4 طرائق يحسّن بها “العلاج بالصمت” صحتك النفسية

بالعودة إلى عام 1996، أذكر أنني حضرت جلسة علاج بالصمت للمرة الأولى في حياتي. وقد كانت عبارة عن علاجٍ بوذيّ يقوده المعلّم “ثيت نات هانه”. وكنت جديدًا على التأمل، وغير متأقلمٍ أبدًا مع البوذية، لذا لم تكن لديّ أدنى فكرة عمّا يجب أن أتوقع.

إن صديقًا لي في مدينة ميامي – حيث كنت أقطن في ذلك الوقت – أخبرني عنها بحماسٍ رائع! وقال لي أن العلاج كان سيقام في مدينة كي ويست؛ وهو مكانٌ لم أزره قط. لم أكن قد سمعتُ قبلها عن “ثيت نات هانه”، لكنني اكتشفت أنه إن أردتُ أن أتعلّم التأمل، فإن التدرّب مع معلّم بوذيّ كان فرصةً ممتازة. لقد كانت تلك تجربةً غيّرت مسار حياتي. الآن، أنا أقود سنويًا علاجات بالصمت لمساعدة الناس على تغيير حياتهم كما فعلتُ في جلستي الأولى للعلاج.

كيف يحسّن “العلاج بالصمت” صحتك النفسية؟

هنالك طرائق مختلفة يحسّن بها علاج الصمت صحتك النفسية، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر. إليك أكثر الطرق الشائعة.

1. التغلب على التوتر والقلق

أحد فوائد التأمل التي غالبًا ما يوصف بها هي التغلب على التوتر والقلق. الكثير منّا حيواتهم مزدحمة للغاية، لدينا وظائف شاقّة، وعائلاتٌ نعتني بها، والتزامات مادية، وغيرها من النشاطات. يمكن أن يؤدي هذا بنا إلى التشديد على كيفية الحفاظ على كل شيء تحت السّيطرة.

عندما تكون في علاج صمت، تحصل على راحة من كل مسؤولياتك، وتكون لديك الفرصة في جعل دماغك يسكن. هذا وحده هو ما سيجعلك تتخطى التوتر والقلق.كما ترى، ليس لدينا الكثير مما يحدث في حياتنا فقط، بل ولدينا أيضًا الكثير مما يجري في بالنا أيضًا، وهذا هو ما يساهم في شعور أن تكون مغمورًا.

2. يصبح لديك وضوح أكثر

يستغرق الأمر من ذهنك ما يقارب 24 ساعة من الصمت للهدوء. وحينما يستقرّ بالك، ستبدأ بشكلٍ طبيعيّ برؤية الأمور بوضوحٍ أكبر. هل لاحظت يومًا كيف أن الذهاب في نزهاتٍ قصيرة أحيانًا يساعدك في تصفية ذهنك؟ في العلاج بالصمت، فإن ذلك التأثير يكون أعظم.

تصوَّر الأثر الذي يمكن أن يحدث على حياتك. ستكون قادرًا على فهم نفسك بشكلٍ أفضل، بالإضافة إلى العالم من حولك. سيؤدي هذا إلى قرارات أفضل يمكنها أن تُحدث تغييراتٍ – على المدى البعيد – في مسار حياتك. وقد ذكر العديد من المشاركين في علاجنا أنّهم اكتسبوا منظوراتٍ جديدة لحياتهم، واستمرّ ذلك في الحدوث حتى بعدما انتهى العلاج.

ربّما إن المنفعة الكبرى من اكتساب الوضوح هي أن العالم سيبدو منطقيًّا أكثر بكثير. سيبدأ الارتباك بالاختفاء، ونتيجةً لذلك، ستكون قادرًا على ملاحقة أهداف حياتك دون تردد.

3. تطوير الانضباط الذهني

هنالك قصةٌ بوذيّة قديمة حول رجل يمتطي حصانًا، وهي تستعمل لتوضيح ما يفعله عقل السّباق لنا. ذات يوم، كان الرجل ممتطيًا حصانه مسرعًا على الطريق وبإصرارٍ كبير. أحد المارَّة صرخ عليه قائلاً: “إلى أين أنت ذاهب؟” ردّ عليه صاحب الحصان “لا أعلم، اسأل الحصان!” إن عقل السباق لدينا يفعل نفس الشيء بالنسبة لنا: فهو يأخذنا في رحلة ، ولا نعرف إلى أين تسير الأمور.

لا يملك معظم الناس كثيرًا من الانضباط الذهني، ولا يعتقدون أنه من الممكن أن يتحكموا بعقلهم. ويجعلون عقل السباق يتحكم بحياتهم. عندما يستقر بالك، ستكون لديك قدرةٌ أكبر على تركيز انتباهك، وبالتالي سيطرةٌ أكبر على ذهنك. بالإضافة إلى أن ذاكرتك ستجرّد تفكيرك وسيتحسّن إبداعك.

4. تحكُّم أكبر بعواطفك

كل عواطفك تحفّزها أفكارك، إما بوعي أو بدون وعي. لذلك إذا كان ذهننا غارقًا بالأفكار، فهو أيضًا غارق بالمشاعر. عندما يهدأ ذهنك في جلسة علاج بالصمت، ستحسّ فعليًا بمشاعر أقل. بالإضافة إلى أنّك – مع زيادة الوضوح – ستكون قادرًا على إغلاق جروح الماضي، وتجعلها تتأجج في عقلك الباطن.

وهنالك طريقة أخرى يمكن للعلاج بالصمت أن يحسّن بها التحكم بعواطفك؛ وهي جعل إدراك الذّات أكبر وتطويره. عندما يكون بالك صافيًا أكثر، تقلّ الأفكار غير الضروريّة في ذهنك، تلك الأفكار التي تعيق قدرتك على التحكم بنفسك.

ملاحظة المترجم: كاتب المقال هو “تشارلز أ. فرانسيس”؛ أستاذ تأمّل ومدير معهد التأمل والتركيز الذهنيّ.