ماذا تفعل عندما تشعر أن عملك ليس جيدًا كفاية؟
كل نتيجة يمكنك تحقيقها هي مجرد نقطة على طول طيف التكرار والوقت.
add تابِعني remove_red_eye 91,100
في البداية كان الأمر سهلًا، لم يكن هناك ضغط، لم تكن هناك رقابة. والأهم: لم تكن هناك توقعات. عندما بدأت الكتابة كتبت في مستند خاص على حاسوبي -لأكثر من عام- قبل أن أنشر مقالتي الأولى على موقعي الشخصي. كتبت عما أريد قوله، ولأنني أردت أن أفهم أفكاري. باختصار: كتبت لأنني شعرت بالحاجة إلى الكتابة، بعد بضعة أشهر من مشاركة كتاباتي، بدأت الأمور تتغير.
فمع تكويني لجمهوري الخاص، لاحظت أنني بدأت في الحكم على عملي. سابقًا، كنت سعيدًا بتدوين أفكاري على الورق، لكن الآن أشعر أنها يجب أن تكون أفكارًا “جيدة”. بدأت في مقارنة مقالاتي الجديدة بأشهر مقالاتي. كنت أقيّم باستمرار كل ما كتبته بناءً على معيار (جيد – سيء) الداخلي [رغم أنني لم أكن أعرف بالضبط ماذا يعني ذلك!]. لحسن الحظ، لم أسمح لشكوكي بحرماني من الكتابة. اعتقدت أن هذا جزء من العملية الإبداعية لأي شخص يبتكر الأشياء باستمرار. أخبرت نفسي أن الحكم والشك بالنفس كانا مجرد عبء يجب أن أدفعه لمواصلة الرحلة وخلق عمل أفضل.
نظريًا، هذا صحيح. يتعامل الجميع مع الشك الذاتي (الفنانون والمبدعون ورجال الأعمال والرياضيون والآباء). لكن -عمليًّا- كنت مخطئًا! الشك الذاتي ليس ضريبة يتوجب عليك دفعها لتصبح أفضل في مجالك. ودعنا نتحدث عن السبب.
لعبة التنس داخلك
انتهيت للتوّ من قراءة كتاب موجود في قائمة القراءة الخاصة بي لبعض الوقت، The Inner Game of Tennis (كتاب صوتي) من تأليف “تيموثي جالي – Timothy Gallwey”. هو كتاب يتحدث عن الحياة لا التنس فحسب.
على وجه الخصوص، استوقفني اقتباس وحيد ودفعني لأعيد التفكير في الأشهر الأولى من الكتابة والشك الذاتي. “عندما نزرع بذرة ورد في الأرض نلاحظ أنها صغيرة، لكننا لا ننتقدها على أنها “بلا جذور ولا جذع”.
وإنما نتعامل معها كبذرة، ونمنحها الماء والغذاء اللذين تحتاجهما البذرة. وعندما تشقّ سطح التربة لأول مرة، فإننا لا نتهمها بأنها غير ناضجة؛ ولا ننتقد البراعم لعدم تفتّحها عند ظهورها. وإنما نقف مندهشين أمام ما يحدث ونمنح النبات الرعاية التي يحتاجها في كل مرحلة من مراحل نموّه.
“الوردة” هي “وردة” من لحظة كونها بذرة حتى مماتها. فداخلها -طيلة الوقت- تكمن كامل إمكاناتها. قد تبدو أنها مستمرة في عملية التغيير، لكن في كل مرحلة وفي كل لحظة كل شيء على ما يرام تمامًا”. – تيموثي غالوي
(الطموح) و(القناعة) ليسا أضدادًا، لكننا غالبًا ما نخطئ الاعتقاد أنهما غير متوافقين. من ناحية، يخبرنا الخبراء أنه يجب أن نكون متيقظين، ونركز على الحاضر، ونمتنّى لحياتنا بغض النظر عن النتائج. من ناحية أخرى، يخبرنا المدربون والأبطال أن الأشخاص الناجحين يتفوقون على الآخرين، وأنه يجب ألا نشعر بالرضا أبدًا، وأن الرضا عن النفس أمر مرفوض! ومع ذلك، فإن بذرة الوردة قنوعة وطموحة.
كما تقول جالي، في أي لحظة نشعر فيها أننا غير راضين عن الحالة الراهنة لبذور الورد. يكون كل شيء -في تلك اللحظة- على ما يرام تمامًا. ومع ذلك، فهي طموحة بشكل لا يصدق! فبذور الورد لا تتوقف عن النمو وتسعى باستمرار للوصول إلى مرحلة النمو التالية. كل يوم تمضي قدمًا، إنما كما ينبغي أن يكون.
هل الشك الذاتي مطلوب للنجاح؟
هل شكك بذاتك والحكم عليها مطلوبان للنجاح؟ هل يجب أن تكون غير راضٍ عن عملك ليتولد دافع جعله أفضل؟ هل الحكم على أنفسنا يجعلنا أشخاصًا أفضل؟ لا أعتقد ذلك!
- الممارسة المستمرة هي ما يجعلك أفضل.
- اكتساب العادات الجيدة هو ما يجعلك أفضل.
- الوقوع في حب الملل هو ما يجعلك أفضل.
طيف التكرار
القول أسهل من الفعل بالطبع. عندما أجد نفسي أقع في فخ الحكم على عملي، فإليك إستراتيجية أستخدمها لإعادة نفسي إلى المسار الصحيح: أحاول أن أتذكر أن كل نتيجة هي مجرد نقطة على طول طيف التكرار.
وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:
الكتابة
في هذه الحالة، قد تكون التكرارات “عدد المقالات المنشورة”
النقطة “أ” هي الحصول على أول 1000 قارئ لك.
النقطة “ب” هي توقيع عقد كتاب.
النقطة “ج” عندما تقوم بجولة حول العالم لتسويق كتابك.
ريادة الأعمال
في هذه الحالة، قد تكون عمليات التكرار “سنوات العمل” أو “عدد مكالمات المبيعات”
النقطة “أ” هي تحقيقك مبيعات بقيمة 10,000$
النقطة “ب” هي تحقيقك مبيعات بقيمة 100,000$
النقطة “ج” حين تكسب مليونك الأول!
التصوير الفوتوغرافي
في هذه الحالة، قد تكون عمليات التكرار “عدد الصور الملتقطة” أو “عدد المعارض التي أقمتها”
النقطة “أ” بيع مجموعتك الأولى.
النقطة “ب” هي عملك بدوام كامل كمصوّر.
النقطة “ج” عرض أعمالك في معرضك الأول.
كل نتيجة يمكنك تحقيقها هي مجرد نقطة على طول طيف التكرار والوقت. يعتمد عدد التكرارات التي تحتاجها لتحقيق هدف معين على ظروفك وخبراتك وتدريبك والعديد من العوامل الأخرى. طيف التكرار لكل شخص فريد: طيفك مختلف عن طيفي. من المهم إدراك أنه لمجرد أنك في النقطة “أ” وشخص آخر في النقطة “ج”، فهذا لا يعني أنك تقوم بعمل سيء.
في الواقع، لا يوجد عمل سيئ أو عمل جيد. مثلما لا يوجد شيء يُدعى (بذور الورد) هي (شجيرة ورد سيئة). هناك فقط محطات على خطّ التكرار والوقت.
الخلاصة
تخلص من الرغبة في تعريف نفسك بأنك جيد أو سيئ. إذا لم تكن قد وصلت إلى نقطة معينة بعد، فلا داعِ للحكم على نفسك بسببها. لا يمكنك جعل الوقت يمضي بشكل أسرع ولا يمكنك تغيير عدد التكرارات/الممارسات التي أجريتها قبل اليوم. الشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم فيه هو التكرار التالي.
اقرأ أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 91,100
ماذا تفعل عندما تشعر أن عملك ليس جيدًا كفاية؟.. الإجابة في هذا المقال
link https://ziid.net/?p=74119