الشعور بالوحدة: خنجر يقتل السعادة
الشعور بالوحدة يعد من أسوأ المشاعر التي قد تطاردنا، ذلك الشعور الذي يجعلنا قد نرتكب الكثير من الحماقات فقط لكيلا نشعر به
add تابِعني remove_red_eye 61,969
- الجائحة والوحدة
- الوحدة ووسائل التواصل الاجتماعي
- كيف تشعر بالوحدة وفي قائمتك خمسة آلاف صديق، وألف متابع والكثير من الناس؟
- لماذا نشعر بالوحدة
- كيف تتغلب على الشعور بالوحدة؟
- ١- ابْقَ مع عائلتك على تواصل
- ٢- العب مع الأطفال
- ٣- تعلَّم أن تنظر للكتب والعمل كأصدقاء
- ٤- تبنى حيوانًا أليفًا
- ٥- لا تكن متفرغًا
- ٦- صادق مُسِنًّا وقُمْ بزيارته
أيا وحدتي الحلوة، فقط حينما أكون معي. أيا عزلتي الوردية، حينما أكون معي. لست وحيدًا، تأكلني وحدتي. تلك الكلمات لي، لا أذكر متى كتبتها، الأكيد هو أنني كنت أشعر حينها بالوحدة، ويا له من شعور سيئ!
الوحدة شعور قاتل بحق، لا تصدق أولئك الذين يخبرونك أنهم سعيدون في وحدتهم، فلا أحد يشعر بالسعادة حينما يكون وحيدًا، هو مؤكد يقصد العزلة، ذلك النزوع للانفراد بالنفس، والمفيد في كثير من الأحيان؛ لأن الإنسان حينما ينفرد بنفسه، يمكنه إعادة ترتيب أوراقه، إن دخولك الاختياري إلى غرفتك هو عملية انعزال، ربما تكون سعيدًا أَوْ لا، ولكن شعور الوحدة، هو ذلك الذي يهاجمك وأنت في حشد من الناس، ذلك الشعور الخانق الذي يتسلل إليك، يتمكن من قتلك، تفرض أشباحه وجودها في وجدانك وتقتلك، إن الوحدة هي الشعور الذي يأخذك من سعادة الحضور للبشر إلى سُوء أنك وحدك.
الجائحة والوحدة
لقد كانت فرصة الجائحة فرصة عظيمة للوحدة، لكي تعلن حضورها الطاغي بأشد الطرق ألمًا، إن الوحدة لا تحضر وحيدة أبدًا، بل تصطحب معها الاكتئاب والحزن والغضب الداخلي أو انعدام القيمة، وربما ما يحدث هو العكس، إن تلك الأحاسيس هي ما تجلب شعور الوحدة، فبعض الأشخاص قد يشعرون بأنهم لا يستحقون أبدًا أن يكونوا بصحبة أحد.
في ظروف الحَجْر الصحي والكورونا والعمل من المنزل، أصبح الفرد عُرْضة للشعور بالوحدة أكثر من أيّ وقت مضى، لقد أصبح لديك الكثير من الوقت لتفكر في آلامك، وتسترجع الذكريات بمَسَرَّاتها والأحزان، الوقت طويل والشعور بالوحدة يبدأ من الفراغ، وذلك ما وفرته الظروف المصاحبة للجائحة، حتى إن بعض الشبان والشابات، أعادوا التفكير في علاقاتهم القديمة، على الرغم من الفشل الذي لحق بهم والألم النفسي الماضي، لكنهم قرروا أن مرارة العلاقات الفاشلة أقل من مرارة الوحدة.
أَلَمْ أَقُلْ لك قَبْلُ، الوحدة حمقاء جدًّا؟ كما أن مجيء الجائحة نبهنا إلى رائحة الموت، تلك الرائحة المقيتة، نعم من الممكن أن يموت الشخص بلا أيّ عَرَض في أيّ وقت، ولكن الخوف من أن تموت وحيدًا قبل إن تجرّب الحب أو الزواج، جعل العديدين يدخلون إلى علاقات حبّ، أو يفكرون في خطوة الزواج بجدية، فعلى الرغم من أخبار الجائحة، يفاجئك كل يوم سيل من منشورات التهنئة؛ لأن الأصدقاء يتزوجون.
الوحدة ووسائل التواصل الاجتماعي
كيف تشعر بالوحدة وفي قائمتك خمسة آلاف صديق، وألف متابع والكثير من الناس؟
في الواقع لم تُفِدنا وسائل التواصل الاجتماعي في عدم الشعور بالوحدة، لقد عمّقت الألم أكثر، فهي ما تساعدنا على الانعزال، الانعزال عن العائلة، عن الأصدقاء، فالعائلة التي قد لا تؤيدك في قراراتك هي الأبقى لك، وقائمة الأصدقاء الممتلئة بأشخاص يهلّلون لعبقريتك لن تفيدك، جرّب أن تغلق حسابك لمدة أسبوع وانظر من سيراك أصلًا، إن الصدقات الافتراضية غير مجدية لدفع سوء الوحدة عنك، اللهم تلك الصداقات التي تخرج من حيز الإعجاب والتعليق، إلى التأييد والدعم، ولكن كثرة الأصدقاء الافتراضيين لا يغني عن الحقيقيين.
أولئك الذين ترفع سماعة هاتفك لتسأل عنهم، أو يحضرون إليك حينما تحدث لديك مشكلة كبرى، أو حتى أولئك الذين يمكن أن تشاركهم مشاعرك وجهًا لوجه، فيشد أحدهم على يدك مُقويًّا. والبعض الآن فقدوا استمتاعهم باجتماعات الأصدقاء، لأنها أصبحت عامرة بالهواتف، وأصبحت صورة الطعام على إنستجرام أهم من الطعام نفسه، وصورة التجمع أهم من التجمع.
لماذا نشعر بالوحدة
نشعر بالوحدة غالبًا لأننا لدينا خصومات مع أنفسنا، نحن لا نستمتع بوجودنا مع أنفسنا لا يمكننا مصالحتها، أو لا نحتمل وجودها معنا، فيجب علينا أن نعرف أولًا هل نحن نحب أنفسنا أم أننا نختبئ منها هناك حيث الناس والمشغوليات؟ فإذا بقينا وحدنا عرفنا أنه لا يمكننا أن نتحملها، قد نشعر بالوحدة لأننا مكتئبون، لأننا نشعر بانعدام قيمة كل شيء، فالوحدة عَرَض مصاحب للاكتئاب.
إننا أشخاص اجتماعيون، منذ قديم الأزل ونحن نعيش في جماعاتٍ، لا يمكن لشخص منا أن يمضي في طريقه منفردًا، بل يجب أن يكون حوله الكثير من الدوائر، بدءًا من دائرة العائلة والأقارب، إلي دائرة الأصدقاء، إلى دائرة الزملاء، وبالطبع شريك الحياة، فإذا حدث في إحدى الدوائر خلل، ينتج عنه الشعور بالوحدة، لأن كل دائرة تعطى دعمًا نفسيًّا وعاطفيًّا للشخص، إنه نوع من الإشباع النفسي، واذا لم يتم تلبيته كأن تكون هناك عائلة لكنها لا تقدم دعمًا عاطفيًّا للشخص ولا تهتم لأمره، يحدث الخلل وينتج عنه الشعور بالوحدة، فالأمر ليس بعدد الأفراد في دائرتك، لكنه متعلق بالقيام بدورهم، وهنا نود أن نقول: إن الشعور بالوحدة بسبب عدم وجود شريك الحياة، لا يمكن أن يسده الصديق مثلًا هو فقط يخففه، كما أن ذلك الشعور ليس من المفضل كبته، أو نكرانه، بل يجب التعامل معه والاعتراف به، فحينما تحلِّل أسباب غضبك الداخلي أو حزنك أو حتى وحدتك وتقوم بتفكيكه، حينئذ يمكنك التجاوز.
كيف تتغلب على الشعور بالوحدة؟
١- ابْقَ مع عائلتك على تواصل
اجعل ساعة في اليوم خاصة بهم، تناقش معهم، استمع لحكاياتهم، شاركهم مشاهدة المسلسل التلفزيوني، مُدَّ جذور تواصل بينك وبينهم، لا تنعزل في غرفتك، انخراطك معهم سيخفف من شعورك بالوحدة.
٢- العب مع الأطفال
الأطفال بعوالمهم النقية الدافئة والمتحمسة، سيجعلون حالتك النفسية أفضل، إذا كان لديك في منزلك طفل فأنت محظوظ، شاركه اللعب، الاكتشاف، اجعله يحكى لك حكاياته الخرافية، استمتع بكلماته البسيطة، وطريقته الأبسط لفهم العالم، حتى إن لم يكن لديك أطفال، جرب زيارة دار رعاية استمتع بفعل العطاء سواء كان ماديًّا أو معنويًّا فإنه من شأنه أن يجعلك لا تشعر بالوحدة أو بالأحاسيس السلبية.
٣- تعلَّم أن تنظر للكتب والعمل كأصدقاء
فالفيلم الجيد صديق لساعتين، والكتاب الجيد رفيق رحلة.
٤- تبنى حيوانًا أليفًا
إن اللعب مع الحيوانات الأليفة ورعايتها من الأمور التي تخفف وحدتك، لأنه سيشغل الكثير من وقتك.
٥- لا تكن متفرغًا
فالفراغ من الأمور التي تجعلك تفكر في الكثير من المشاعر السلبية، وإعادتها كشريط لا ينتهى من عقلك، وهو الأمر الذي يستدعي الاكتئاب والخزن، لا الوحدة فقط.
٦- صادق مُسِنًّا وقُمْ بزيارته
إن المُسنين مثل الأطفال يحتاجون للرعاية والحب والاهتمام، حينما تعطى أحدًا منهم تلك النعمة وهذا الاهتمام، ستملأ السعادة قلبك، وتشعر بقيمة كبرى للحياة وتدفع الوحدة عنك وعن غيرك.
add تابِعني remove_red_eye 61,969
مقال يتناول فكرة الوحدة كنوع من المشاعر السلبية وكيف يمكننا التعامل معها
link https://ziid.net/?p=58932