5 إستراتيجيات للتخلص من الرهبة أمام الجمهور  

لم أخش قط الوقوف أمام كل زملائي في الدفعة والتحدث معهم عن إجابة التكاليف أو حتى شرح المحاضرة لهم إذا طُلب مني ذلك، ولكن بمجرد ذهابي لإستاد برج العرب لحضور مباراة مصر التاريخية في تصفيات كأس العالم التي أنقذنا منها الفرعون المصري محمد صلاح بضربة جزاء في آخر دقيقة في المباراة، وقتها فقط شعرت برهبة من كل هذا الحشد وتخيلت نفسي في المستقبل وأنا أقف في الملعب وأتحدث إليهم، وتساءلت هل سأستطيع أن أجد الكلمات وأربط الجمل ببعضها، وأجذب انتباههم لنهاية حديثي؟ وكانت الإجابة: كل شيء ممكن ولكن يجب أن تكوني شخصية أسطورية في عيونهم، ويجب أن تكوني شخصية كاريزماتية ذات حضور طاغي.

وقبل أن أحدثكم عن إستراتيجيات التخلص من الرهبة أمام الجمهور يجب أن أخبركم بما فعلته في الإذاعة المدرسية في رابعة ابتدائي، حينها كنا نحتفل بانتصارات أكتوبر وكانت أختي أكبر مني بعام فقط، وقامت بغناء أغنية “عاش اللي قال للرجال عدوا القناة”، وانتهت الإذاعة المدرسية في وقتها وذهبنا للفصول قبل موعد الحصة الأولى، ولكن في اليوم التالي غنيت أنا أغنية شعبان عبد الرحيم -رحمه الله- أنا بكره إسرائيل، وبسببها أصبحت أسطورة المدرسة، ليس بسبب حسي الوطني ولكن من أجل إنقاذ كل المدرسة من الحصة الأولى، وما أدراكم ما الحصة الأولى، أنها حصة اللغة الإنجليزية، وطبعًا كانت كل المدرسة مُجبرة على تلقي كل أنواع العذاب إذا تخلى عنا الحظ وتعثرنا في تسميع المفردات اللغوية.

دعونا الآن نتحدث عن إستراتيجيتنا للتخلص من الرهبة أمام الجمهور

1- تدرب أولًا

في العادة لا أنظر للمرأة أكثر من مرتين فقط في اليوم، ولكن إذا أردت أن تواجه أيّ شخص وتتحرر من ارتباكك؛ فعليك إذن أن ترتدي جيدًا وتستعد لرؤية نسخة جديدة من نفسك لم تتعرف عليها من قبل.

قف أمام المرآة وتحدث وكأن العالم بأكمله يقف أمامك ويستمع إليك، وحاول أن تتحدث بروية؛ فلا تكن سريعًا لدرجة أن تختفي بعض الكلمات والحروف، ولا تكن بطيئًا لدرجة الملل، وتذكر أنك يجب أن تكون جادًّا أثناء فترة التدريب؛ لأن تكرار نفس السلوك سيبرمج عقلك على تلك الكيفية التي تتحدث بها أمام المرآة.

2- استعد جيدًا

قبل أن تتحدث للجمهور يجب أن تثق جيدًا في المعلومات التي قمت بتحضيرها؛ لأن التحضير الجيد سيزيد ثقتك بنفسك، وإذا كان العرض التقديمي مكتوب ومصمم بشكل احترافي سيساعدك على كسب ثقة الجمهور في حديثك، وتذكروا أن أهم شيء يجب أن تفعله لكي تستعد بشكل جيد هو أن تعرف كيف تتعامل مع الوقت بذكاء وتشرح كل شيء في تلك الفترة القصيرة، وأن تجمع معلومات تكفي لمدة المحاضرة كي لا تضطر إلى إعادة نفس الأفكار مجددًا.

ولا تنسى أن ترتدي بشكل جيد لأن مظهرك الخارجي مهم جدًّا، وسيترك انطباعًا عن شخصيتك؛ فإذا أردت أن تبدو شخصًا رسميًّا أمام جمهورك فالطقم الرسمي سيفي بالغرض وإذا أردت أن تبدو شخصًا ودودًا أكثر فارتد أزياء بسيطة بعيدة عن التكلف والمبالغة.

وقبل أن أختم تلك النقطة يجب أن تتذكروا أن الخطط البديلة ستنقذكم؛ فناقلة البيانات “الفلاشة”، المحمل عليها العرض التقديمي قد تنساها أو قد تتعطل فجأة، وقتها يجب أن يكون معك أفكار المحاضرة في دفتر ملاحظاتك أو من الممكن أن تحتفظ بنسخة أخرى على هاتفك لتكون مستعدًا دائمًا للمفاجآت غير السارة.

3- أسقط الحواجز

أهم شيء في كسر الرهبة بينك وبين الجمهور هو أن تسقط الحواجز بينك وبينهم.. يعني تستخدم “إستراتيجية ذوبان الجليد” أخبرهم عن أيّ موقف كوميدي حدث معك أثناء مجيئك للمحاضرة أو أخبرهم أنك كنت تتوقع حضورًا أقل من هذا وأنك فخور بوجودهم، أو أدخل وأخبرهم أن المُحاضر حدث معه أمر طارئ لذا أرسلني أنا “توأمه” لإنجاز المهمة … إلخ، هدفنا هنا هو استخدام أيّ فكرة غير تقليدية تخطر على بالك لتريح الجمهور وتلطف أجواء المحاضرة، ولكن رجاءً حافظ على شخصيتك فلا تلقي نكتة سخيفة لأنها ستأتي بنتائج عكسية.

4- أشعرهم أنك تشبههم

كُلنا مر علينا أوقات كنا فيها نجلس مع الجمهور للاستماع لمحاضرات أستاذ الجامعة أو لمحاضرة تنمية بشرية أو حتى أمام شيخ الجامع للاستماع لخطبة الجمعة، وقتها كنا نشعر بالألفة تجاه أولئك الذين يتشابهون معنا، أولئك الذين يشعرون كما نشعر ويفكرون بطريقة تفكيرنا ويقولون ما نريد سماعه؛ لذا تحدث مع جمهورك وكأنك واحد منهم، وكلما زادت مشاعر الألفة بينك وبين جمهورك كلما قلت رهبتك لأن ملامحهم ستخبرك بمدى سعادتهم بالاستماع إليك.

5- تحدث بشغف

هل تعلم كيف تتخلص من خوفك أمام الجمهور؟ لو تحدثت عن شيء تحبه بشدة، يعني أخي على سبيل المثال يعتبر شخصية خجولة لحد ما؛ لكن إذا وصل الأمر لكرة القدم وقتها سيقف أمام ملايين البشر ويتحدث عن الدوري الإنجليزي والمصري والأسباني من الصباح للمساء؛ لذا لا تخف أبدًا من الجمهور عندما يتعلق الأمر بالتحدث عن شيء تحبه.

في الختام

حدثتكم كثيرًا عن النجاح، ولكن لم أخبركم أن إيصال فكرتك بشجاعة هي نجاح في حد ذاتها؛ لهذا السبب أخبركم بآخر إستراتيجية في حديثنا اليوم وهي القدرة على التواصل بشكل جيد مع الآخرين؛ لأن التواصل الفعّال هو أول خطوة وأهم خطوة يجب أن تتعلمها إذا أردت التحدث للجمهور بلا خوف.

إليك أيضًا

• الشغف والعمل من المنزل: كيف بدأت تجربتي في عالم العمل الحرّ؟
• في شهر المرأة… نساء عاديات تأثرت بهن
• كيف أتعامل مع الفراق بعد الطلاق؟