هل يشتري المال السعادة؟ إليك أسرار السعادة
الكل يسعى للسعادة ولكن لا يعلمون أي طريق يسلكون. البعض يعتقدون أنه المال ولكن الأمر أعمق وأكبر من ذلك كثيرًا
add تابِعني remove_red_eye 38,075
الجميع يحلم بحساب بنكي لا ينتهي ظنًا أن ما سيشتريه المال سيجعلهم سعداء، الحقيقة أن المال وسيلة لتيسير الحياة ودفع فواتيرك، ولكن إذا دفعت كل ذلك سيخفف عنك ضغطًا لكن لن يجعلك سعيد، والخبر السعيد أنك يمكنك أن تستشعر السعادة حتى لو كنت مفلسًا، ولكن الأغلبية من الذين يبحثون عن السعادة لا يصلون لها لأنهم يبحثون في مكان خاطئ.
فالسعادة أنت من تصنعها لنفسك، حيث تجد المتدينين الحق سعداء وراضين حتى لو فقراء يتحدثون عن سعادة مختلفة عن معناها الذي يتداوله الجميع، فسعادتهم تدور حول مشاعر حسية ولا ترتبط بأي شيء مادي، ولكن ما الحقيقة وما الفرق بين السعادة والمتعة؟ وكيف أكون سعيدًا؟ وهل هناك علاقة بين السعادة والتدين؟ استمر في القراءة وستجد إجاباتك.
فخّ السعادة
الأصل أن السعادة أسبابها روحية بعيدة تمامًا عن الممتلكات المادية، وما تملكه يعطيك متعة وهي مختلفة عن السعادة والفارق كبير، ولكن المشكلة أنه تم الخلط بينها بسبب الإعلانات، فتقع في فخ السعادة حيث تشعرك إذا اشتريت كل الرفاهيات التي تحلم بها ستكون الأسعد على الإطلاق، وهذه أوهام نابعة من الرغبة في التملك التي تركز عليها تلك الإعلانات، ولتصبح السعادة سلعًا تشترى فيقولون: امتلك السعادة واشترِ منتجاتنا.
إنهم بالتأكيد لن يخبروك الحقيقة أنك ستدفع أموالك مقابل منتجاتهم لمتعة لا تدوم طويلًا، وأيضًا ما تراه في وسائل التواصل الاجتماعية من طرق مبهرة لعرض الرفاهية التي ارتبطت في عقولنا بالسعادة، وبالنظر لكثير من الأغنياء المشاهير ترى أن السيارة ذات الملايين لم تحل مشكلاتهم مع عائلتهم، وغرفة الملابس الممتلئة بالماركات العالمية لا تهون شعور ألم الوحدة عليهم.
وأبسط دليل تذكر هاتفك الذي كنت تتمناه وتشعر أنك ستكون سعيدًا بالحصول عليه، فرحت فرحة كبيرة بمجرد امتلاكه، ولكن بدأت بالاختفاء تدريجيًّا، وأصبحت لا تشعر بأي سعادة بسببه، وتلقيه من يدك دون حذر، والسبب الأساسي أن الممتلكات مرتبطة بالمتعة التي تكون مرتبطة بكيمياء في عقلك تنشط وتعود لمستواها الطبيعي بعد فتره أما السعادة فهي وعي تعيشه طوال الوقت.
ما الفرق بين السعادة والمتعة
- المتعة حسية والسعادة روحية: المتعة شيء تملكه، طعام لذيذ تتذوقه، والسعادة حالة شعورية.
- المتعة قصيرة المدى والسعادة طويلة المدى: الهاتف الذي يسعدك امتلاكه الآن لن يسعدك بعد عام، لكن العطاء والخير الذي قدمته لمُحتاج سيشعرك بالسعادة كلما رأيت أثره لمن قدمته له، فالسعادة تجدها في طريقك لحلمك، والمتعة تكون لحظة حصولك على حلمك، متعة لا تدوم لأنك ستعتاد علي وجود ما حلمت به، ولكن حلمك تقدر على جعله سبب سعادة لك بإحسان استغلاله بعد الوصول له، وهذا ينطبق على أي شيء تسعى له ثم تحصل عليه، كـ(زواج، شقة، سيارة) السعادة داخلك مشاعر تعيش بها، مثل الهدية المادية التي تحمل معنى، تفرح بما حصلت عليه لوقت محدود، ولكن يدوم أكثر أثر معنى الهدية داخلك.
- المتعة في الأخذ، والسعادة في العطاء: المتعة يمكن أن تشعر بها وحدك بالحصول على أي شيء تحبه، أو عندما يسعدك أحد فهو يقدم لك المتعة، أما السعادة فلن تشعر بها وحدك فهي تعتمد على فعل شيء لأحد أو أي خدمة أثرها بعيد عن نفعك، كحماية البيئة والحيوان وخدمة كبار السن أو حتى رعاية النباتات.
- المتعة في امتلاك أشياء، والسعادة لا تحققها الممتلكات.
- المتعة المفرطة تؤدي للإدمان، أما مسببات السعادة لا تُدمن: بسبب تكرار ما يشعرك بالمتعة يزيد إفراز الدوبامين ومع الوقت تقل قدرة المستقبلات العصبية على استقبال ذلك القدر من الهرمون الذي تقدمه لها، فتحتاج للمزيد من الدوبامين لتشعر بنفس الدرجة من المتعة السابقة، فتضطر لزيادة ما يمتعك أو البحث عن سبب أقوى للمتعة، فتصبح دائرة لا تنتهي، وتلك دائرة الإدمان لأي شيء.
بداية من أبسط الأمور لأكبرها، كم من مدمنة على الشراء تشتري وتشتري وقمة سعادتها النظر لكَمّ الأكياس التي تحملها نهاية جولة التسوق، وربما لا تستخدم ما تشتريه سوى مرة واحدة، وإدمان الشكولاتة أو التمرين، أيضًا إدمان العلاقات المؤذية رغم اعترافهم أنهم لا يشعرون بالسعادة، بسبب احتياجاتهم النفسية التي لا تتوفر في تلك العلاقة، وعلى الرغم من ذلك فإنهم يكتفون بإشباع مؤقت من لحظات المتعة في لفتات الاهتمام بهم، فمهم مدمنون وجود ذلك الشخص بسبب المشاعر التي يسببها لهم. - كلما زادت متعتك، قلت سعادتك: والسبب أن هورمون السعادة السيروتنيين، الهرمون الوحيد الذي يقلل إفرازه هو الدوباميين، هرمون المتعة، أيْ كلما ركزت على ما يمتعك قلّ شعور السعادة لديك، والوسط بينهم هو التوازن والوصول لشعور الاستمتاع، وذلك شعور الأصحاء نفسيًّا، ووَفْقًا لتعريف منظمة الصحة العالمية عن الشخص الصحيح نفسيًّا لم تَقُلْ إنه خالٍ من المشكلات النفسية والعقد، بل قالت: إن الفارق بين الصحيح نفسيًّا والمريض هو القدرة على الاستمتاع بجودة حياته، والتوازن في الجانب النفسي والجسدي والروحي والاجتماعي والاستمتاع مزيج من المتعة والسعادة، حيث توازن بين فعل ما يسعدك وما يمتعك.
كيف أكون سعيدًا؟
- اعرف الفرق بين السعادة والمتعة ووازن بينهم في حياتك.
- راقب نفسك واعرف ما يسعدك.
- ممارسة الشكر والامتنان الدائم على كل شيء تملكه ليبقي حيًّا في عينك وقلبك فتشعر بالرضا.
- احرص على العطاء المستمر بالقول والفعل، وأسهل عطاء جبر الخاطر.
- احرص على النشاطات التي نفعها يعود على الغير، فتلك هي الحياة الذات المعني التي تمنح سعادة تملأ نفسك كالعمل الخيري.
- ضع أهدافًا واستشعر السعادة في رحلتك لكل هدف، لأن لحظة وصولك له ستكون متعة قصيرة المدى، وإذا كان هدفك تلك اللحظة فقط، ستدخل في سباق الأهداف من أجل تلك اللحظة، والذي يوصلك مع الوقت لقائمة إنجازات ولكنك غير سعيد، ولأنك كنت تبحث عن المتعة دون أن تدري، والتي عرفنا أنها لا تسبب السعادة.
- التقرب لله وممارسة تعاليم الدين في التعاملات والحياة، فهي سبيل سهل للسعادة.
الدين والسعادة
إذا سألت الروحانيين والمتدينين حقًّا، الذين يتبعون الدين في معاملات حياتهم، تجد لديهم سعادة غير مشروطة، فالدين يحث على العطاء المادي والمعنوي، فالزكاة والصدقة للمحتاجين عطاء، والعطاء المعنوي كالكلمة الطيبة فهي صدقه، وجبر الخاطر بالقول والفعل فجعلها الله عبادة من أعظم العبادات، وتقديم الدعم والمساندة النفسية فكلما زادت قدرة الفرد على العطاء زاد شعوره بالسعادة.
تجدهم يعطون ويبتسمون ويشعرون برضا، فنفعهم تعدى شخصهم ويعيشون حياة ذات معني، فغيابهم يعني غياب عطائهم، ولذلك للصدقة الجارية فرحة وسعادة كبيرة لهم، فهم يريدون أن يكون نفعهم ممتدًا، والسعادة تلك غير المشروطة، فلا يوجد أحد قادر على كسر فرحتك بصدقة، أو إكرام يتيم، تجد كثيرين العطاء لديهم شعور بالسمو والهدوء والسكينة تملأ نفوسهم لأن العطاء يصل بهم لمستوى وعي مرتفع، فالعطاء احتياج إنساني مهم.
كل ما هو حرام يسبب متعة لا سعادة، كل الشهوات تقدم متعة وليست سعادة وتصل لإدمانها، والدليل أن الشهوات المحرمة لا تسعدك، إذا نظرت في أمريكا في لاسڤيجاس وكما يسمونها أرض الخطيئة حيث الخمور والقمار وكل المحرمات ليسوا سعداء فنسبة الانتحار عالية، يصل الشخص لمرحله أنه جرّب كل المتع ووصل لقمتها ولا يشعر بالسعادة، فهو مدمن للخمور ومديون لطاولة القمار وغيره، ولا يشعر بأي سعادة فتصبح حياته مملة لا شيء يسعده فقد جرب كل شيء، حياة لا معنى لها كئيبة، فلا يجد مفرًّا سوى الانتحار.، أما الدين كفاك كل هذا الشر والضرر ودلّك على الطريق الأقصر للسعادة.
وفي النهاية.. هل تأكدت أنك من يصنع سعادته وليس الآخرون وأن المال لا يشتري السعادة؟ سجل الآن ما يسعدك وابدأ حياتك ذات المعنى الجميل.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 38,075
مقال يعرفك الفرق بين المتعة والسعادة
link https://ziid.net/?p=78042