6 نصائح لطلاب سنة أولى جامعة

تخرجت من الثانوية ومتحمس جدًّا لدخول الجامعة؟ لعلك رسمت أحلامًا ووضعت الكثير من الآمال أليس كذلك؟

كلنا فعلنا، فالجامعة عالم مختلف تمامًا عن المدرسة، عالم أوسع من مبنى المدرسة الضيق وفصلك و صفّك ومديرك، وقد تظن أن الجامعة مجرد تحرر من لبس الزي المدرسي والاستيقاظ مبكرًا والطابور المدرسي، ولكن الحقيقة أن فترة الجامعة هي فترة هامة ومحورية في حياتك، إما أن تستغلها أو تضيع منك.

كيف تستغل فترة الجامعة؟

1- كن اجتماعيًّا

وانتبه على الفرق بين الاجتماعي والفضولي، لا أحد منا حتى أنت يحب الشخص الفضولي الذي يتطفل على الناس، ولكن كن الشخص الاجتماعي المبتسم المحبوب المساعد الناس، الذي دائمًا ما يبدأ بصباح الخير مع ابتسامة، تعرف على أكبر قدر ممكن من دفعتك، ساعد من يريد قدر استطاعتك ودون أن يؤثر ذلك على وقتك، كن اجتماعيا نعم ولكن لا تسمح لأحد باستغلالك.

و بالطبع عند الصداقة انتق أصدقائك جيدًا، ولفهم الفرق بين صديق العمر وصديق اللحظة وصديق المصلحة، وللأسف لا أحد يستطيع أن يقول لك ما الفرق، ستدرك ذلك أنت بنفسك مع الأيام بتعاملك مع الناس.

2- لا تبحث عن الحب

معظم من يدخلون الجامعة يبحثون عن المشاهد السينمائية، اثنان يصطدمان ببعضهما عند دخولهما قاعة المحاضرات فتقع الكتب والأوراق وتتبعثر وتختلط ويقعان فى الحب من أول نظرة. أو أن يجلس بجواركِ شاب وسيم للغاية يظل ينظر إليك، ثم يحاول الاقتراب منكِ ثم يتعرف عليكِ، ثم يقول لك الجملة الأسذج والأشهر في التاريخ (عيناكِ جميلتان للغاية ولكن بهما حزن غريب) ليشعرك أنه الوحيد على وجه الكوكب الذي فهمكِ من نظرتكِ.
حسنًا، دعنى أقول لكم أن ذلك غالبًا لن يحدث، وإن حدث وصدقتيه أو صدقتها فأنتم غالبًا لازلتم في مرحلة الطفولة الفكرية. الجامعة في المقام الأول مكان لتلقي العلم والخبرات الإنسانية، لا مكان لاختيار عروسة أو لجلب عريس، قد يحدث بالطبع أن يدق قلبك\كِ لشخص ما ويكون هو شريك حياتك\كِ وتكون الجامعة مكان لقائكما الأول ويكون هذا هو النصيب كما يقولون، ولكن ذلك سيكون ارتباطا جادًّا جدًّا ومسئولية من كلاكما لتنجحا سويًّا لتكونا معًا بقية العمر.

ولكن أغلب ارتباطات الجامعة تكون للتسلية، وبالطبع تؤثر على التحصيل الدراسي والخبرات الحياتية التي قد تكتسبونها من هذه الفترة، ناهيكم عن كسرة القلب من الارتباطات المتعددة التي يدخل فيها البعض بحثًا عن الحب لمجرد الحب ليس للشخص نفسه.

3- لا تضع الآمال زيادة

تخرجت في آداب تاريخ، واخترت أن أدرس التاريخ بإرادتي الحرة، ووضعت آمالا كثيرة على دراسته، فأنا الآن جامعية وسأدرس التاريخ كالمؤرخين وسأدرس فلسفة تاريخ وعلاقة التاريخ بالعلوم الأخرى وسأحلل الأحداث التاريخية وسأفهم منهج البحث التاريخي الذي يقوم به المؤرخون- حسنا هذا درسته ولكن قشور فقط- وسأفعل وسأفهم و و..
ولكن أغلب ذلك لم يحدث، فلقد درسنا التاريخ كمادة صماء كما درسناها في المدرسة، ولكن بطريقة أوسع قليلا، وظننت في سنتي الأولى أن فى السنة الثالثة سأتخصص في شعبة ما وصدمت أن ذلك لن يكون إلا فى الدراسات العليا.

الخلاصة، قد تدخل تخصصًا ما ثم تكتشف أن الدراسة غير ما تمنيت تمامًا، ولكن لا تجعل ذلك يصدمك أو يحبطك، فستتعلم فى الحالتين، وإن كنت اخترت تخصصًا إبداعيًّا كالرسم والموسيقى فلنتنبه إلى أن الدراسة الأكاديمية للفنون قد لا تكون غير ممارسته كهواية، ولكن كذلك لا تحزن واستفد من كل شيء تتعلمه.

4- اشترك في نشاطات مختلفة

كل كلية أو كل جامعة يكون لها نشاطات مختلفة- وأعتقد أن هذا ينطبق على الوطن العربي كله- من نشاطات ثقافية وفنية ورياضية وغيرها.
اختر أحد هذه النشاطات واشترك بها، ستجد أنك استثمرت وقتًا في أشياء ستفيدك، سواء كخبرات حياتية وتعامل مع الناس، أو كخبرة في تلك النشاطات في حد ذاتها، كنت في النشاط الثقافي في كلية الآداب جامعة القاهرة، وكان لي أصدقاء في جماعة الصحافة، هم الآن ما شاء الله من أهم الصحفيين الشبان في مصر ويمثلون مصر فى العديد من المحافل.

5- التحق بالدورات التدريبية

الوضع الآن مختلف تمامًا، فأنت في زمن كورونا، تستطيع أن تأخذ أي كورس في أي مجال في العالم من أرقي الجامعات وأنت في مكانك، وكذلك لا مانع من أن تأخذ كورسات في مجالات بالطريقة العادية، ولكن الاولى ستوفر عليك الوقت، أو بمعنى أدق لن تكون محكومًا بوقت، فالوقت في الكورسات الأونلاين مرن للغاية، وهناك العديد من المواقع التى توفر لك كورسات في مجالات مختلفة:

منصة إدراك وميزتها أنها بالعربية ومجانية وسهلة للغاية فى التعامل معها. يودمي وهذه لها سر فالعديد من المواقع توفر لك كوبونات مجانية أو لخصومات للموقع  مثل هذا مثلًا.

• Free Coupon Discount
• كورسيرا

بالطبع هناك العديد والعديد من منصات التعليم الألكتروني، ولكن هذا ما أعرفه وجربته في الحقيقة :D

6- استمتع بوقتك

فترة الجامعة ممتعة للغاية، فعلى الرغم من أنها فترة هامة، ولكنها تعتبر ليست فترة ما بعد الجامعة والعمل والزواج وغيرها من المسؤوليات سواء كنتم فتى أو فتاة، أستمتعوا بتلك الفترة على الوجه الأمثل، والتقطوا الكثير من الصور، اذهبوا مع أصدقائكم لأماكن كثيرة، أضحكوا كثيرًا، اصنعوا لأنفسكم ذكريات لا تنسى، ولا تنسوا أن لكل مرحلة زهوتها وحلوها ومرها، فالجامعة ليست أساس الشر، وليست جنة الله على أرضه، أي مكان، أي مرحلة أي شيء مهما كان في الحياة له حلوه ومرّه، علينا أن نستمتع بالحلو، ونتعلم من المرّ.

أتمنى لكم رحلة جامعية سعيدة، بل أتمني لكم حياة جديدة سعيدة.

إليك أيضًا

• إلى طلاب الجامعة: كيف تعيش حياةً جامعية لا تنسى؟   
• صباحات الجامعة.. المعلم الأول ومصدر القوة
• استغلال فترة الجامعة لاكتساب أكبر قدر من الخبرات والمهارات