كيف تُصبح موظفًا يصعب الاستغناء عنه؟

يشكّل الأمن الوظيفي مصدر قلق كبير للعديد من الموظفين اليوم. تقول “ريتا فريدمان” المستشارة المهنية وكاتبة السيرة الذاتية في فيلادلفيا: “إن معرفة أنه يُستعان بمصادر خارجية للعديد من المناصب أو يُستغنى عنها، يجعل من الصعب للغاية تصديق أن وظيفة أي شخص آمنة تمامًا، ولكنك تجد -في أي مكان عمل- أشخاصًا لا يمكن الاستغناء عنهم مهما حدث، لأن الإنتاجية ستتوقف بمجرد إيقافهم عن العمل، ولا يقتصر الأمر على المديرين التنفيذيين من المستوى (ج) بل يمكن أن يكون موظفًا على أي مستوى في أي قسم من أقسام المؤسسة”.

يضيف “آندي تيك” مؤلف كتاب “من التخرج إلى الشركة – From Graduation to Corporation” وصاحب قناة تحمل ذات الاسم على اليوتيوب “كونك موظفًا لا غنى عنه في العمل يعني أن المشرفين لديك يعتمدون عليك كثيرًا لدرجة أنه بدونك قد تتأثر إنتاجية قسمك، نظريًا على الأقل، حيث في أذهان مشرفيك وربما زملائك في العمل أنت عنصر أساسي للنجاح الشامل للقسم أو حتى الشركة”.

لا يمكن الاستغناء عنه أم لا يمكن تعويضه؟

تشير “إيمي هوفر” مؤسسة شركة Talent Zoo إلى كون البعض يخلطون بين ألّا يُستغنى عنه ولا يمكن تعويضه، لكنهما ليسا نفس الشيء. “كما يُقال: الجميع قابل للاستبدال، ولكن أن تكون موظفًا لا غنى عنه يعني أنك جيد جدًّا وفعال في وظيفتك، وأن رئيسك وزملاءك في العمل لا يريدون تخيل استبدالك”.

كيف تُصبح موظفًا يصعب الاستغناء عنه

أدِ العمل المهم لا السهل

يمكن لمعظم الموظفين العثور على مهام في العمل تبقيهم مشغولين، لكن لتصبح موظفًا لا غنى عنه، ستحتاج إلى التعمق والتفكير حقًّا في العمل الذي يهم الشركة ونجاحها. تعامل مع هذه المشاريع أولًا.

احتكر مهارة معينة

ابحث عن بعض المهام التي يجب أن تقوم بها المنظمة وتأكد من أنك الشخص الوحيد الذي يعرف كيفية القيام بها. وبذا عندما يترك موظف ما -لديه بالفعل مهارة فريدة- الشركة ستتاح لك الفرصة فتتدخل لتحل محله. أو ستترقى تلقائيًّا عندما تُطلق مبادرة جديدة تتطلب مهارة لم تمتلكها الشركة من قبل.

كن مستعدًا لتقديم المزيد

هذا لا يعني أنه يجب عليك “تجاوز” رئيسك في العمل، ولكن إذا كان لديك الوقت والوسائل لتقديم أكثر قليلًا مما هو متوقع، فيمكن أن تقطع شوطًا طويلًا في رحلتك. فدومًا ما يحتاج المديرون إلى المساعدة والدعم لأداء وظائفهم بشكل جيد، ووجود عضو فريق موثوق به له تأثير كبير.

تذكر: يعمد معظم الموظفين لتنفيذ المهام فحسب، ولكن إذا كنت من القلائل الذين يبتكرون باستمرار أفكارًا جديدة ويتحملون مسؤوليات جديدة ليست مطلوبة منهم، فإن هذا سيقطع شوطًا طويلًا في جعلك لا غنى عنه. عدا ذلك: التطوع في المشاريع التي لا يرغب الموظفون الآخرون في العمل عليها سيعزز وضعك كموظف لا غنى عنه.

إتقان مهارة غير مطلوبة منك

سواء كانت الطلاقة في اللغة الصينية أو مبادئ تطوير مواقع الويب، أو طريقة خاصة لتهدئة العملاء الغاضبين، فإن القدرة على التواصل على مستوى آخر تعتبر ذات قيمة عالية.
لا تعرف أبدًا متى ستحتاج الشركة للوصول إلى عميل على الجانب الآخر من العالم أو تحديث موقعها على الويب بسرعة، ولكن قد يكون من المطمئن جدًا للإدارة العليا أن تعرف أن هناك شخصًا ما في الموظفين يمكنه التكفل بهذه المهام.

كن منتجًا، لكن لا تجعله سباقًا

معظم الموظفين يساوون بين النجاح والإنتاجية وبين القيام بمعظم العمل، والقيام به بشكل أسرع، وهذا ليس صحيحًا دائمًا. خذ وقتك للقيام بالعمل بشكل صحيح ومدروس. في كثير من الأحيان عندما تفعل هذا يمكنك اكتشاف طرق أفضل وأكثر كفاءة لإنجاز المهمة وبمجرد عرضها على طاولة الاجتماعات، مرحى! أنت الآن موظف لا غنى عنه لرئيسك وشركتك.

كن فعّالًا ضمن الفريق

لكي تكون موظفًا لا غنى عنه، لا تحتاج فقط إلى إثبات نفسك لمديرك المباشر، بل لزملائك في العمل أيضًا. فإذا كانوا يتطلعون إليك دائمًا لقيادتهم، ويرون فيك الشخص المناسب في جميع المشاريع، على الرغم من أنك لست مشرفًا عليهم، فهذا سيضعك في مرتبة مختلفة كثيرًا.

ابق على اطلاع تام بأحدث التقنيات

تتغير اتجاهات التكنولوجيا والصناعة باستمرار، لذلك إذا كنت تتعلم باستمرار تقنيات جديدة وتواكب الاتجاهات، فستظل لاعبًا لا يقدر بثمن لفريقك في الشركة.

حاول دائمًا تقديم الحلول

هل تعلم الشيء الوحيد الذي يشكو منه كل شخص في العمل دائمًا؟ ربما يكون منصة التجارة الإلكترونية سيئة التصميم، أو طريقة تنظيم المستودع، أو نظام الكمبيوتر الذي يحتوي على بعض الثغرات الخطيرة حقًّا. مهما كان الأمر، بدلًا من التعاطف السلبي، ابحث عن طريقة لإصلاحها (أو على الأقل، طريقة لحلها باستمرار) ليس بالضرورة أن يكون لديك خبرة في مهارة صعبة مثل إنشاء جداول محورية في “إكسل” ولكن إذا كنت الشخص الوحيد الذي يمكنه جعل الطابعة تتوقف عن إتلاف الورق، فقد تجد نفسك متقدمًا على باقي زملائك.

في الختام

ضع في اعتبارك أنه لا أحد لا غنى عنه حقًّا. إذا غادرت، طالما أن المنظمة تعمل على الأقل بشكل طفيف، فستجد طريقة للبقاء بدونك. ومع ذلك ستمنحك الإستراتيجيات المذكورة أعلاه فرصة لأن يُنظر إليك كموظف لا غنى عنها، وهو ما يؤمن لك الأمان الوظيفي بشكلٍ أو بآخر.

إليك أيضًا

٧ علامات أساسية تخبرك أنه حان وقت التقاعد

36 عادة في مكان العمل تساعدك للحصول على حياة مهنية أفضل

10 أخطاء عليك تجنبها في بيئة العمل