5 أساطير عن الوحدة  

ما الذي يتبادر إلى الذهن عندما تفكر في الشعور بالوحدة؟ ماذا قرأت عنها في الأخبار؟
من خلال قراءاتي، وجدت أنه غالبًا ما يكون هناك تناقض بين ما يقوله البحث والافتراضات الشائعة. دعونا نكسر أهم خمس أساطير.

الخرافة الأولى: الوحدة والعزلة الاجتماعية وجهان لعملة واحدة

غالبًا ما يتم استخدام هذه المصطلحات بالتناوب، لكنها في الواقع مختلفة. العزلة الاجتماعية هي الحالة الموضوعية لكونك وحيدًا.

في المقابل، الوحدة هي التجربة الذاتية للانفصال، هذا يعني أنك قد تكون حول أشخاص آخرين، لكنك ما زلت تشعر بالوحدة. يمكن أن تنشأ الوحدة من عدم الشعور بالرؤية أو الفهم أو التحقق من الصحة، ويمكن أن يأتي من قضاء الوقت مع أشخاص لا يشاركونك قيمك أو اهتماماتك، ويمكن أن يأتي أيضًا من العديد من التفاعلات السطحية وعدم وجود روابط أعمق بما يكفي.

على سبيل المثال، أفاد 47% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في دراسة وطنية أن علاقاتهم ليست ذات مغزى، وقال 58% إن لا أحد يعرفهم جيدًا، وشعر 61% أن مصالحهم لم يشاركها الأشخاص من حولهم. هذا هو السبب في أنه ليس عدد الروابط الاجتماعية التي لديك، ولكن جودة تلك الروابط الاجتماعية هي الأكثر أهمية. هذا التمييز مهم بشكل خاص أثناء الوباء. على الرغم من أن الكثير منا قد يكون معزولًا جسديًّا، إلا أننا لا نضطر إلى الشعور بالوحدة.

الخرافة الثانية: الوحدة دائمًا ما تكون سيئة

سأكون أول من يقول إن الوحدة يمكن أن تؤثر سلبًا على صحتك، في حين أن الاتصال يعزّز الرفاهية، لكن هذا ليس صحيحًا دائمًا.

يشعر الجميع بالوحدة من وقت لآخر، إنها تجربة إنسانية طبيعية وطريقة أدمغتنا لإعلامنا بأننا لا نحصل على شيء نحتاجه، ويمكننا التفكير في الشعور بالوحدة على أنه دعوة للتواصل مع أنفسنا، والتفكير في احتياجاتنا الصحية الاجتماعية، واتخاذ إجراءات لتحديد أولويات الاتصال. يمكن أن تكون الوحدة أيضًا مصدرًا للإبداع وإلهام الفنانين والكتاب للتعبير عن تجاربهم.

أظهرت الدراسات أن الوحدة تصبح مشكلة عندما تكون مزمنة. إذا كنت تشعر أن علاقاتك لا تفي بفترة طويلة من الوقت، فقد تكون معرضًا لخطر الإصابة بمشكلات صحية مثل الالتهاب والاكتئاب وأمراض القلب. على المدى الطويل، تضغط الوحدة المستمرة على الجسم وتعيث فسادًا في الصحة.

الخرافة الثالثة: الوحدة هي مشكلة كبار السن

قد تكون هذه الأسطورة وليدة من التفرقة العمرية، وليس البيانات، اتضح أن الشعور بالوحدة أكثر شيوعًا بين الأجيال الشابة.

وجدت إحدى الدراسات في الولايات المتحدة أن الجيل Z و جيل الألفية يشملون نسبًا أكبر من الأشخاص الوحيدين مقارنةً بالموظفين.

في الآونة الأخيرة، ركزت العديد من الجهود لمعالجة الشعور بالوحدة على نطاق واسع على كبار السن. بينما يجب الاحتفاء بجهود مثل هذه، يحتاج صانعو السياسات والمبدعون وبناة المجتمع أيضًا إلى اتخاذ إجراءات لتحسين الرفاهية الاجتماعية للشباب والشباب. كنقطة انطلاق، يتضمن هذا المورد أكثر من (100) أداة اتصال للأشخاص من جميع الأعمار.

الخرافة الرابعة: الوحدة سببها التكنولوجيا

هذا أكثر تعقيدًا بعض الشيء، فمن المؤكد أن العادات التقنية غير الصحية مثل التمرير بلا وعي عبر الخلاصات الاجتماعية يمكن أن تجعل الناس يشعرون بالوحدة والبؤس، ويمكن أن يكون الحد من الاستخدام مفيدًا.

ومع ذلك، يمكن أن تكون التكنولوجيا أيضًا رابطًا قويًّا، حيث تساعدنا على التعرف على أشخاص جدد وتنظيم التجمعات والاتصال عن بُعد. هذا ينطبق بشكل خاص على كبار السن وغيرهم من الأشخاص الذين قد يكونون معزولين بسبب الإعاقة أو الجغرافيا؛ ثم تصبح التكنولوجيا أداة أساسية للبقاء على اتصال والبحث عن الدعم الاجتماعي.

ذكرت إحدى الدراسات أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يرتبط عمومًا بالرفاهية الاجتماعية، لكن الارتباط العاطفي بها يرتبط بالصحة السلبية. وبالمثل، أشارت دراسة أخرى إلى أن استخدام الهاتف الذكي يمكن أن يقلل الشعور بالوحدة إذا كان الشخص يشارك مع شخص آخر، ولكن يمكن أن يسبب التوتر بخلاف ذلك. خلاصة القول هي أن استخدام التكنولوجيا بالطرق الصحيحة يمكن أن يساعد في منع أو تخفيف الشعور بالوحدة.

الخرافة الخامسة: الوحدة تعني أنك بحاجة إلى أصدقاء جدد

إذا انتقلت للتوّ إلى مدينة جديدة، أولًا تشعر بأن لديك العديد من الروابط الاجتماعية التي تريدها، فقد تستفيد من تكوين صداقات جديدة.

لكن الطريقة البديلة لتحسين صحتك الاجتماعية تتمثل في تقوية علاقاتك الحالية، ويمكننا جميعًا الاستفادة من القيام بذلك. درس الباحثون الإفصاح عن الذات (أي مشاركة المعلومات الشخصية والمشاعر) كمفتاح لتطوير العلاقات الوثيقة. على سبيل المثال، يسرد هذا المورد التطبيقات وألعاب الورق والأدوات الأخرى لمساعدتك على تخطي الأحاديث الصغيرة والتعمق أكثر في المحادثة.

الوحدة هي تجربة دقيقة تظهر بطرق مختلفة لأسباب مختلفة. الآن وقد كشفنا زيف بعض الخرافات الشائعة، يمكننا التركيز على تحسين إحساسنا الفردي والجماعي بالرفاهية الاجتماعية.

إليك أيضًا

• وحش الوحدة، أنهرب منه أم نتعايش معه؟
• الشعور بالوحدة: خنجر يقتل السعادة
• ٧ أنواع من الوحدةِ وأثرُها على الإنسان