هل تريد منافسة أمازون؟ إليك الاستراتيجيات الفعَّالة
أمازون لا تعتمد على سمعتها وعلى مصداقيتها فحسب هي تعتمد على سلاح أكثر خطوة، وهو تقييمات العملاء
add تابِعني remove_red_eye 29,532
كنت أنتظر تلك المقالة بفارغ الصبر، ولفت انتباهي هذا العنوان لدرجة أني قررت أختم بها مقالاتي الخمسين، تلك آخر مقالة كتبتها، ولكني سأراجعها قبل البقية، وسأختم –بإذن الله- بمقالة “هل سيستمر نجاح أمازون بعد اقتحامه السوق العربية” دائمًا ما نردد هذه المقولة في مصر “ختامها مسك” ولكن هناك سبب آخر دفعني لإرسال تلك المقالة قبل أخواتها، والسبب هو نقاشي مع تجار يتعاملون مع المتاجر الإلكترونية بالأمس أثناء حضوري فعالية وطن رقمي، وقتها تذكرت تلك المقالة، وشعرت بالسعادة أثناء تحدثي معهم عن التجارة الإلكترونية في السعودية بعدما بحثت كثيرًا في هذا الموضوع أثناء كتابتي لمقالات التجارة الإلكترونية؛ لذا سأعمل جاهدة من أجل إرسال كل مقالاتي دفعة واحدة لمنصة زد.
والآن دعوني أسألكم هل تثقون في آرائي؟ بالطبع تثقون في موضوعيتي رغمًا عن شخصيتي العاطفية، وأعتقد أن بيننا تاريخ حافل من المقالات التي جعلتكم تتعرفون على شخصيتي أكثر من أصدقائي المقربين؛ لذا اتركوا مشاعر التشكيك والتردد جانبًا وتعالوا معي نتخيل مستقبلًا فيه أسواق إلكترونية عربية تنافس أمازون، وتتفوق عليها أيضًا.
لا أدري لماذا خطر على بالي اسم الريَّان الآن، هل تعرفون الريان؟ لا أعرف هل شاهدتم المسلسل أم قرأتم قصة حياته، ولكن كل ما يشغل انتباهي حاليًا هو عقليته، تخيلوا لو الريَّان قرر أن يُنشئ سوقًا إلكترونيًّا كعلي بابا، هل كان سينجح كما نجح جاك ما؟ لا أضرب الودع ولا أتنبأ بالمستقبل، ولكن نهاية العظماء دائمًا من وجهة نظري إما السجن أو المُعتقل والأمثلة كثيرة منهم غاندي ومانديلا، ولكن أنا لا أخبركم أن تكونوا عظماء لدرجة دخولكم السجن أو المعتقل أنا أخبركم أن تبدؤوا بذكاء وتُحصنوا أنفسكم؛ فسوق المنافسة شرس، ولن تجدوا الطريق مفروشًا بالورود.
والآن لنترك النصائح القاسية جانبًا ونبدأ في معرفة كيف سننافس أمازون ونتفوق عليها؟ سنتحدث عن إستراتيجيتين فقط، وهم:
1- التفوق في نقاط القوة.
2- علاج أوجه القصور ونقاط الضعف.
بالنسبة للإستراتيجية الأولى فسنقوم بمعرفة كل مميزات أمازون، وسنبدأ وأعيينا على الهدف كما يلي:
• تحسين نقاط القوة
1- الاسم التجاري
لو أردت أن تنافس أمازون فأول خطوة يجب أن تقوم بها هي زيادة وعي جمهورك المستهدف بعلامتك التجارية، وتُحقق انتشار واسع، وتحتاط من فخ المشاكل اللوجستية، وأهم من هذا وذاك أن تحافظ على رضا عملائك دائمًا … رضا العملاء هو سلاحك السري تذكر تلك النصيحة جيدًا.
2- ولاء العملاء
أمازون لا تعتمد على سمعتها وعلى مصداقيتها فحسب هي تعتمد على سلاح أكثر خطوة، وهو تقييمات العملاء، في النقطة السابقة أخبرتكم أن رضا العملاء هو سلاحكم السحري، وفي المرحلة التالية لا يجب أن تكتفوا بالرضا فحسب، ولكن يجب أن تبذلوا مزيدًا من الجهد في جعل العملاء يدينون بالولاء لكم ليتركوا تقييمات تجذب عملاء جدد إليكم. في الجامعة كنا نقول عميل واحد غير راضي سيقضي على جهودك التسويقية بأكملها؛ لأننا لا زلنا نعيش في عصر الاتصال الشفوي “Word of Mouth”.
3- ركز على وضع تقييمات عملائك بشكل واضح
أمازون يعتمد في بيع منتجاته على تقييمات العملاء، عن نفسي بحثت بالأمس عن ريكورد، وكاميرا ديجيتال ووجدت تقييمات العملاء أكثر من معلومات وصف المنتج، وهنا تأكدت لماذا عملاء أمازون الجدد يفضلون أمازون عن غيره لأنهم يثقون في العملاء الذين اشتروا بالفعل ويقتنعون بتقييماتهم. ما رأيكم إذن أن تستخدموا الإستراتيجية الآتية؟ أن تشجعوا عملائكم على كتابة آرائهم في المنتجات التي حصلوا عليها من متجركم –دون حثهم على كتابة تقييم جيد- في مقابل حصولهم على خصم 15% مثلًا على أول (3) منتجات يشترونها لاحقًا من متجركم، أعتقد أنها إستراتيجية ضرب عصفورين بحجر واحد، زيادة المبيعات وجذب عملاء جدد في آنٍ واحد.
4- أكثر من موعد لتسليم المنتجات
بالأمس رأيت (3) اختيارات لتسليم الكاميرا إما خلال يوم واحد أو خلال يومين أو خلال ساعات محدودة، سأنشر لكم قريبًا –بإذن الله- مقالة أخبركم فيها عن سلبيات التجارة الإلكترونية، ولكن الآن سأخبركم أن التأخير في توصيل المنتجات هو أسوأ سلبياتها؛ لذا لا تنسى أن تضع خاصية اختيار وقت إرسال المنتجات في متجرك، مع إضافة رسوم للتوصيل العاجل.
5- القائمة المفضلة
أتعلمون ما أكثر شيء يعجبني في أمازون على المستوى الشخصي؟ قائمة التفضيلات، تلك القائمة يوجد فيها أكثر المنتجات استهلاكًا، لاحظوا أن معرفة العميل أن الجمهور استخدم تلك المنتجات، وفضلها عن غيرها ستدفعه لشراء تلك المنتجات وهو مغمض العينين، حتى لو كان ينوي شراء منتج أقل سعرًا. طبعًا هناك مميزات أخرى في أمازون، ولكن بيت القصيد هنا ليس استعراضها فحسب، بل في كيف نُطور تلك المميزات في جلسة عصف ذهني مفيدة، وبعد تلك الجلسة نضع إستراتيجية بناء أقسام المتجر بناء على ما استخلصناه من نتائج.
والآن دعونا نذهب للعيوب، وكيف نُصلحها من خلال الإستراتيجية التالية:
• علاج أوجه القصور
هل تتذكرون فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية؟ “لازم يا خلف تتفوق على اللي اسمه سراج ده في حاجة” هنا دعونا نتفوق على أمازون في علاج نقاط ضعفه وتحويلها لنقاط قوة لمتجرنا الإلكتروني كما يلي:
1- نسبة العمولة
أمازون يعطي المسوقين الذين يبيعون منتجاتهم على منصته عمولة تبدأ بــ 5% فقط، وتزداد بارتفاع كمية المنتجات التي تبيعها إلى أن تصل إلى ٩% وأحيانًا قد تصل لــ ١٦% فحسب.
2- الأسعار عالية جدًا
أتتذكرون حينما أخبرتكم أني اشتريت (5) منتجات بسعر منتج واحد فقط؟ هذا المنتج كان موجودًا على أمازون، الغريبة أن نفس المنتجات أسعارها أقل بكثير في موقع علي بابا؛ لذا ستجد العملاء يتصفحون صفحات أمازون ويذهبون لمتاجر أخرى للشراء؛ فكن أنت يا عزيزي من يمتلك هذا المتجر الذي يُفضله العملاء أكثر من أمازون.
3- لا نقطة ضعف ولا قوة
يقف أمازون بجانب المشتري دائمًا ويعطيه مهلة (3) شهور لضمان المنتج، وهذا يؤثر بالسلب على البائع. إذًا كيف تُرضي الطرفين؟ من خلال خطوة مهمة جدًّا أن تُنشئ قسمًا للجودة يُراجع المنتجات بعد أخذها من التجار، وتقوم أنت بتغليفها وتضع علامة الجودة عليها؛ فهذا سيجعل العميل راضيًا عن المنتج ويثق فيه بما أنك وعدته أن المنتج مرَّ بقسم الجودة، وفي نفس الوقت ستعود البضائع للبائع في لحظتها إذا خالفت معايير الجودة، وحينها لن يستاء التاجر من متجرك لأن المنتج لم يذهب للعميل أصلًا، وكان به عيوب منذ البداية، ألم أقل لكم إن مقالاتي الأخيرة في سباق الخمسين تكون دائمًا مسك الختام؛ لأن ببساطة عقلي فيها يصل لأعلى معدلات إبداعه.
في الختام.. اجلس مع شخصين قبل بدء متجرك الإلكتروني، أحدهما شخص مُبدع يأتي بأفكار خارج الصندوق، والآخر شخص على دراية بأرقام الاقتصاد الرقمي، وحللوا مميزات وعيوب أمازون بتوسع أكثر، وأصلحوا العيوب وحولوها لمميزات، وطوروا نقاط القوة وحسنوها واكتبوا استراتيجية متكاملة قائمة على نتائج جلسة العصف الذهني تلك.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,532
منافسة أمازون ليست بالأمر الجلل كل ما عليك أن تعالج القصور وتضاعف المميزات تعرف على التفاصيل
link https://ziid.net/?p=100660