القناعة كنزٌ لا يفنى: كيف تُحقق هذه المقولة في حياتك؟
وسّع نطاق فهمك للسلام. أنت حر في اختيار المسار الخاص بك، فالعيش في سلام يبدأ من داخلك
وسّع نطاق فهمك للسلام. أنت حر في اختيار المسار الخاص بك، فالعيش في سلام يبدأ من داخلك
add تابِعني remove_red_eye 1,312
“بالأمس كُنت ذكيًّا فأردت أن أغير العالم، اليوم أنا حَكيم ولذلك سأغير نفسي” – جلال الدين الرومي
يلخص هذا الاقتباس الرائع شيئًا كنت أحاول التركيز عليه مؤخرًا في حياتي اليومية
عندما يتعلق الأمر بالقناعة فمن الصّعب قياسه بأي شيء آخر، نعم إنه مستوى قناعة الفرد عن توقع أي نتيجة أو أي شيء تقريبًا، وهذه القناعة تختلف من شخص لآخر فمثلًا أنت تَقتنع باللّون الأخضر لكنني لا أقتنع إلا باللون الأصفر ونفس الشيء حول الطعام والمأكل والمَلبس أو أيّ قرار يمكننا اتخاذه حول شيء معين لأن مفهوم القناعة هو شيء يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمشاعرنا الشخصية.
أو ربما تكون الطريقة التي تتعامل بها مع نفسك هو المقياس النهائي لمدى رضائك عن نفسك وحياتك.
فهُناك العَديد من الأسباب التي يمكن اختيارها لنصّبح بسطاء ونبسط حياتنا، فمعظمنا مُحبط من الفوضى التي حوله وربما في بعض الأحيان يكتشف أنه أضاع وقته في تنفيذ بعض المهام، ولكن من هذا المنطلق ما لا نعرفه هو أن الفرح والسعادة لا يغني عنهما شيء، فهناك أشياء كثيرة تَستحق أن نُقدرها أكثر فأكثر وهذا الأمر يتطلب منا معرفة طاقتنا وتحملنا للظروف المحيطة بنا، فعملية التأقلم والانسجام للوصول على مرحلة القناعة رغم كل الصعاب التي نواجهها في حياتنا اليومية فهي تتطلب شيئًا مختلفًا تمامًا، تتطلب معرفة ذاتنا وقدراتنا والنظر إلى الواقع بصورة جدّية لنتقبل ما نحن عليه.
فالقناعة هي شريان الحياة لبساطتها ومن دون ذلك فإن السخط والتعاسة ستكون البديل عنها وتصبح عقبة مزعجة أمام الازدهار الكامل في حياة بسيطة وسعيدة، فالقناعة لا ترفع من مستوى يجعل الحياة ممتعة فحسب بل سيريح أجسادنا ويقلل من مستوى التوتر والأفكار السلبية، وعلى الرغم من عدم وجود مفهومًا شاملًا للقناعة فلا يزال بإمكاننا الوصول إليها مهما بلغت بنا الظروف.
لا يمكننا أبدًا تطوير القناعة بدون العطاء والامتنان فهما توأم روحي لا ينفصلان أبدًا والشخص المُمْتن هو من تَعلم التَّرْكيز على التفكير الإيجابي في حياته ويبتعد قدر الإمكان من الأفكار السلبية ولا يمكننا القول بأن هذا القرار سهل وإنما الانضباط البسيط المتمثل في التركيز على القناعة وتقبل نفسك على ما أنت عليه سوف يحول تركيزك بلا شك إلى أفكار إيجابية، وبالتالي ستتخلص من التوتر والضغوط النفسية.
غالبًا الأشخاص الذين يَفتقرون إلى الرضّا عن أنفسهم لا يستطيعون التَّحكم في سلوكهم، وأقصد أولئك الذين يُريدون كل شيء وفي أيّ وقت وفي أي زمن، وهذا النوع من التفكير غالبًا ما يصاحبه الشعور بالاستياء والضغوط النفسية، ولذا يجب أن تتحكم في سلوكك، تتحكم في مشاعرك، الشيء الذي لم تحصل عليه اليوم ستحصل عليه غدًا، إذا كنت تعاني من الحصول على شيء فكر بإيجاد البديل، لا تتوقف أبدًا، لا تَلُمْ نفسك ولا تعاقبها، تذكر أن سعادتك لا تعتمد على الاستحواذ على أي مُلكية وإنما تعتمد فقط على قرارك بأن تكون سعيدًا، وهذا ربما يكون أهم درس من دروس الحياة يجب أن تنظر إليه بجدية.
إذا طلبت مني جملة تُكتب بماء الذهب سأقول لك: لا تُقارن نَفسك بأحدٍ أبدًا وتحت أي ظرف مهما كان، نعم، إن مقارنة نفسك مع الآخرين ستؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس والاستياء، وبالطبع ستصادف في حياتك الكثير من الأشخاص من هم أفضل منك وربما يعيشون حياتهم أفضل منك ولكن ضع في اعتبارك نحن بني البشر دائمًا نقارن أسوأ ما نعرفه عن أنفسنا بأفضل الافتراضات التي نتخذها من الآخرين، فهؤلاء الذين تعتبرهم مميزين ليسوا أفضل منك بشيء وحياتهم ليست مثالية كما يتخيلها عقلك، لا بد أن تمتلك شيئًا يميزك عنهم، كل ما عليك هو أن تكتشف نفسك وتمضي قدمًا ولا تلتفت إلى الوراء فحياتك مختلفة عن الجميع، والسعي نحو النجاح هو الأفضل دائماً، لن تكون مميزاً حتى تتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين.
قدم المساعدة قدر المستطاع للآخرين، شاركهم آراءك وأفكارك ومواهبك، أعطِ جزءًا من وقتك لهم، فهذا سيساعدك أن تتعلم كيف تكون راضيًا عن نفسك وسَيقترب قَلبك أكثر من الناس وستمنحك هذه الممارسة الإنسانية الرائعة تقديرًا لنفسك قبل تقدير الآخرين أليك.
لاتكن راضيًا بما أنت عليه الآن بل كن راضيًا بما تملك، لا تتوقف أبدًا عن التعلم أو النمو أو الاكتشاف وافتخر بشخصيتك، قدِّم لنفسك مكافأة بعد كل تقدم تحرزه وكل إنجاز تحققه، ولكن لا تصبح أبدًا ضحية الاستياء ولا تسخط على أحد أبدًا فكل شيء يزول مع مرور الوقت، فقط أعطِ لنفسك فرصه، ولكن انتبه فالرضا عن النفس لا يعني الركود لترضى بكل شيء، وإنما أن تستمر في التعلم والنمو في حياتك ومُستقبلك، لا تكن راضيًا على نفسك إذا لم تتعلم شيئًا مفيدًا.
كُن أنت التغيير الذي تَرغب في رؤيته في العالم، وغيّر نفسك، وحاول أن تغيّر نمط تفكيرك وأعلن السّلام مع نَفسك والآخرين لتكن مسالمًا في داخلك وحاول أن توسّع فهمك للسلام فأنت حرٌ في اختيار المسار الخاص بك، وفي نهاية الكلام أقول: قم بتغيير نفسك لتغير العالم فالتغيير يبدأ من القناعة والقناعة كنز لا يفنى.
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
add تابِعني remove_red_eye 1,312
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
أيهما أفضل أن تكون حكيمًا أم ذكيًّا
link https://ziid.net/?p=73133