تمارين الكتابة: كيف يتجاوز الكاتب شح الأفكار والإلهام؟
يُعاني في كثيرٍ من الأحيان الكتاب من شُحّ الأفكار ونقصٍ في الإلهام، إنه أمر طبيعي ويصيب جميع الكتاب من وقت لآخر.
add تابِعني remove_red_eye 21,476
تحتاج الكتابة دومًا إلى أفكار، إلى تطوير طريقة تفكير ذهنك ليدلك على المواضيع والمقترحات بصفةٍ دائمة، فالكاتب خاصة الذي تعتبر الكتابة مصدر دخله ومهنته، يكون في سباقٍ دائمٍ مع الوقت ومع قدرتهِ الإبداعية، ليتمكن من إنتاجيةٍ جيدة كمًّا ونوعًا. فكثيرًا ما يعاني الكاتب، أو المتمرس على الكتابة ما يسمى بقفلةِ الكتابة، حيث تغيب الأفكار عنه ولا يعد قادرًا على إنتاج مادةٍ إبداعية، وحتى إن وجد مادةً غالبًا ما يستصعب كتابتها. وهنا يُعدُّ الأمر مُربكًا وسيئًا وعليهِ تداركُ ذلك والبحث عن طرقٍ وخطواتٍ للإلهام.
في هذا المقال سنعرض عليكَ أفكارًا تساعدك على ممارسة الكتابة يوميًّا.
1. اكتب نفس الموضوع بطرقٍ مختلفة
اجعل الكتاب صديقك في أوقات القفلة، كلما تقرأ عن موضوع أو تنتهي من قراءة فكرةٍ ما، حدد موضوعها جيدًا، ثم أعد كتابتها بأسلوبك الخاص. هذه الطريقة توسع نظرتك وترسخ فهمك لما قرأته، وعما وصلك وأيضًا تستطيع أن تحدد رأيك في ذلك، وتعطيه صبغة خاصةً بك. وأيضًا هي طريقة جيدة لخلقِ موضوعٍ للكتابةِ، وممارسةِ التمرين دون الغوص في البحث عن فكرة خاصة.
2. قائمة مستعجلة
عليكَ دومًا أن تحضرَ مواضيع تهمك أو أعجبتك فكرتها، مواضيع من حياتكَ الخاصة، قرأت عنها، أفكار كتبٍ مرت عليك، اجعلها دائمًا للأوقات التي تعاني فيها شُحًّا في الأفكار أو قفلة الكاتب.
3. اكتب عن الأعمال الفنية التي أثرت فيك
واحدة من أهم الطرق الفعالة التي تستطيع أن تعود بها للكتابة، هي الكتابة عن الأعمال التي شهادة كالأفلام والمسلسلات وحتى الأشرطة الوثائقية، الكتابة عن الشخصيات التي أثرت فيك في العمل، الأحداث التي شغلتك، وكيف تركت أثرها فيك. أيضًا تستطيع الكتابة عن اللوحات والرسومات أو الصور الفوتوغرافية التي تشاهد حيث تجعلها كمصدرٍ للإلهام. كصورِ الطبيعة، البيوت، حتى صور الجمادات واللوحات التشكيلية.
4. افتح ملفات الكتابة القديمة
يمكنك أيضًا إعادة صياغة نصوصك القديمة، أو إعادة كتابتها كليةً، وستفاجأ حتمًا من تغير أسلوبك وتحسنه على الأرجح. هذه العملية بالذات، ستعيد من خلالها اكتشاف حدود كتابتك، وعلى الأغلب ستكتشف مواضيعَ أخرى، وستغرق في كتابتها.
5. اكتب عن أهم الأحداث في يومك
يمكنك الحفاظ على الكتابة بشكلٍ دائم وحتى في الفترة التي تعاني فيها شح الأفكار من خلال الكتابة الذاتية، عن الأحداث المهمة في يومك، أو حتى كل ما فعلته في يومك، في سبيل المحافظة على الفعلِ ذاته وليس الإبداع. حيث تُعد الكتابة عن النفس طريقةً رائعة لتنمية الكتابة السردية النفسية، تتدرب فيها على كتابة الأعمال الإبداعية كالرواية والقصة، وأيضًا لتتعرف على مكنوناتِ النفسِ وتستطيع بعدها تخيل شخصياتٍ وأحداثٍ والكتابة عن ذلك في فقراتٍ ونصوصٍ حتى لو كانت متفرقة.
6. تخيل مَشاهِد
يعد الخيال رأس مالِ الكاتب دومًا، حيث تُطبخ هناك جميع الأفكار، وفي الأوقات التي تشح فيها، عليهِ أن يقوم بالتمرين الذاتي ليجلب أفكارًا من خلال التخيل، فمن الممكن أن يقوم بذلك: مشهد لطفلٍ يقرأ، امرأة تقف على الشرفة، رجل يجلس على المقهى مثلًا، مكان زاره من قبل أو يحلم بزيارته مثلًا. يمكن أيضًا إعادة كتابة مشهدٍ في فيلمٍ أو حتى مشهدٍ في الذاكرة ويسترجعه من جديد.
في الحقيقة يعاني كلُ مبدعٍ في حقلِ الكتابةِ أو الفن عمومًا، من فتراتٍ تشحُ فيها الأفكار والإلهام، وعليهِ دوما الاتجاه إلى طرقٍ تعيده إلى ممارسة هذا الأمر، وأحيانا قد يعجز عن فعلِ ذلك وقد يكون نتيجةَ تعبٍ وإجهادٍ ذهني، ويكون محتاجًا فعليًّا إلى راحةٍ أو عطلةٍ يستطيعُ بعدها إلى استئنافِ عملهِ من جديد.
متى تعرف أن عليكَ التوقف وأخذ راحة؟
- إذا كنت ملتزما بصفةٍ دائمة لتقديم أعمالٍ إبداعية أو مقالات محتوى تحت الطلب.
- إذا كنت تكتب عملًا إبداعيا: لا بأس أن تشعر بأنك غير قادر على كتابة المزيد وهذا شعورٌ للابتعاد لفترة عن العمل عليه والرجوع إليه فيما بعد.
- إذا كنت تكتب أعمالًا إبداعية بالإضافة إلى الكتابة في مجال آخر كالصحافة أو حتى الترجمة، هذا مجهود كبيرٍ يجب أن تحظى فيه براحة من الكتابة بين وقتٍ وآخر.
- إذا كنت تضطر للقراءة كثيرًا من أجل كتابةِ محتوى، يجب أن ترتاح بين قراءة وأخرى وبين القراءة والكتابة أولًا لأجل موضوع لا يشبه ما قرأته.
ليست الكتابة بالأمر الهين، خاصة ما إذا كان الكاتب يخاف الوقوع في فخ التكرار وعدم التطور، فمن الواجب دومًا العمل على استمراريته وأيضا تطوير أسلوبهِ ومواضيعه. والموازنة بين كلِ هذا.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 21,476
كيف يستطيع الكاتب معالجة فقر الكتابة وشح الأفكار، هذه أفكار تساعده على تجاوز الأمر.
link https://ziid.net/?p=87073