من “قواعد السطوة” أفكار تجعلك تهيمن ولكن في خير
تستطيع أن تلبس الهيمنة أي رداء شئت الخير أو الشر، والأجدر هي الخيرية وهي أصل الفطرة السليمة
add تابِعني remove_red_eye 103,184
إذا كنت في منصب يستدعي السيطرة مهم جدًّا أن يكون هذا الكتاب في حوزتك “قواعد السطوة” من تأليف روبرت جرين والكتاب عبارة عن قواعد كتبها المؤلف من جمل وأقوال لبعض المفكرين والكُتاب. ومثل هذه الكتب فيها خطورة إن استخدمت في غير الخير.. لهذا يحرص الوالدان أحيانًا من منع قراءة بعض الكتب حتى يكون لدى أبنائهم إدراك أكبر وكذلك تمييز ووعي يجعل اختياراتهم وسلوكياتهم حسنة مهما كانت المدخلات.
جمع المؤلف القواعد في كتاب أكثر من خمسمائة صفحة، تعبر عن تاريخ طويل من السطوة إليك خمسة من هذه القواعد مع محاولة لتسليط الضوء على الجانب الخيري منها:
ساير ولا تتجمد
وهي قاعدة خلاقة صورها المؤلف بالحيوانات كلما كان لها قالب بطيء حركتها وجعلها فريسة سهلة في حين تتحرك ولا يمكن أن تتوقع تحركاتها فتكون أقدر على العيش وأقوى في المنافسة. وعدم المسايرة والثبات قد يكون سلبيًّا في بعض المواقف الآية القرآنية جاءت في قوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) والتحديث هنا في تفسير بعض العلماء التجديد فإذا كنت معلمًا جدد من أدواتك ومن طريقتك وهكذا كلٌّ حسب مكانه، ففي بعض الوظائف من أساسيات العمل لديهم قدرة الموظف على المرونة، ويكون ذلك بسؤال مباشر للراغبين في العمل.. فالانفتاح على الجديد، والتخلي عن القديم ومسايرة الأحداث بما فيه مصلحة هو ما كان يفعله الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في عمله التجاري.
كذلك عدم الجمود هي لعبة الكر والفر التي مارسها العرب في الحروب فلم يمنحوا الأعداء قدرة التصويب عليهم.. ربما عليك أن تتأمل المواقف وتخرج بقرارات جديدة قد تكون أنت أول من يبتكرها وهذه المرونة التي تحتاجها البشرية.. حلول مبتكرة للتعامل مع واقع جديد. ومن جانب آخر قد تكون مرن لفترة ومن ثم تتوقف وكأنك اجهدت وأردت الراحة فتسقط في حين أن غيرك يصعد ويرتقي “فمن ليس في زيادة فهو في نقصان”. “عدم الجمود لا يعني فقدان هويتك فلا يمكن لأي شيء أن يكون بلا هوية وهيئة”
التفويض
لا تفعل بنفسك ما يمكن أن يفعله لك غيرك، وهي قاعدة التفويض بحيث تعطي مساحة للآخرين في المشاركة في فعل الخير وفي نفس الوقت تتفرغ أنت لأمور أكبر تنصرف لها.. وهذا ما يفعله أصحاب الأعمال في أعمالهم من خلق أدوار وفرص للآخرين حتى لو كان العمل يقدر عليه ولكنه يتيح لغيره وينشغل هو بأدوار جديدة وتأمل الفرص التي تقدم له نموًّا وازدهارا. “اللهم ارزقنا وارزق منا”.
كن على حذر من عدوى المشاعر
يذكر المؤلف بأن المشاعر معدية كالمرض فلا تجالس البائسين والمحبطين واستبدلهم بالموفقين حتى تُوفق، تأثير الصحبة عليك أمر لا ينبغي أن تشكك فيه.. أحيانًا تعتقد بأن لديك قدرة خارقة وجدارًا عازلًا لن يسمح للآخرين بالتأثير ولكن بعد فترة ستكتشف بأن التأثير كان تراكميًّا ولن تجد نفسك إلا وقد وقعت في الفخ هذا إن استطعت أن تدرك ذلك. “قراءة السير والتراجم تؤكد لك دور العدوى لدى الإنسان مهما كانت مناعته قوية.. لذلك كن منتبه”
ادفع بالتي هي أحسن
وهي قاعدة موجودة في القرآن حتى وإن كان الكتاب يريد أن يلبسها رداء الهيمنة وحسب في حين أن الإسلام يحول عدوك إلى ولي حميم بالمعاملة الحسنة، ومبدأ أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك. وفي هذا يقول الإمام الغزالي: “لو ترك الناس كلهم ما يكرهونه من غيرهم لا استغنوا عن المؤدب”.
الإقناع لا القهر
تعلم كيف تقنع غيرك وتجعله يفعل ما تريد، من خلال الأهداف النبيلة التي تحمسه، والمصلحة والفائدة التي تعود عليه، وكذلك من خلال فهم نفسية من أمامك قبل كل شيء ومعرفة نقاط قوته وضعفه.. لا تتجاهل مشاعره بل على العكس قد تكون هي البوابة التي تجعله يلين لك. وهذا يتطلب “جهد ومهارة”، والطريق يبدأ من القلب فالمشاعر هي المتحكمة لدى عليك بسياسة منتصف العصا من شدة وتسامح بحسب الموقف وبمجرد أن تكسبه سيكون حليف لك. وهذا مهم للوالدين والمعلمين على مستوى أول ومن ثم أصحاب القرار والقادة. “لا تتجاهل سمات ومميزات الشخص الآخر.. بل أعطه الاهتمام واتركه يعبر بحرية”
وأخيرًا … في الكتاب قواعد تجعل إبليس يتعجب من دهاء الإنسان، وقد قيل حسب ما جاء في الأثر بأن إبليس تعجب من فرعون مصر حين قال “أنا ربكم الأعلى” ويبقى هُنا نيتك فقد يكون الفعل واحدًا ولكن تختلف المقاصد باختلاف النوايا.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 103,184
قرأة جديدة ومختلفة في كتاب قواعد السطوة
link https://ziid.net/?p=93682