٧ خدمات لغوية أخرى يقدمها المترجم المستقل
لا يقتصر عمل المترجم المستقل على الترجمة فحسب، بل يشمل مهام أخرى يعتمد فيها على مهاراته اللغوية. وهذا يبين أهمية التعلم المستمر.
add تابِعني remove_red_eye 3,555
يقدم المترجم المستقل خدمات لغوية بناء على المهارات المُكتسبة. ولا يقتصر عمل المترجم المستقل على الترجمة فحسب، بل يشمل مهاما أخرى مثل المراجعة اللغوية وكتابة المحتوى والنشر المكتبي. فعلى سبيل المثال، لا تتوقف مهام المترجم الموظف في كثير من الأحيان عند الترجمة، بل يطلب منه رؤساؤه القيام بمهام إضافية تدخل في نطاق مهاراته اللغوية مثل مراسلة الزبائن والتواصل معهم وتحرير تقارير أو مقالات وإنجاز أبحاث في موضوع معين بناء على قراءاته لمراجع مختلفة بكافة اللغات التي يتقنها. وعلى نفس النهج، يمكن أن يقدم المترجم المستقل مهارات لغوية أخرى إلى جانب الترجمة. ومن ثم توفر هذه الخدمات دخلا إضافيا للمترجم.
وأعرض فيما يلي سبع خدمات يعتمد فيها المترجم المستقل على مهاراته اللغوية:
١) السترجة
تتيح البرامج المتوفرة مجانا على الشابكة إمكانية ترجمة الأفلام والبرامج الوثائقية والرسوم المتحركة. وبما أنها برامج سهلة الاستعمال، لا يحتاج المترجم إلى تقنيّ للقيام بهذه المهمة من الألف إلى الياء. ويشرح عدد من المواقع الإلكترونية طريقة استعمال برامج السترجة وكيفية حل المشاكل التي يمكن أن تعترض المترجم خلال هذه العملية. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر برنامجي Aegisub وSubtitle edit.
٢) المراجعة والتنقيح
يمكن أن يراجع المترجم المستقل عمل مترجم آخر للتأكد من جودة الترجمة. وينبغي أن يفرّق المترجم هنا بين مهمتَي المراجعة والتصحيح اللغوي، لأنه يحتاج في المراجعة إلى المقارنة بين النص الأصلي والنص المُترجم، ويقتصر في التصحيح على قراءة الترجمة وتصحيح ما يرد فيها من أخطاء لغوية ونحوية وإملائية.
٣) كتابة المحتوى
هذه المهمة ليست غريبة على المترجم لأنه يمارس الكتابة من خلال الترجمة، فيعيد كتابة النص الأصلي بلغة أخرى. وإذا كان المترجم متخصصا في مجال بعينه، فإنه يكون مطلعا على مصادر مختلفة ومعلومات غنية في ذلك المجال. وبناءً عليه، قد يتمكن من الإسهام في إغناء مدونة أو مجلة إلكترونية في التخصص نفسه عن طريق كتابة المحتوى. وبما أن عددا من الشركات اليوم تسعى إلى التسويق بالمحتوى من أجل الترويج لخدماتها، فإن فرص إسهام المترجم فيها متاحة له عن طريق كتابة المحتوى.
٤) النشر المكتبي (DTP)
وهو إعداد أي ملف للنشر باستخدام برامج النشر المكتبي. وفي هذا الصدد، تكون بعض النصوص المطلوبة للترجمة مصحوبة بالصور والخطاطات. وقد تكون على شكل كُتيب أو بطاقة دعوة أو تقرير سنوي أو غيره من الوثائق التي تشمل خطاطات شارحة وصور موضحة للمضمون. ولا بد من خضوع هذه الوثائق للنشر المكتبي قبل طبعها وتوزيعها على القراء. وإذا كان المترجم يجيد برامج النشر المكتبي، سيكون مستعدا للقيام بمهمة توضيب النص النهائي، وستشكل هذه المهمة مصدر دخل إضافي ستمكنه من الاطلاع بمهمتَي الترجمة والنشر المكتبي في المشروع الواحد. وستضمن أيضا للمترجم عدم تعرض ترجمته لتغيير أو حذف غير مقصودَين في أجزاء الترجمة لسبب تقني. وهو ما قد حصل معي من قبل للأسف بسبب عدم إجادة التقني للغة العربية وحذفه عن غير قصد جُملا بأكملها خلال عملية التوضيب. وتُستعمل برامج مختلفة للقيام بالنشر المكتبي مثل برامج الوورد وباور بوينت وأدوبي فوتوشوب.
٥) التفريغ الصوتي
يمكنك أن تُحوّل مقاطع صوتية إلى نصوص مكتوبة في نفس اللغة. وقد تكون هذه المقاطع تسجيلا لمقابلة ما أو حوار أو محاضرة أو اجتماع أو مكالمة هاتفية أو غيرها. ولا شك أن مهارة الكتابة السريعة ستساعدك على الإنتاجية والسرعة في القيام بهذه المهمة. وبما أن التفريغ الصوتي يتطلب خلو التفريغ من الأخطاء اللغوية والإملائية، فإن إجادتك للّغة ستمكنك من القيام بهذه المهمة.
٦) مراجعة الترجمة الآلية (MT post-editing)
قد يُطلب من المترجم مراجعة ترجمة الآلة التي يُستعان بها لربح الوقت والتكلفة. وتروم هذه المراجعة الحصول على نص نهائي مقبول. وتجدر الإشارة إلى أن عددا من المترجمين لا يحبذون هذا النوع من المراجعة لأنه يستنفد الكثير من الوقت والجهد بمقابل زهيد. وفي هذه المهمة، ينبغي على المترجم مقارنة الترجمة الآلية بالنص الأصلي قبل بدء المراجعة، وهو ما قد يستغرق وقتا أطول مما ينبغي حسب نوع النص لجعله سلسا. وللحصول على ترجمة آلية تُسهل على المترجم عمل المراجعة، يُنصح بالتأكد من عدم وجود أخطاء نحوية أو إملائية أو جُمل وعبارات غامضة في النص الأصلي قبل إخضاعه للترجمة الآلية. وقد يُطلب من المراجع إبداء ملاحظاته بشأن أخطاء المترجم الآلي. وتنقسم مراجعة الترجمة الآلية إلى نوعين، هما المراجعة الشاملة والمراجعة السريعة. فالمراجعة السريعة تروم أن يكون النص مفهوما وينقل معنى النص الأصلي نفسه دون زيادة أو نقصان. أما المراجعة الشاملة فإنها تركز على صياغة الجمل وسلاسة اللغة وتشمل أيضا الأخطاء الإملائية والنحوية المحتملة.
٧) كتابة الإعلانات
قد يُقترح على المترجم الذي عمل خلال فترة معينة في مجال الدعاية والإعلان أن يكتب الإعلانات. ويكون المترجم قادرا على القيام بهذه المهمة بفضل خبرته في هذا المجال وعمله لصالح الشركة المعلِنة، أو استيعابه عملها وأهدافها وطبيعة منتجاتها على نحو يمَكنه من الاستجابة لمتطلباتها في الإعلان. وتذكر أحد المصادر أن غياب دراسة أكاديمية نظامية لتخريج كتاب الإعلانات تجعلهم في العادة من مؤلفي الأغاني أو الهواة أو المترجمين أو الصحافيين. وتكون أحيانا مهمته ترجمة الإعلان بدل تأليفه عندما تقرر شركة أجنبية مثلا استهداف السوق العربية. فيكون الإعلان جاهزا بلغة عمل الشركة التي تحتاج نقله إلى اللغة العربية وتكييفه مع الثقافة المستهدفة. وبذلك يرتكز المترجم على الإعلان الأصلي لصياغة إعلان جديد يلائم الجمهور المستهدف. ولذلك فإن مهمة المترجم هنا تتجاوز الترجمة إلى إعادة الصياغة والكتابة. ويقع على عاتق المترجم صياغة الإعلان بلغة سليمة ومؤثرة تحقق الهدف منه.
وختاما، يوسع المترجم المستقل نطاق خدماته بناء على خبراته السابقة في مجالات بعينها والمهارات الجديدة التي يتعلمها بعد إدراجها في برنامجه اليومي. ولهذا السبب، نجد أن التعلم المستمر مهم في حياة المترجم المهنية لإثراء معارفه وتوسيع مهاراته المهنية. ويمكنك عزيزي القارئ متابعة مقالاتي الأسبوعية في مواضيع عن المترجم والترجمة على مدونتي قطار الترجمة.
add تابِعني remove_red_eye 3,555
مقال رائع للمترجمين
link https://ziid.net/?p=17929