لحياة أكثر إنتاجية استعمل كلمة “لا”
كلمة نعم مريحة ويحبها الناس، ولكنها قد تؤدي إلى استنزاف وقتك وطاقتك ومجهودك دون أن تحقق أي تقدم حقيقي لنفسك ومستقبلك
add تابِعني remove_red_eye 7,664
عموما رفض القيام بشيء ما، يكون أكثر ربحًا للوقت من القيام به، تنطبق هذه الفلسفة على أغلب مجالات الحياة، في حقيقة الأمر نحن نقول: نعم، لكثير من الأشياء التي لا نريد فعلها، كم مرة طُلب منك أن تفعل شيئًا، فترد “نعم بالتأكيد”، وبعد أيام، تقف مذهولًا أمام كَمّ الأعمال التي عليك إنجازها. المؤسف في الأمر أن “لا” بسيطة كانت لَتُوفر عليك الوقت والمجهود.
إذا كانت فوائد الرفض واضحة وبيّنة للجميع، لماذا نقول: “نعم” كثيرًا؟
نحن نوافق على العديد من الطلبات، ليس لأننا نريد القيام بها، ولكن لأننا لا نريد أن يُنظر إلينا على أننا وَقِحون وفوضويُّون. غالبًا ما تفكر قَبْل رفض طلب أي شخص ستتعامل معه في المستقبل، (زميلك في العمل، عائلتك، أصدقائك…)، إذ قد يكون رفض هؤلاء الأشخاص بشكلٍ خاص أمرًا صعبًا؛ لأننا نحبهم ونريد دعمهم، (ناهيك عن أننا غالبًا ما نحتاج إلى مساعدتهم أيضًا) واحتمال توتر العلاقة يجعل من وقتنا وطاقتنا أمرًا ثانويًّا.
التعاون مع الآخرين هو عنصر مهمّ في الحياة، لكن لا بأس أن تكون كريمًا في ردِّكَ، فقط افعل ما تُفضِّلُه، وكُنْ مباشرًا عندما يتعيَّن عليك أن تقول لا.
أولًا: يجب أن تميّز الفرق بين “نعم” و “لا”:
عندما تقول: لا، فإنك تقول “لا” لخيار واحد فقط، أما عندما تقول: نعم، فإنك تقول: “لا” لكل خيار آخر. أحببت ما قال الخبير الاقتصادي تيم هارفورد: “في كل مرة نقول: نعم، لطلبٍ، نقول أيضًا: لا، لأي شيء آخر قد نحققه مع الوقت”. بمجرّد التزامك بشيء ما، أنت قد قررت بالفعل كيف سيتم إمضاء وقتك في المستقبل. بعبارة أخرى: إن قول “لا” يوفر عليك الوقت وقول “نعم” يكلفك وقتًا أكثر. “لا” شكل من أشكال الائتمان على الوقت، أنت تحتفظ بالقدرة على قضاء وقتك المستقبلي كيفما تشاء. “نعم” شكل من أشكال الدَّيْن الزمني الذي عليك أن تسدده.
ثانيا: “لا” هي قرار أمّا “نعم” فمسؤولية
أحيانًا ما يُنظر إلى الرفض على أنه قوة لا يستطيع استعمالها إلا من هم في السلطة. وهذا صحيح، إن رَفْض الفرص يكون أسهل عندما يمكنك العودة إلى شبكة الأمان التي توفرها لك السلطة والمال. لكن قول “لا” ليس مجرد امتياز لفئة معينة بل إستراتيجية متاحة لكل من أراد أن يصبح ناجحًا. إن قول “لا” مهارةٌ مهمة لتطوير حياتك المهنية؛ لأنها تحفظ أهم شيء في حياتك: وقتك. وكما قال المستثمر بيدرو سورينتينو: “إذا لم تحرس وقتك، فسوف يسرقه الناس منك“. عليك أن تقول: لا، لأيّ شيء لا يقودك نحو أهدافك، عليك أن تقول: “لا”، للإلهاءات.
لم يجسد أحد هذه الفكرة بشكل أفضل من ستيف جوبز الذي قال: “يعتقد الناس أن التركيز يعني قول: نعم، للشيء الذي عليك التركيز عليه، لكن هذا ليس ما يعنيه على الإطلاق، هذا يعني أن نقول: لا، لمئات الأفكار الجيدة الأخرى الموجودة هنا“.
لا يعني عدم الرفض أنك لن تقوم بأيّ شيء مثير للاهتمام أو مبتكر أو عفوي، فمن المنطقي أن تقول: نعم، لأي فرصة يمكن أن تحركك في الاتجاه الصحيح.
ثالثا: عليك ترقية “اللَّا” الخاصة بك
بمرور الوقت، بينما تستمر في التحسن والنجاح، تحتاج إستراتيجيتك إلى التغيير، تزداد تكلفة الفرصة البديلة لوقتك كلما أصبحت أكثر نجاحًا. في البداية، يمكنك قضاء الوقت في الاستكشاف، لكن مع تحسن مهاراتك وتعلم فصل ما يصلح عمَّا لا يصلح، يتعين عليك زيادة الحد الأدنى لقول: نعم. ما زلت بحاجة إلى رفض عوامل التشتيت، ولكن زيادة على ذلك عليك رفض الفرص التي كنت تستهلك الوقت في اكتشافها سابقا. لا تعني ترقية “لا” أنك لن تقول “نعم” أبدًا. هذا يعني أنك يجب أن تميل إلا قول “لا” أكثر من قول “نعم”.
رابعًا: تعلّم كيف تقول “لا”
ربما يكون معظمنا سريعًا جدًّا في قول: نعم، وبطيء جدًا في الرفض، من الجدير أن تسأل: لماذا تقع في هذا الخطأ؟ إذا واجهت صعوبة في الرفض فيمكنك في البداية اعتماد طريقة ديريك سيفيرز المعروفة بـ (Hell Yeah or No) (نعم وبقوة! أو لا). إذا طلب منك شخصٌ مَا فعل شيء فشعرت بالحماس وكان رد فعلك الأول هو (نعم وبقوة!) ، فقم بذلك. إذا لم تتحمس بالشكل الكافي، فقل: لا.
قد يكون قول “لا” أمرًا صعبًا، ولكنه غالبًا ما يكون أسهل من البديل. وكما أشار الكاتب مايك داريانو، “من الأسهل تجنُّب الالتزامات بدلًا من الخروج من الالتزامات”، الوقاية خير من العلاج. كلمة “لا” هي المفتاح لحياة أكثر إنتاجية، تذكر دائمًا أن تعطي الأولوية لنفسك وليس للآخرين، عندما تمتلك القدرة على قول كلمة: “لا” ستوفر الوقت والطاقة والجهد وهذا يعكس مقدار احترامك لنفسك.
توقف عن القلق بشأن ما قد يفوتك أو ماذا سيظن الناس بك، وركِّز فيما تريد وما الذي سيساعدك على التطور.
add تابِعني remove_red_eye 7,664
مقال يثمن القوة الكامنة وراء قول كلمة "لا" وتأثيرها الإيجابي على إدارتك لوقتك وطاقتك.
link https://ziid.net/?p=59264