تطوير منتج ناجح للبيع في متجر إلكتروني

إن مجال التجارة الإلكترونية غير مفاهيم السوق التقليدية، حيث سهل المهمة على الزبون بشرائه لأي منتج فقط عن طريق الهاتف أو الحاسوب، لكننا في هذه المقالة سنضع تركيزنا على الطرف الآخر من العملية ألا وهو البائع، فمع مرور الوقت وانتشار التجارة الإلكترونية في شتى بقاع العالم أصبح على البائع تطوير المنتجات التي يقوم ببيعها واستكشاف وابتكار منتجات أخرى ليكون هو السَّبَّاق وللحصول على غنيمة الأسد من الربح. فهل يجب على فكرة المنتَج أن تكون جديدة؟ وكيف أختار منتَجًا يحل مشكلة عند العميل؟ وما هي العوامل الأساسية لنجاح منتَجي؟ وأخيرًا، كيف أختار المنصة المناسبة لبيع منتَجي؟

أهمية المنتج

يُعد المنتج هو الوحدة البنيوية للتجارة الإلكترونية، ولهذا سيكون هو محور فقرتنا الأولى، فليس من الضرورة أن تكون فكرة المنتج جديدة نظرًا لصعوبة ذلك في الوقت الحاضر ولتوسع السوق الإلكتروني، لكن ما سيميز المنتج الخاص بك هو طريقة تقديمك للمنتج، والذي يعتمد على نقطتين أساسيتين: أولًا، صور أو فيديوهات ذات جودة عالية تشرح الحل الذي يقدمه المنتج، ثانيًا، عروض بيع متفردة ومميزة. لكن قبل الوصول لمرحلة العرض لا بد من المرور عبر مراحل أساسية لتطوير المنتج. أولًا، ابتداع الفكرة والتي تقوم أساسًا على جمع المعلومات من السوق ومعرفة ما يحتاج إليه الأفراد بشكل خاص.

ثانيًا، تجميع الأفكار، فبعد جرد حاجات السوق يتم اختيار الفكرة الأنسب للمنتوج. ثالثًا، دراسة مشروع المنتج، وتتم هذه المرحلة بمساعدة طاقم خاص يعمل على حساب تكلفة المنتج تغليفه وتسعيره، ومن ثم الأرباح التقديرية الخاصة به. رابعًا، وهي مرحلة يمكن الاستغناء عنها في بعض الحالات حيث يعمل البائع في هذه المرحلة على طرح المنتج في سوق صغير ومستهدف لاختبار فعالية المنتج. وأخيرًا، ومرحلة التقييم النهائية، وخلالها يطرح المنتج في السوق بشكل علني ويتم بعد ذلك مراقبة حركة المبيعات بشكل مستمر.

بالإضافة إلى ما ذكر هنالك عوامل أساسية تساعد المنتج على النجاح، نذكر منها:

•  ضرورة أن يحتوي المنتج على مواصفات ذات جودة عالية تناسب حاجيات السوق.
•  وضع خطة مسبقة للعمل، عن طريق تحديد تاريخ طرح المنتج في الأسواق وتاريخ الانتهاء.
•  الاهتمام بالتسويق الإلكتروني عن طريق الإعلانات خصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتقديم عروض خاصة بالمناسبات والأعياد.
•  قابلية تطوير المنتج للتأقلم مع السوق.
•  التركيز على شكل المنتج الخارجي وتناسق الألوان لجذب اهتمام العميل.

إن المنتجات التي تباع على الأسواق الإلكترونية وتحل مشاكل للعملاء أصبحت متنوعة بشكل كبير، وبالتالي على البائع أن يكون ذكيًّا في اختياراته. يمكن البدء بالمُكَملات الغذائية، كالفيتامينات والحديد والزينك والبروتينات المركزة، حيث تشكل هذه المُكَملات أحد الأعمدة القوية في هذا المجال باعتبارها مواد استهلاكية يتم الطلب عليها بشكل مستمر شهريًّا من طرف الزبناء وبالتالي كسب جمهور وفي ودخل سلبي مضمون.

يمكنك أيضًا اختيار المواد التجميلية كجهاز تبييض الأسنان والعطور والمراهم المقاومة للشمس إلى غير ذلك. فعالم التجميل بصفة عامة هو عالم ربحي يقتات عليه الملايين في الألفية الجديدة، لأنه صنع طفرة في العلم البشري، وبالتالي يمكنك أن تصبح جزءًا منه. أخيرًا، عالم الموضة والملابس، وهو عالم يتحدث عن نفسه نظرًا لعشق أغلبنا في شراء الملابس وتسهيل العملية بشكل إلكتروني، حيث غزا التسوق الإلكتروني كل البيوت وتطورت عدة برندات في العقد الأخير بفضل ذلك.

اختيار المجال والتخصص فيه

إذن عزيزي يمكنك اختيار أحد المجالات المذكورة والتخصص فيها أو البحث بشكل متعمق في مجالات أخرى. لكن عليك دائمًا حساب قسمة الطلب على المنافسة، فكلما كانت هذه الأخيرة قليلة وكان الطلب مرتفعًا زادت حظوظك في نجاح المنتَج مع المرور من الخطوات التي تم ذكرها والحفاظ على مراحل تطوير المنتج.

ننتقل إلى منصات البيع والتي ستعتمد على الجمهور المستهدف الخاص بك. أولًا، منصة أمازون وهي أكبر منصة تجارة إلكترونية في العالم لكن وجب التحذير بصعوبة المنافسة نظرًا لتواجد أكثر من خمس مليون بائع. ثانيًا، منصة إيباي وهي أيضًا منصة عالمية وميزتها قدرة بيع المنتجات المستخدمة والسلع الشخصية على غرار طبعًا المنتجات الجديدة.

ثالثا، منصات التواصل الاجتماعي وهنا سأتحدث تحديًدا عن انستغرام وفيسبوك واللذان يُعدان من فطاحلة التسويق الإلكتروني حيث يمكن للبائع أن يقوم باستهداف دقيق جدًّا للجمهور بتحديد العمر المتراوح، البلد أو المدينة، الاهتمامات إلى غير ذلك عن طريق الإعلانات الممولة لضمان أكبر عدد من الزبناء. أخيرًا، منصة نون، وهي منصة عربية تتيح الشحن لمصر والسعودية والإمارات، وتوفر بدورها بيع لكل المنتجات سواء التجميلية، المنزلية والإلكترونية.

الدروبشيبينج

وبما أننا نتحدث عن التجارة الإلكترونية وتحديدًا تطوير المنتجات، فلا بد من شرح بسيط لمفهوم أساسي في هذا المجال وهو الدروبشيبينج، والذي يعتمد في الأساس على بيع منتج لا تمتلكه في الوقت الحالي بل تقوم فقط بالإعلان عنه في المنصات وعندما تتوصل بطلبية تقوم بشرائه ثم إعادة بيعه، وبهذا تكون قد تجنبت نسبة مخاطرة لا بأس بها. ويُعتبر هذا المجال هو الأفضل بالنسبة للمبتدئين والذين لا يملكون رأس مال كافٍ لتغطية مشروع مستقل.

أما بخصوص الإعلانات ولتجنب المنافسة على البائع ان يفكر تارة خارج الصندوق، فبدل استخدام الفيسبوك و الانستجرام كمنصات إعلانية والتي عليها منافسة عالية يمكنك استخدام التيك توك والذي يقدم نفس الخصائص وبثمن أقل في الوقت الحالي. وعلى نفس السيرة، فكرة الإعلان كلما كانت مبتكرة كلما شدت الزبون مثل الرسوم الكرتونية المتحركة التي تبقى كلماتها عالقة في الأذهان ستكون أفضل من صورة تقليدية للمنتج على أمازون وعلي بابا. كنصيحة أخيرة، الاهتمام بالأعياد والمناسبات والفترات المميزة من السنة، بالإضافة إلى تغير الفصول كلها عوامل مفصلية ستأثر بشكل مباشر على الأرباح، دون نسيان طبعًا الاهتمام بخدمة العملاء التي تعتبر الواجهة الخاصة بالمنتج.

تلخيصًا لما سبق

المنتج يجب أن تتم دراسته بشكل جيد والمرور من كل مراحل تطويره من ابتداع الفكرة حتى التقييم النهائي، ومن ثم التركيز على الجانب الجمالي والتغليف والتسعير، والانتقال الى الجانب الإعلاني الذي يُمَثل بالتسويق الإلكتروني، وفي الأخير توفير خدمة عملاء سلسة ومتمكنة. وبهذا ستكون ضمنت تطويرا مكتملا لمنتج ناجح في متجر الكتروني.

إن مجال الربح على الإنترنت هو بحر واسع، فكلنا سمعنا أو رأينا أناسًا ربحوا مبالغ كبيرة ستبدو لك للوهلة الأولى مستحيلة، لكن ما لا تراه هو عدد السنين التي تم قضاؤها في مرحلة التعلم، وعدد المحاولات الفاشلة في سبيل الوصول إلى النجاح، لذلك عزيزي القارئ يجب أن تعلم أن مفتاح النجاح هو الاستمرارية، ومجال التجارة الإلكترونية هو أيضا لم ولن يَكسر القاعدة، فالفشل لا يعتبر فَشلًا إلا إذا وقفت عنده، وللنجاح لذة لن يرويها لك الناجحون.

إليك أيضًا

• في التجارة الإلكترونية والتقليدية: كيف تروج لمنتجاتك بشكل مذهل؟
• التجارة الإلكترونية ومزاياها وأهم المنصات التي يمكنك استخدامها
• أهم سبع مراحل لتنطلق في التجارة الإلكترونية