هل تشعر أنك عجوز؟ [مراجعة كتاب: جسد لا يشيخ وعقل لا يحده زمن]
للدماغ مرونة بلا حدود يجدد ذاته ويعالجها، الدماغ غير ثابت والحمض النووي أيضا، فكرة الجسد الذي لا يشيخ غير مستحيلة كما يرى شوبرا
add تابِعني remove_red_eye 102,686
يتناول كتاب “جسد لا يشيخ، عقل يتخطى الزمن” للكاتب والطبيب “ديباك شوبرا” فكرة قد لا تتقبلها بسهولة خاصةً وأن الصورة التي علقت في أذهاننا للمراحل العمرية، والتي تنتهي برجل مُسنٍّ يحمل العصا، ومنحني الظهر. هذه الصورة هي التي أصبحنا أيضًا نتوقعها لأنفسنا، ولكن هذا الكتاب يخبرك بأن الشيخوخة يمكن عكسها أو أن تُبطئ من عملية الشيخوخة.. ويقول لك بأن هنالك من يرى بأن الشيخوخة تبدأ في سن (85).
يرى “شوبرا” وهو يبلغ من العمر حاليًا (72) أن الجميع يشيخ حتى هو ولكن هنالك مقولة ألهمته وهي: “الناس يشيخون ويموتون لأنهم يرون أشخاصًا آخرين يشيخون ويموتون” وهذا هو التكيف الاجتماعي مثل التنويم المغناطيسي والبرمجة، فنحن تشاركنا في هذه الرؤية الجمعية؛ لذلك تحرر من معتقدك القديم، واعلم بأن البشر مخلوق قادر على تغيير حالته البيولوجية من خلال ما يفكر فيه ويشعر، فالإنسان يمتلك الوعي وحالته الذهنية تؤثر على ما يَعِيه.
وربما شاهدت من بلغ التِّسعين وهو يعتني بنفسه ويمشي لمسافات طويلة ويمارس حياته بكل همة ونشاط، وفي غير الوطن العربي النماذج أكثر بحكم الاهتمام بالحركة والنوم ليلًا والعادات الصحية والبيئة المساعدة على تحقيق ذلك. فالأمر ليس ضربًا من الخيال بل حقيقة ربما لم تصبح ظاهرة ولكنها موجودة ابحث عمن حولك أو من قابلتهم في سفر، وستبدأ في تذكر أكثر من شخصية.
والشيخوخة كما جاء في المكتشفات البحثية تعتمد على الفرد نفسه بدرجة أكبر مما كان يعتقد في السابق، ويثبت ذلك نماذج مثل: بيكاسو، ومايكل أنجيلو وغيرهم ممن كانت مساهماتهم للحضارة وهم في مرحلة مـتأخرة من العمر، وهنالك سيدة في التسعين تتعلم القفز بالمظلة من الطائرة والقائمة تطول.. تتبع الأمر وستتفاجأ بأن العمر البيولوجي لا يتوازى بالضرورة مع العمر الزمني، فهنالك من هو في سن العشرين ولكن من الناحية البيولوجية هو عجوز لأكثر من سبب منها: تجمع السموم في الجسم، والشعور بأنك مستهلك عاطفيًّا وجسديًّا بالإضافة إلى البيئة المسمومة والعلاقات والانفعالات السُمّيّة.
- 4 كُتب تُعيد اتصالك بذاتك وبنجاحك وبالله. لا تفوّت قراءتهم!
- كيف تؤثر الموسيقى على الدماغ البشريّ
- 5 أسباب تدفعك لتتحدث مع نفسك بحب
مالا تعرفه عن الشيخوخة الجديدة
يوضح “شوبرا” بأن الطب الحديث أعطى إشارة إلى أن المرضى الأكثر شيخوخة -حسب ملاحظة الأطباء- كانوا أكثر شبابًا بدنيًّا وعقليًّا. ويذكر بأن الدماغ والحمض النووي متغيران والعقل هو المسؤول عن رعاية هذا التغيير، كما أن تغيير نمط حياتك إلى الأفضل من اتباع حمية، ورياضة، وإدارة التوتر، والتأمل سيغير من طبيعة وظيفة ما يقارب (500) من الجينات. بهذا أنت تحرك الجينات الحميدة وتوقف غير الحميدة. ولو تأملت لوجدت بأن هذا التغيير كان نتيجة لنيّة وعزم وتصميم، أيْ: إن العقل هو البطل العظيم الذي يقف خلف هذا التغيير.
من الطبيعي أن الجسد يبدأ مع بداية الثلاثين في التحولات العمرية بحيث يصبح أداء الكثير من الوظائف ليس بنفس الفاعلية التي كانت عليها قبل ولكن كيف يكون ذلك بنسبة (1%) فقط بحيث لا تتأثر بعملية الشيخوخة يرى “شوبرا” بأن مفتاح التحكم الذي يتحكم بالذكاء الداخلي للجسد هو ما عليك العثور عليه، وما يساعدك على ذلك هو تغيير إدراكك الحسي، الانتباه اليقظ والواعي لوظائف الجسد بدلًا من تركها للموجِّه الآلي للجسد، تسخير الطاقة الكامنة فيك من أجل مواجهة الشيخوخة، والتأثير في النظام العصبي اللاإرادي وتسخيره لصالحك.
وينبه “شوبرا” إلى أنه إذا بدأت تشعر بالإحباط لأنك تتقدم في السن فسوف تشيخ بسرعة أكبر والعكس إذا قبلت وسلمت سوف تنقذ نفسك من التعاسة على المستوى الجسدي والذهني فأنت عجوز بمقدار ما تشعر أنت بذلك.
أمور تساعد في إبطاء الشيخوخة
التأمل وتمارين التنفس، تخلّص من فرضية أن جسدك يشيخ فالعدو الأول للتجدد هو العادة، وظيفة مرضية، الزواج السعيد، روتين يومي منتظم، تفاؤل الشعور بالأمان المالي والتحكم في الحياة الشخصية، وقت فراغ ممتع، التطور والنمو يقاوم الشيخوخة، التغذية المناسبة ولا تأكل إلى حدّ التخمة، النوم بشكل جيد، والمكملات الغذائية، والتخلص من السموم التي في الجسد والعلاقات، التمرينات الجسدية وإنقاص الوزن، لا تهتم بصغائر الأمور، عِشْ حياة رضية مستندًا إلى أن حياتك ذات معنى واشعر بالسعادة من نشاطاتك اليومية، وقدّر واحترم نفسك. أيضًا نوم الليل سبع أو ثماني ساعات، عدم التدخين، الوزن الطبيعي وعدم الأكل بين الوجبات.. وأخيرًا الحب وهو الأكثر فاعلية يشفي ويجدد الحياة.
اخرج من دائرة الزمن، وستجد ذاتك في دائرة الحب
أمور تسرع الشيخوخة
من هذه الأمور الكآبة، حياة العزلة، عدم وجود عمل روتيني منتظم، الديون، القلق، عدم الرضا عن الوضع الوظيفي، الندم ونقد الذات والآخرين، العمل أكثر من (40) ساعة في الأسبوع، عدم وجود أصدقاء مقربين، التفكير في الماضي أو المستقبل، ركز على الحاضر وأعتق نفسك من التفكير في الماضي والمستقبل فلا وجود لهما، بتوقف التفكير فيهما سيفتح أمامك فضاء فسيحًا لتعيش تجارب جديدة. أيضًا الوعي فهو سيف ذو حدَّيْن قد يسهم في تغيير الشيخوخة وقد لا، وأكثر طريقة تبرمج الوعي هي المعتقد فمعتقدك أن الشيخوخة مسألة طبيعية ولا مفر منها، ضِفْ على هذه العبارات بأنه هناك كائنات حية لا تشيخ أبدًا مثل الطحالب.
عقل يتخطى الزمن
يقصد “شوبرا” بهذه العبارة بأنه عندما تتجاوز ذاتك تلج إلى عالم الروح فتحطم حاجز الزمن والروح هي ميدان وعيك. فالحياة تعتمد على إحساسك بهويتك والمعنى والهدف من حياتك.. وحتى تغير من نمط حياتك كما يرى طبق ما يلي:
- ركز اهتمامك على ما هو أبدي.
- تخلص من الأنا في داخلك.
- كن على طبيعتك بلا قناع اجتماعي.
- استسلم لسر الكون.
- امتلك حس الاتصال بالله.
- تخلى عن إحساسك بالحاجة إلى الدفاع عن وجهة نظرك.
الأعمار الثلاثة للإنسان وهي
1– زمني: يحسب من تاريخ الميلاد وهو الأقل مصداقية، تخيَّل!
2- بيولوجي: وهو المقياس الفعلي أو الحقيقي فهو يقدم لك مؤشرًا عن تأثير الزمن على أعضائك وأنسجتك مقارنة مع أشخاص آخرين من نفس عمرك الزمني، فقد تكون في الثلاثين ولكن بيولوجيًا أنت في الخمسين.
3- نفسي: يقصد به حقيقة عمرك بحسب ما تحس أنت به.
والآن، بعد أن عرفت الأعمار الثلاثة ربما عليك أن تكتب العمر الذي تحس به بدلًا من تاريخ ميلادك، متبعًا نصائح “شوبرا” حول الصحة البدنية والعقلية والنفيسة، وكذلك الروحية المرتبطة بالخالق قال تعالى: (ونَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) حتى تحظى بعمر بيولوجي أصغر.
وأخيرًا، يذكر “شوبرا” أنه تحدّث عن هذه الفكرة قبل أكثر من (25) سنة إلا أن ما يسعده اليوم أن الفكرة أصبحت أكثر قبولا بسبب التطورات؛ لأن مادية المجتمع الذي لا يثق إلا بالشيء المرئي وغير ذلك يقابل بالتشكيك، وهذا غالبًا يؤخر الاستفادة من الفكرة.
add تابِعني remove_red_eye 102,686
مقال ملهم حول فكرة المرونة وكيف تؤثر في الدماغ
link https://ziid.net/?p=60221