في السنوات الأخيرة، أصبح الناس يلقون اللوم على التطور التكنولوجي الكبير الذي شهدته البشرية لما خلفه من آثار هدامةٍ ومساهمته برفع معدلاتٍ البطالة في مجتمعاتنا العربية، هذا من منظورهم على الأقل. والحقيقة هي أنّ المُلام في هذه المعادلة ليس التطور التكنولوجي ولا التجارة الإلكترونية المنبثقة عنه، فالبطالة هي النتيجة المتوقعة للتزايد الكبير بأعداد السكان مع عدم توفير فرص عمل جديدة تسدّ احتياجاتهم.
وعلى عكس ما قد يظنه الكثيرون، ساهمت التجارة الإلكترونية تحديدًا بخلق وتوليد العديد من فرص العمل الجديدة وخاصةً خلال فترة الوباء الماضية والحظر المنزلي الذي رافقها. حيث تضمن الزيادة اليومية بأعداد المتاجر الإلكترونية الناشئة توفير فرص عمل كثيرةٍ، مما بدوره يساهم في تقليل معدلات البطالة بين الناس في مختلف البلدان.
وقد ذكرت إحدى الدراسات التي أُجريت بعام 2021، أنّ التجارة الإلكترونية ساهمت في زيادة معدل العمالة بنسبة 28% خلال عام 2021، وتوقعت ارتفاع هذه النسبة تدريجيًا مع مرور السنوات.
إذًا بعد أن وضحنا أنّ التجارة الإلكترونية هي أحد العوامل المساعدة في الحدِّ من البطالة لا زيادتها، ما هي فرص العمل التي نتحدث عنها هنا؟ في هذا المقال، نقدم لك باقةً من أهم الوظائف التي أتاحتها مشاريع التجارة الإلكترونية اليوم.
أهم الوظائف التي أتاحتها التجارة الإلكترونية
1- التطوير والبرمجة
هذه الوظيفة هي من الوظائف الرئيسية التي خلقتها التجارة الإلكترونية، فمن دون الاستعانة بشخصٍ يقوم ببرمجة صفحات المتجر الإلكتروني، هل سيكون هناك متاجر إلكترونية من الأساس؟ علاوةً على ذلك، يرى 73% من مطوري الويب أنَّ عدم استجابة المتجر الإلكتروني هي من الأسباب الرئيسية التي تدفع العميل لمغادرته. لهذا يمكن القول بأنّه خلف كل متجر إلكتروني ناجح يقف مبرمجٌ موهوب.
متطلبات الوظيفة بشكلٍ عام هي أن يكون لدى المتقدم على الأقل درجة بكالوريوس في تطوير الويب أو تخصص آخر ذي صلة، كما يجب أن يكون على معرفة بكيفية استخدام برامج وتطبيقات البرمجة الشائعة ولديه الخبرة التي تؤهله لتصميم مواقع الويب. أما مهام مبرمج الويب فتتمثل بالاهتمام بكل من موقع المتجر الإلكتروني وتطبيقه، بما في ذلك التصميم الجذاب والسهل وآلية العمل الصحيحة دون أيّ مشاكل مع اختلاف الأجهزة المستخدمة لتصفحه.
تحتاج كل شركةٍ إلى توظيف محلل للبيانات، سواء كانت تعمل في مجال التجارة الإلكترونية أو التقليدية. ومحلل البيانات مسؤول عن تتبع البيانات الموجودة ودراستها وتحليلها من أجل إيجاد الحلول اللازمة لأيّ مشكلة تواجه المتجر الإلكتروني وكذلك وضع الخطط المناسبة لزيادة أرباحه ومبيعاته.
وعلى الراغبين في العمل بوظيفة تحليل البيانات أن يحملوا على الأقل درجة بكالوريوس في إدارة الأعمال أو تكنولوجيا المعلومات أو أيّ من التخصصات الأخرى التي تمكنه من أداء الوظيفة والاستعانة بالبرامج المستخدمة في تحليل البيانات مثل برنامج إكسل. إلى جانب ذلك، تفضل أحيانًا بعض المتاجر الإلكتروني توظيف محلل بيانات بخبرة، لكن هذه ليست قاعدة ثابتة.
مدير المشروع هو الحلقة التي تحرص على قيام سائر موظفي المتجر الإلكتروني بواجباتهم، فمن دونها انقطعت هذه السلسلة وبات كلٌّ منهم يؤدي عمله على هواه. ولكن اعلم أنّ على من يعمل بوظيفة إدارة المشاريع أن يكون شخصًا يتسمّ بالمهارات الاجتماعية والقيادية العالية.
أما من حيث المؤهلات العلمية، على مدير المشروع أن يكون حاصلًا على درجة البكالوريوس في تخصصٍ ذي صلة، إلا أنّ بعض المتاجر الإلكترونية قد تتغاضى عن هذا الشرط إن كان المتقدم يتمتع بموهبة فطرية ومهاراتٍ مصقولةٍ تؤهله لإتمام الوظيفة على أكمل وجه. ومع ذلك، فإنّ الخبرة هي شرطٌ أساسي لا يمكن التغاضي عنه كالخلفية العلمية.
في التجارة الإلكترونية، خدمة العملاء هي الواجهة الوحيدة التي يمكن للعميل التعامل من خلالها مع المتجر الإلكتروني، حيث يوجه العملاء أيّ استفسارات أو شكاوٍ تراودهم إلى ممثلي خدمة العملاء إما عن طريق المكالمات الهاتفية أو الرسائل البريدية أو منصات التواصل الاجتماعي.
ومن هذا المنطلق تبرز أهمية خدمة العملاء، فإما أن تحسن من سمعة الشركة أو تسيء إليها وتفقدها عملائها. لهذا السبب، تفضل العديد من المتاجر الإلكترونية توظيف شخصٍ لديه خبرة بمجال خدمة العملاء، ولكن الأهمّ من ذلك هو أن يتمتع بمهارات تواصل ممتازة من باب أنه سيكون على تواصل منتظم مع عملاء المتجر الإلكتروني.
تقديم المحتوى المتميز والفريد هو أهمّ أداةٍ تسويقية يمكن للمتجر الإلكتروني امتلاكها. فصناعة المحتوى ليست مقتصرةً على وصف المنتجات والخدمات على صفحات المتجر الإلكتروني، بل تشمل المحتوى المنشور على مدونة المتجر الإلكتروني وكافة حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني.
والهدف الأول والرئيس من صناعة المحتوى على هذه المنصات هو زيادة احتمالية ظهور المتجر الإلكتروني بنتائج محركات البحث، وبالتالي زيادة زوار المتجر الإلكتروني ومبيعاته. لذلك، من البديهي أنّ على كاتب المحتوى أن يكون على دراية تامة بمحركات البحث وآلية عملها، كما عليه إتقان كيفية استخدام أدوات استخراج الكلمات المفتاحية ومعرفة نوعية المحتوى الذي سيتناسب مع طبيعة عملاء المتجر الإلكتروني وسيجذب اهتمامهم.
بالنهاية، نستنتج أنّ التجارة الإلكترونية عملت على تزويد الناس بمجموعةٍ عديدة من الوظائف الجديدة، كل ما عليك فعله هو البحث عن الوظيفة التي تتناسب وتتوافق مع موهبتك ومجال دراستك وخبراتك السابقة.
تعرف إلى أفضل 5 وظائف جديدة خلقتها التجارة الإلكترونية..
link https://ziid.net/?p=107052