الانطباع الأول والرأي المسبق … كيف تخلق انطباع جيد؟

هو عبارة عن صورة ذهنية تتكون لدى الشخص عند مقابلة أو رؤية شخص آخر ودقة هذا الانطباع يختلف باختلاف درجة قوة الملاحظة والهدف الذي يريد ملاحظته. عادة يتكون هذا الانطباع خلال 100 ثانية من المقابلة حيث تظهر أول 10 ثواني مدى ثقة الشخص بنفسه وموضوع النقاش وبعد 30 ثانية تظهر مدى جاذبية وذكاء الشخص، كما أن هناك مجموعة من المؤثرات التي تساعد على ترسيخ الانطباعات لدى الأطراف الأخرى منها العمر – العرق – النوع – المظهر الخارجي (الملابس – الألوان) – الثقافة والمعلومات – اللهجة – لغة الجسد – الصوت – اللباقة وطريقة التحدث – الابتسامة وتعبيرات الوجه – الاستماع والاهتمام – تواصل العيون – طريقة المصافحة ……

لهذا يهتم الخبراء باتباع أهم النصائح التالية لخلق انطباع جيد:

• المحافظة على لغة الجسد.
• إظهار الاهتمام بالطرف الآخر.
• المحافظة على تعابير الوجهة أثناء اللقاء سواء كنت متحدث أو مستمع.
• مراعاة تأثير اللغة والمظهر.
• محاولة إجراء محادثات جانبية قصيرة نحو اهتمامات مشتركة.

مع الأخذ في الاعتبار أن الإنسان يميل عادة إلى النقد الذاتي بعد أي محادثة أو مقابلة، بل وتكون أحد أولي افتراضيات هو الخطأ والتقصير، حيث يعتقد في مخيلته أن الطرف الآخر يركز عليه وبشدة بل وينتقي الأخطاء والعيوب فقط (تأثير الأضواء الكاشفة).

كما أن لكل انطباع بين طرفين شخص متحكم ويدير دفة موجة الانطباع، لذلك نرى أن الشخص المتحكم في هذه العملية هو الذي ينشأ الانطباع عنه، بحيث أنه يكون قادرًا على إنشاء علاقات تمكنه من ترويج نفسه لدى الآخرين وذلك بعد ترسيخ انطباعات أولية لدى أفراد آخرين والتي من خلالها يقفز ويعبر الحواجز النفسية والاجتماعية مع البيئة المحيطة، مما يسهل عليه أن يتحكم في إدارة سمعته والتي مع الوقت ونمو شبكة التواصل يصبح الآخرين هم أكبر المروجين له.

الثقافة وتشكيل الانطباعات

أظهرت الدراسات أن تشكيل الانطباع يكون بناء على مجموعة من المؤثرات ولكن ترتيب هذه المؤثرات يرجع إلى ثقافة الشعوب والأشخاص وبالتالي البيئة المحيطة بهم، مثلًا منهم ما يهتم بالمظهر ويكون المظهر هنا ذات تأثير بالغ الأهمية للحكم على مدى رقي وتحضر الشخص لمجرد إتباعه الموضة وارتداء ماركات عالمية، كما وجدت الدراسات مثلًا أن المجتمعات الصينية مثلًا تشكل الانطباعات الأولى بناء على الكفاءة (تصورات الذكاء والوضع الاجتماعي) لذا تعتبر الثقافة من أهم محددات تشكيل الانطباعات.

النرجسيون والانطباع الأول

من أبرز السمات الشخصية النرجسية هي الثقة بالنفس وقناعاتهم بأنهم أشخاص مقبولين وودودين، لذا يرى أن النرجسيين يقدرون ذاتهم وبالتالي في بدايات المحادثات والعلاقات يتركوا دائمًا انطباعًا جيدًا نتيجة لسحرهم وجاذبيتهم، لكن سرعان ما يفسد هذا الانطباع إذا استمرت العلاقة بعد ذلك وانخرطوا في مجريات الأمور حيث سوف تظهر تصرفاتهم المتعجرفة.

الانطباع والعقل الباطن

على الرغم أن الرأي الأول يصعب غالبًا تغييره أو استبداله، لذا في الغالب تبني آراء الذين نحبهم ونثق بهم ونتفق معهم ونرفض آراء ما لا نتفق معهم حتى إن كانت صحيحة، حيث إننا نتجاوز الحكم علي الرأي والفكرة ونستدعي بعقلنا الباطن ومخيلاتنا أَحْكَامًا مسبقة تجاه قائلها، حيث نمنع أنفسنا من رؤية الحقائق، كما أن المظهر الخارجي سوء لمنتج ما أو إعلان أو شخصية عامة أو إنسان يكون جزءا كبيرا من حكمنا رغم عدم معرفتنا الكاملة عنه نتيجة الانطباع الأول والذي ربما يكون مُضَلِّلًا.

مثال: عند شراء سيارة مستعملة فيكون أول انطباع يتكون لديك عند رؤية الإعلان يكون نتيجة شكل السيارة الخارجي والذي يولد انطباعا لديك هل هذه السيارة جيدة أم لا؟ هل سعر السيارة مناسب أم لا؟ مما قد يجعلك تقرر العزوف عن شراء السيارة أو حتى رؤيتها على الطبيعة على رغم أنك لم تفحص السيارة وأجزاء المحرك لتكون حكمًا عقلانيًّا ونهائيا عنها.

لهذا ننصح بإياك أن تصنف الناس والأشياء ضمن قوالب ثابتة مشيدة على جدران الانطباع الأول أو مدى ثقتك فيهم، حتى تصل بنفسك إلى مرحلة يصعب كسر هذه القوالب حتى إن تبين لك عكس رؤيتك فقد لا تصدق ما ظهر لك نتيجة عدم قناعاتك.

تذكر أنك في حين تتعصب أو تتمسك بفكرة أو رأي معين فلن ترى لها بَدِيلاً، وحين تتبنى قالبًا محددًا بشكل مسبق فلن تلاحظ أية تغيرات جديدة، لذا عليك باستثمار مواطن قوتك إن كان لديك كاريزما وإمكانيات نشر انطباعات أولى جيدة لدى الآخرين، وأيضًا عليك توخي الحذر عند التعامل مع الآخرين ليكون تفكيرك منطقي وحكمك عقلاني حتى لا تقع فريسة لانطباعات أولي غير صادقة وأيضًا حتى لا تنبذ أشخاصًا لم يتمكنوا من جذب انتباهك نتيجة ضعف التواصل معهم.

إليك أيضًا

• دليلك لمعرفة القاتل الصامت… تعرف على الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا
• هنا كيف نترك الانطباع الجيد الدائم من أول لقاء
• الانطباع الأول: كيف تُبهر خطيبتك من اللقاء الأول؟