التفكير المفرط: حالة مرضية أم عبقرية؟
إذا زاد الشيء عن حده، انقلب ضده. لذلك، نجد أنّ الأشخاص الذين يفكرون كثيرًا لا يستطيعون إخماد الأفكار الكثيرة.
إذا زاد الشيء عن حده، انقلب ضده. لذلك، نجد أنّ الأشخاص الذين يفكرون كثيرًا لا يستطيعون إخماد الأفكار الكثيرة.
add تابِعني remove_red_eye 14,978
التفكير سلاح ذو حدين، من المعروف أنّ العلماء والعباقرة هم أكثر الناس في إعمال العقول، يُفكرون معظم الوقت، حتى إنّ التفكير يجعلهم يفضلون الوحدة في أغلب الأوقات للتفرغ والتفكير في العلم. من الأفكار السائدة أنّ التفكير الطويل صفة من صفات العلماء، وهذه حقيقة، لكن هناك فرق بين التفكير الإيجابي في مشكلة حياتية تفيد الناس مثل العلماء والباحثين، والتفكير السلبي المطول في أمور لا تضر ولا تنفع، مثلما يفعل الكثير منا، وهذا ما نسميه في الغالب بالتفكير المفرط أو كما هو شائع “Overthinking”، وعادةً ما يأتي أغلبَنا بعد منتصف الليل.
هذا النوع من التفكير المفرط يمكن أن يتطور إلى مرض نفسي، وعادةً ما يكون التفكير المفرط هذا في شيئين: الماضي أو المستقبل، فقد يجلد الشخص ذاته بسبب خطأ ما ارتكبه في الماضي، أو يشعر بالقلق الشديد من اختبار الأسبوع القادم في المدرسة أو الجامعة. نخلص من ذلك إلى أنّ الشخص يهلك تفكيره في أشياء ليست بين يديه. وبذلك لا يستطيع المرء إخراج فكرة ما في رأسه الآن، مما يتسبب في دخوله حالة من الحزن الدائم، ويفقد الشعور بما حوله.
لا شك في أننا جميعًا نفكر في مواقف من الماضي أو نقلق من المستقبل، لكن كما يقول المثل: إذا زاد الشيء عن حده انقلب ضده. لذلك، نجد أنّ الأشخاص الذين يفكرون كثيرًا لا يستطيعون إخماد الأفكار الكثيرة، وعندما تنتهي فكرة تكون الأخرى منتظرة في الصف، وبذلك نجد أنّ التفكير كثيرًا من أكثر مصادر الإزعاج التي تطارد المرء وتجعله ينظر للحياة نظرة تشاؤم. إضافة إلى ذلك، لقد أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث أنّ الإفراط في التفكير يؤثر على الصحة بشكلٍ سلبي، كيف ذلك؟ حسنًا، سنعرف سويًّا في السطور التالية.
أجل، وهذه ليست معلومة غريبة ومتوقعة جدًّا. في عام (2013م) نُشرت دراسة في مجلة “علم النفس اللاقياسي” تفيد بأنّ التركيز على العيوب والأخطاء التي يرتكبها المرء في الماضي، تزيد فرصة الإصابة بمرض عقلي. وهذا منطقي، فهذا الشخص في حالة جلد النفس بصفة مستمرة، ولا يستطيع التوقف عن ذلك، فهو يضع عيوبه نصب عينيه دائمًا، فلا شك في زيادة فرصة إصابته بأمراض نفسية، كلنا نشعر بحالة من الإحباط عندما ينتَقدنا شخص ما بكلمات جارحة، فما بالك إذا كان هذه الانتقاد طوال الوقت، ومِن مَن؟ منك أنت! الأمر قاسٍ حقًّا.
وهذا أمر طبيعي، فقد أظهرت العديد من الأبحاث أنّ الأشخاص المفرطين في التفكير لديهم اعتقاد خاطئ، ألا وهو أنهم يقومون بإعادة صياغة مشاكلهم في رؤوسهم من خلال التفكير المفرط، لكن الحقيقة أنهم يجهدون عقولهم في أمور لا جدوى منها، ويصلون إلى حالة الشلل التحليلي، حيث إنّ الإفراط في التحليل –نتيجة الإفراط في التفكير– لا يؤدي إلى حل المشكلات، وإنما إيجاد مشاكل أخرى، حتى في القرارات البسيطة، مثل اختيار ما ترتديه في إحدى المقابلات، أو أي الأماكن تفضل الذهاب إليها في الإجازة. نجد الشخص يفرط في التفكير وفي النهاية لا يصل إلى حلٍّ لمشكلته.
حتى الأشخاص العاديون يجدون صعوبة في النوم عند التفكير في مشكلة ما، فما بالك بهؤلاء الذين يعانون من فرط التفكير. في حالة الشخص المفرط في التفكير يجب عليه أن يدرك حقيقة وهي أنه لن يستطيع النوم حتى وإن أغلق عينيه إلا إذا أغلق عقله، وهذا ما تؤكده الدراسات والأبحاث، فالقلق والتفكير يؤديان إلى عدم قدرة الفرد على الحصول على الساعات التي يحتاجها لنومٍ مناسب، حيث إنّ فرط التفكير يتسبب أيضًا في إضعاف جودة نومه، فلا يستطيع المرء السقوط في حالة النوم العميق الهادئ المريح للجسم والعقل.
وللإجابة على سؤال “هل التفكير المفرط عبقرية أم مرض؟” فالإجابة أنّ ذلك يتوقف على نوع هذا التفكير، هل هو إيجابي أم سلبي، وهنا نستطيع تحديد نوعه.
add تابِعني remove_red_eye 14,978
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
هناك فرق بين تفكير العلماء ومرضى التفكير المفرط.
link https://ziid.net/?p=74168