تربية الأطفال ليست مهمة سهلة، ولا تمر سريعًا، بل تحتاج إلى وقت وجهد وكذلك تخطيط ومذاكرة، خاصة في مرحلة ما قبل المراهقة، وذلك لأن هذه المرحلة تعد الفترة الأنسب لتعليم الفتاة الكثير من المهارات الحياتية كالصدق والحزم والتعاطف مع الذات وكذلك تطوير علاقة إيجابية مع جسدها ومظهرها. لا تهملوا هذه الفترة واستغلوها بأفضل شكل لكي تأهلوا بناتكم لمرحلة المراهقة والشباب ومن ثم النضج.
إليك المهارات الأساسية التي يجب أن تعلميها لابنتك قبل الـ13
أولًا: احترام مشاعرها والتعبير عنها
هناك تصور نمطي شائع أن الفتيات والنساء على اتصال جيد بمشاعرهن بصورة طبيعية وفطرية، يمكنهن التواصل مع أنفسهن بسهولة وبالتالي يمكنهن التعبير ببساطة عن المشاعر التي يمرون بها، ولكن للأسف هذه الصورة النمطية غير صحيحة وتؤدي إلى صورة مغلوطة عن النفس، فأحيانًا تمر النساء والفتيات بالكثير من المشاعر الغامضة فلا يتمكن من اتخاذ القرارات.
هذا الافتراض يجعل أغلب الآباء يهملون تدريب الفتيات على تعلم الذكاء العاطفي، والذكاء العاطفي نقصد به هنا امتلاك القدرة على وصف ونقل مشاعرهن الإنسانية، ولكن في حالة التسليم بالفكرة النمطية التي سبق وتحدثنا عنها تتعلم الفتاة أنها سعيدة ومحبوبة فقط، مما يجعلها تخفي مشاعرها ولا تعترف بالتجارب الصعبة التي تمر بها.
التعبير عن المشاعر الحقيقية مهما كانت صعبًا أو مُرْبكًا وأخذها على محمل الجد دون إنكار يساعد الفتاة في النضج العاطفي والنفسي.
ثانيًا: التعاطف مع الذات
تميل الفتيات إلى انتقاد أنفسهن بشكل حاد، فالمجتمع يربي الفتاة ويغرس فيها ضرورة أن ترضي كل من حولها وهو ما يضع الفتاة في موقف صعب بين ما تريده حقًا وخوفها من أن تخذل من حولها، والمراهقة من أصعب المراحل التي يمر بها الشاب أو الفتاة بسبب المشاعر السلبية التي تعتريهم وتجعلهم أكثر عرضة للأفكار السلبية والإصابة بالاكتئاب.
لا بأس من الخطأ أو من الفشل أحيانًا، علموهن أن يترفقن بأنفسهن وأن يتعاطفن مع ذواتهن.
ثالثًا: تنمية علاقة إيجابية مع جسدها
بحر من صور السيلفي وبرامج الواقع التي تخلق صورة ضبابية حول الشكل المثالي للحياة، لجسد الفتاة، للملابس والإكسسوار وحتى الصداقات، كل هذه الأشياء تجعل الفتاة المراهقة تنظر إلى نفسها وتقارن بين ما تمتلك وبين ما تراه عبر الشاشات، وغالبًا ما تنتهي إلى الشعور بالنقص والدونية الناتج عن الفرق بين الواقع وبين ما تراه عبر التطبيقات المختلفة.
يمكن أن تساعد الرياضة في تطوير هذه العلاقة الإيجابية بين الفتاة وجسدها ورؤيتها لما تمتلك من قدرات جسدية وهو ما سيساعدها على تقبل نفسها ليس فقط من خلال المظهر ولكن من خلال قدرتها على التحمل وما تقوم به. وقد أكدت الأبحاث أن الرياضة تدعم الثقة بالنفس، وذلك لأن الفتاة التي تشعر بقدراتها الجسدية تشعر بالثقة ولا تخجل من جسدها.
رابعًا: الصداقة
الصداقة من الأمور ذات الأهمية القصوى التي نشجع الفتيات على تكوينهن ولكن للأسف قد يؤدي هذا إلى تركيز الفتاة بشكل كبير على علاقاتها الفردية بالصديقات مما يجعلها تقدم التنازلات أو اللجوء إلى تصرفات غير متوازنة لكي تحافظ على علاقاتها بالصديقات. بالطبع من المهم تكوين الصداقات ولكن ليس على حساب الصحة النفسية للفتاة.
خامسًا: التعامل مع التنمر
لا يوجد أب أو أم يحب أن يعرف أن ابنته/ ابنه يتعرض للتنمر أو هو /هي شخصيًّا المتنمر، ولكن تعليم الفتاة أن تتعامل مع هذا السلوك أصبح ضرورة وذلك لأن الفتاة غالبًا ما تشعر بالعجز عن الدفاع عن نفسها وقد تشعر بالحرج من طلب المساعدة من شخص أكبر، وبالتالي تعد هذه المهارة أساسية لتشجيع الفتاة ضد سلوك التنمر واللجوء إلى الشكوى.
سادسًا: حماية نفسها من الاعتداءات الجنسية
نعم يجب أن تتعلم الفتاة أن تحمي نفسها من الاعتداءات الجنسية مهما كانت بسيطة حتى وإن كان تحرشًا لفظيًّا، يجب أن تتعلم الفتاة الأسماء الصحيحة لأعضاء جسدها خاصة الأعضاء الجنسية، وأن تعرف جيدًا حدود المسموح والممنوع كي لا تتعرض الفتاة للتحرش دون أن تعي الأمر. وكذلك يجب أن نعلم الفتاة طريقة التصرف الصحيح في حال التعرض لهذه المشكلة.
سابعًا: اتخاذ القرارات
اتخاذ القرارات والقيادة من المهارات التي تحتاج إليها كل فتاة، ولدينا العديد من النماذج لسيدات عظام في القيادة والحكم مثل: أنجيلا ميركل وهيلاري كلينتون وغيرهن من القائدات الناجحات، تطوير المهارات القيادية يساعد الفتاة على النضج والتصرف بعقلانية، وكذلك تحدي الصورة النمطية للفتاة الضعيفة التي تحتاج إلى الذَّكَر في كل أمور حياتها.
تربية ابنتك تحدٍّ تحتاج إلى الفوز فيه، تحتاج أن تبذل جهدًا وعاطفة وأن تساعدها في الشعور بأهمية ذاتها وطبيعتها الفريدة والمميزة، أنت قدوة لابنتك وكل ما تفعلينه سيحدد ما هي في المستقبل وما ستؤول إليه حياتها.
إليك أيضًا:
دليلك الكامل لمرحلة مراهقة أفضل وأسهل مع ابنتك
link https://ziid.net/?p=76429