت على مشارف عقدك الثالث..إليك قائمة بالعادات الجديدة التي تحتاج إليها
link https://ziid.net/?p=80227