مَن مؤسس الدولة الإخشيدية في مصر؟
كانت الدولة الإخشيدية هي ثاني الدول المستقلة في مصر والشام، والتي استقلت عن سلطة الخلافة العباسية
add تابِعني remove_red_eye 19,364
كانت الدولة الإخشيدية هي ثاني الدول المستقلة في مصر والشام، والتي استقلت عن سلطة الخلافة العباسية، فبعد سقوط الدولة الطولونية في مصر على يد القائد العباسي محمد بن الكاتب، قام من مطاردة كل الطولونية من مصر، وعمل على القضاء على مظاهر الحكم الطولوني في مصر، وعادت مصر مرة أخرى تحت قبضة الخلافة العباسية، وقام الخليفة العباسي بتعيين الولاة على مصر وقد تعاقب على مصر في الفترة من سقوط الدولة الطولونية، وحتى قيام الدولة الإخشيدية عدد من الولاة.
لكن الأمور في مصر لم تكن مستقرة، وخاصة مع محاولات الفاطميين دخول مصر، فكان هؤلاء الفاطميون يدركون جيدًا أنهم لا يستطيعون القضاء على الدولة العباسية دون الاستيلاء على مصر، فهي السبيل الوحيد لغايتهم، فأرسلوا حملات عديدة على مصر استطاع الولاة صدها، وقد ظهر رجل تصدى للفاطميين ببسالة، فلما رأى الوالي تكين -والي مصر في ذلك الوقت- شجاعته، وكفاءته، قربه إليه، بل وعهد إليه بكثير من شئون الإدارة، حتى تمكن من أن يصبح هو والي مصر، وسار على نهج أحمد بن طولون، فثبت أقدام ولايته.
وأحكم الأمور فيها بشكل كبير، ثم استقل بها عن الخلافة العباسية، ليقيم بذلك ثاني الدول المستقلة عن الخلافة العباسية في مصر، فمَن هذا الرجل؟ وكيف استطاع أن يصبح واليًا على مصر؟ وكيف استطاع تأسيس دولته؟ وكيف سقطت الدولة الإخشيدية؟
محمد بن طغج مؤسس الدولة الإخشيدية
حكم محمد بن طغج الذي لقب بالإخشيد -وقد لقبه الخليفة بذلك لما استطاع إحكام زمام الأمور في مصر بعد الفوضى والصراع الذي كان يدور في مصر- وكلمة الإخشيد تعني الذكي أو النبيه في لغة ملوك فرغانة، فقد كان محمد بن طغج الإخشيد فرغنيا.
محمد بن طغج واليًا على مصر
قيام الدولة الإخشيدية
استطاع بن طغج أن يعيد للبلاد استقرارها، وقضى على المتمردين على الخلافة العباسية، كم تمكن من وقف الزحف الفاطمي على مصر، وبعد أن استقرت الأحوال في مصر أعلن استقلاله عن الخلافة العباسية، ولم يتوقف عن هذا الحد، بل حاول ضم أجناد الشام لدولته في مصر، فضم، الأردن، ودمشق، وفلسطين، وحمص، واستطاع ضم الحجاز أيضًا، وكان ابن طولون قد حاول ضم الحجاز من قبل ولكنه فشل في ذلك.
لذلك وبعد إلقاء نظرة سريعة على الأحوال المتردية في مصر، وكيف قام ابن طغج بتبديل حال مصر من الضعف والتردي إلى القوة والنفوذ، حتى إنه استطاع ضم معظم أعمال الشام، نستطيع أن ندرك كيف كان هذا القائد العظيم بن طغج الإخشيد الذي كان يعد من أعظم القادة الذين عرفهم التاريخ.
كافور الإخشيدي خليفة بن طغج في مصر
كان كافور الإخشيد مملوكًا اشتراه محمد بن طغج، فكان خادمًا مخلصًا له، وقبل وفاة محمد بن طغج الأخشيد قام بتعين ابنه في الحكم من بعده، ولما كان ابنه صغيرًا في السن قال بتعيين كافور وصيًّا عليه، لكن كافور استقل بالحكم عن أبناء ابن طغج ليصبح هو الحاكم الفعلي للدولة الإخشيدية بدلًا من كونه مجرد وصي، في سابقة لم تحدث في العالم الإسلامي من قبل، فهذه المرة الأولى في التاريخ الإسلامي أن يصبح عبدًا مملوكًا حاكمًا، ولكن أصبح هذا الأمر طبيعيًّا بعد ذلك. وقد حكم كافور الإخشيدي مصر لمده ٢٢عامًا من أصل ٣٣سنة هي عمر الدولة الإخشيدية.
السقوط
بعد وفاة كافور الإخشيدي عمت الفوضى كافة أنحاء مصر والشام، وساءت الأوضاع بشكل كبير بسبب نقص فيضان النيل، فغلت الأسعار، وانتشر القحط والوباء، ومما زاد الأمور سوءًا تمكن القرامطة من فرض سيطرتهم في الشام، وكانت الدولة الإخشيدية في ذلك الوقت ضعيفة لدرجة أنها لا تستطيع حتى التفكير في مواجهة القرامطة، وحتى الخلافة العباسية كانت تمر بفترات ضعف وتردٍّ فلم تستطع أيضًا مواجهة القرامطة.
وفي ظل هذه الأحداث استغل الفاطميون الفرصة التي سنحت لهم في دخول مصر، حيث إن الفاطميين كانوا يرغبون في نقل مقر خلافتهم من بلاد المغرب إلى مصر، وبالفعل استطاع الفاطميون دخول مصر على يد القائد الفاطمي جوهر الصقلي دون قتال يذكر، لتنتهي بذلك الدولة الإخشيدية، وتقوم مكانها الدولة الفاطمية، لتصبح مصر بذلك دار خلافة لأول مرة في تاريخها، بعدما كانت مصر دار إمارة على مر تاريخها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 19,364
ماذا تعرف عن الدولة الأخشيدية؟
link https://ziid.net/?p=94114