3 إستراتجيات لتحقيق الاتزان الروحي مع نجاحك
النجاح وحده لا يكفي في هذه الحياة يجب أن يشعرك نجاحك بالاطمئنان والسعادة والثقة بالنفس
add تابِعني remove_red_eye 29,562
هل شعرت من قبل بحزن أو قلق بعد مرورك بشيء سعيد أو بعد تحقيق نجاح باهر؟ لا أعرف ما إذا قد مررتم بتلك اللحظات من قبل أو لا، ولكن دعوني أصيغ السؤال مرة أخرى بطريقة مختلفة.. هل جلب لكم النجاح الرضا والسعادة والاطمئنان أم حققتم نجاحًا ولكنكم شعرتم بالخوف والقلق والتردد؟
أحيانًا يتوقف شعورنا بالنجاح على ما تقوله أرواحنا، وللأسف أغلبنا يسير في طريق واحد فقط ويحقق نجاحاته في هذا الطريق ولكنه ينسى تمامًا أن حياته أكبر بكثير من سيره نحو النجاح كالقطار بلا فرامل، أعلم أن هناك قراء كُثر مروا بما شعرت به، ولهذا السبب قررت أن أشارككم كيف أشركت روحي في نجاحاتي وكيف حاولت أن أحقق التوازن الروحي والعاطفي والاجتماعي في حياتي من أجل تهيئة حالتي النفسية لاستقبال النجاح والسعادة.
1- ابدأ من جديد
هل تعلمون كيف أبدأ حديثي معكم؟ أسجل عناوين الأفكار فقط وأترك الباقي لقلبي، هو من يتحدث معكم، وأعتقد أن القدر يساعدني على إيصال أفكاري إليكم؛ لأنه يربط أفكاري معًا بطريقة غريبة جدًا لدرجة أن الفكرة التي تسكن في فص مخي الأيمن تجد طريقها سريعًا لأفكار الفص الأيسر، والآن دعوني أوضح تلك الألغاز، وأشرح بوضوح كيف أن البدء من جديد يساعدك على التوازن.
هناك فتاة كانت تحب شخصًا جدًّا ولكنها صُدمت منه بعدما رشح لها صديقه لخطبتها، وقتها الفتاة لم تفكر جيدًا ووافقت على الفور ولكنها شعرت بعد لقائه أنها ارتكبت خطأ جسيمًا لذا حاولت الانسحاب، مع العلم أن حياتها كانت ستكون أفضل لو عالجت نفسها روحيًّا أولًا قبل الإقدام على تلك الخطوة؛ ففي الظروف العادية -بعيدة عن تلك الصدمة- كان من المفترض أن تسعد لمقابلة هذا الشخص المميز، ولكن نظرًا لروحها المثقلة بأعباء الماضي، والتي لم تتعامل معها بطريقة صحيحة؛ فأيُّ شيء إيجابي سيحدث لها الآن سيشعرها بالعبء والضغط النفسي.
لهذا السبب بالتحديد يجب أن تُصلح روحك وتعالجها من ندوب الماضي؛ لأن الروح لا تحرك المشاعر فحسب ولكن أنت نفسك لا تستطيع الصمود طويلًا بدون دعمها لك.
2- لا تقل نعم
كلمة “لا” خلقت لنستخدمها، ولكن أغلب البشر -وأنا كنت منهم- اعتادوا على حذف تلك الكلمة من قواميسهم لأسباب كثيرة إما لإسعاد الآخرين على حساب أنفسهم أو من باب الاحترام والخجل من رد الآخرين خائبين، وفي الحقيقة وراء كل كلمة “نعم” أُجبرنا عليها تكمن روح مُنكسرة، ومع الوقت تكسرات الروح تلك لا تستطيع التعامل مع أحاسيسنا بشكل صحيح؛ فتتعامل مع الحزن والفرح بفتور وتتعامل مع النجاح والفشل بلامبالاة … إلخ.
هل علمتم الآن لماذا أصبحنا كائنات لا تشعر بالسعادة كما كنا من قبل؟ لأننا توقفنا عن قول “لا”.
3- ابحث عن العلاج بداخلك
هل ستصدقونني إذا أخبرتكم أن 90% من علاج أيّ مرض نفسي أو بدني يكمن بداخلك وليس في الأدوية؟ صدقوني لأني جربت العلاج الذاتي لعلاج نفسي من المرض النفسي والبدني.. هل تعرفون مصطلح” اضطراب ما بعد الصدمة”؟
هذا ما تعرضت له منذ صغري، وليست صدمة واحدة بل صدمات متعددة، ولكني تجاوزتها بنفسي ولا أتباهى بذلك، وبسبب ذلك بدأت أحب نفسي وأقدرها وبمجرد استرجاع ذكرياتي ومواقفي التي أدرتها بذكاء حينها فقط تزداد ثقتي بنفسي، وبالنسبة للمرض البدني؛ فمِن قراءتكم لمقالاتي السابقة أكيد اكتشفتم بالفعل كيف صمدت حتى الآن، وهذا بالضبط ما أحدثكم عنه، وهو أهم إستراتيجية في مقالة اليوم وهي أن تساعد نفسك بنفسك لأن الحياة ستمتحنك بالمرض والخيانة والفقر والفشل، وحتى النجاح قد يكون اختبارًا قاسيًا في بعض الأحيان، ولكن إذا لم تعالج نفسك وتجدد روحك باستمرار فتأكد أن لا أحد بالكون سيساعدك على التحرر من تلك الأحزان التي تسكن قلبك.
في الختام
أباطرة التنمية البشرية ينظرون للسعادة باعتبارها نتاج لعوامل كثيرة، وتلك العوامل هي حياة عملية ناجحة وأسرة سعيدة وعلاقات اجتماعية جيدة، وروح متزنة، واكتفاء مادي، ولكن لنتحدث بشكل واقعي، ونتساءل: هل يوجد شخص في العالم كله حياته مثالية هكذا كما يصفون؟
بالطبع لا؛ فلا وجود لبشري على الأرض لم يُمتحن، ولذلك لن نستطيع تحقيق تلك المعادلة الصعبة، ولكن بإمكاننا أن نُنقذ أرواحنا على الأقل لأنها أساس كل شيء؛ فإذا كانت روحك سعيدة ومطمئنة ستستطيع تحقيق كل ما تتمناه وإذا فقدت شيء سواء كان ماديًّا أو معنويًّا، وواجهت اختبارات الحياة القاسية ستقول بكل رضا: قدر الله وما شاء فعل.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,562
هل تبحث عن الاتزان الروحي؟ .. إليك هذا المقال
link https://ziid.net/?p=93308