5 عوامل مهمة مؤثرة في الخدمات اللوجستية لمشاريع التجارة الإلكترونية

يمضي الناس الآن وقتًا طويلًا في اختيار المنتجات التي يحتاجونها عبر المتاجر الإلكترونية، وفي المقابل يسعى أصحاب هذه المتاجر إلى توفير طلبات العملاء في أسرع وقت ممكن وبأفضل شكل، حيث إنّ هذا الأمر يؤثر بشكل كبير جدًا على كسب العملاء لا سيَّما في ظل المنافسة الشرسة التي يواجهها أصحاب المتاجر الإلكترونية. إذًا؛ فإنَّ الخدمات اللوجستية للتجارة الإلكترونية خطوة مهمة جدًّا تساعد في تحقيق هذا الهدف، ولكن قد لا يكون من السهل تحقيق الأمر كاملًا بنفسك، سيكون عليك أن تعرف المكان الأفضل لوضع بضائعك ومنتجاتك ما يساعدك في تقديم شحن وتسليم سريع، دون خسارة الكثير من الوقت والموارد.

سنتطرَّق في هذا المقال إلى تعريف لوجستيات التجارة الإلكترونيّة، والاختلاف ما بين البيع بالتجزئة والجملة، وكيفيّة تقديم خيارات الشحن الأفضل، ومعلومات مهمة أخرى، فتابع القراءة.

ما لوجستيات التجارة الإلكترونية؟

يقصد بـ “لوجستيات التجارة الإلكترونية” عمليات تخزين البضائع وشحن مخزون المنتجات لمتجر إلكتروني أو لمشروع تجاري إلكتروني. تبدأ لوجستيات التجارة الإلكترونية بنقل المخزون من الشركة المُصَنِّعة، وتستمر حتى وصولها إلى وُجهة العميل النهائي، في حين تتضمَّن هذه العملية: إدارة المخزون، واختيار المنتجات، والتعبئة، وشحن الطلبات إلكترونيًّا عبر الإنترنت.

نظرًا لوجود ملايين الطرود التي تُشحن يوميًّا في جميع أنحاء البلاد والمعمورة، من الضروري للغاية اعتماد أنظمة تساعد في الحفاظ على المسار الصحيح لعمليات البيع، والتأكد من تسليم المنتجات في المكان المُناسب والوقت المُحدَّد.

استيفاء الشروط رقميًّا واحدة من أهم لوجستيات التجارة الإلكترونية، وتشمل الآتي:

• إدارة المخازن.
• التخزين والمتاجر.
• عملية الإيفاء الطلبات (الاختيار، والتعبئة، والشحن).

حتى تسير عملية إدارة لوجستيات التجارة الإلكترونية بسلاسة، لا بُدّ من تكامل هذه الشروط وعمل الأجزاء كلها معًا لإنجاز العمل بأكمل شكل ممكن، في حين أنّ كل شرط ممّا سبق يمثّل فعليًا عالم معقد بحد ذاته. وكذلك فإنَّ أي انقطاع في عملية الاتصال أو التنفيذ في سلسلة التوريد مع العميل ستشكِّل تجربة سيئة معه، ما يعني خسارة هذا العميل وعملاء آخرين أيضًا.

لذا؛ يجب على شركات التجارة الإلكترونية أن تحرص على توفير مخزون كافٍ من المنتجات في مراكز التوزيع القريبة من العملاء، كما ويمكن الاستعانة بالشركات التي توفر هذه الخدمة، والتي تُسمى شركات تقديم الخدمات اللوجستية المستقلة، أو ما تعرف بالإنجليزية Third-party Logistics Provider، واختصارها (3PL).

5 عوامل مهمة تؤثر في خدمات مشاريع التجارة الإلكترونية اللوجستية – من سلة التسوق إلى العميل

لو عدنا بالزمن لأربعين عامًا مضت، نجد أنّ هناك خط اتصال مباشر نسبيًا بين المُوردين وتُجّار التجزئة، ولكن نظرًا لتطور عالم التجارة الإلكترونية في العصر الحالي، وفقد أصبحت عملية الاستيراد عالميّة وأكثر تعقيدًا من خلال العمليات اللوجستيّة وعالم التصدير والاستيراد. ستجد الآن الكثير من الوسائل التي تساعد في ضمان وصول المنتجات للعملاء، حتى وإن كانوا في مكان آخر بعيد جغرافيًّا، في حين يرى رُوَّاد الأعمال والمشاريع الآن أنَّ مهمة تنظيم العمليات اللوجستية أصبحت أكثر صعوبة، لا سيَّما في مشاريع التجارة الإلكترونيَّة، حيث تنقسم هذه المهمة إلى جزئيْن:

الأول من الشركات المُصنِّعة إلى تُجار التجزئة، والثاني من تجار التجزئة إلى المستهلكين النهائيين (أي العملاء). فما هي العوامل التي تؤثر على نجاح الخدمات اللوجستية في مشاريع التجارة الإلكترونية؟

أوّلًا: شركات التوريد

الموردون أو صانعو المنتجات هم الذين يملكون مخزونًا جاهزًا للشحن إلى شركات البيع بالتجزئة، تعمل شركات التوريد على تصنيع المنتجات وشحنها إلى مراكز البيع بالتجزئة أو شركات الخدمات اللوجستية عند تقديم طلب شراء للبضائع.

ثانيًا: مراكز الإيفاء بطلبات العملاء

مراكز الإيفاء هذه تُمثِّل المستودعات والمخازن الكبيرة التي تحتفظ بالمنتجات في مواقع قريبة من المستهلك النهائي، ليتم بعدها انتقاء الطلبات، وتغليفها، وشحنها لضمان تسليم العميل طلبه بأسرع وقت ممكن. قد يستأجر صاحب المشروع التجاري الإلكتروني موقعًا لتخزين منتجاته أو يكون مالكًا له، ورُبَّما يستعين بشركات الخدمات اللوجستية المستقلة، والتي توفِّر عليه تنفيذ خدمات البيع بالتجزئة وتوابعها.

ثالثًا: مراكز توزيع البضائع

يمتلك تجار التجزئة الكبار في مجال التجارة الإلكترونية منتجاتهم في مواقع متعددة في المملكة أو في العالم، وبدلًا من الاحتفاظ بمخزون البضائع كلها في مكان واحد، ما قد يؤخر أحيانًا عمليات التسليم ويكلف المزيد من تكاليف الشحن، فإنّ تقسيم المنتجات والبضائع في مراكز مختلفة سيكون أفضل بكثير.

رابعًا: مرافق فرز طلبات العملاء

تكون مرافق فرز طلبات عملاء المتاجر الإلكترونية واسعة النطاق عادةً، وتنقل كميات كبيرة من البضائع من خلال وحدات الاحتفاظ بالمخزون (SKUs).

خامسًا: شركات النقل

تتولَّى شركات الشحن نقل المنتجات إلى وجهتها الأخيرة.

شروط تقديم خدمات لوجستية مميزة في مشاريع التجارة الإلكترونية

لتقديم خدمات لوجستيَّة مميزة في مشاريع التجارة الإلكترونية، لا بُدَّ من التركيز على كفاءة سلسلة التوريد، وهذا يتضمَّن اختيار أفضل التقنيات، والموارد، والممارسات المصممة لمساعدتك في تطوير مشروعك التجاري. من أهم الشروط الواجب توفرها:

1. توزيع المخزون السلعي

الاحتفاظ بكل مخزون البضائع في مكان واحد قد يُوفِّر عليك المال على المدى القصير، ولكن ربَّما سيكون أكثر تكلفة على المدى البعيد في حال تطور ونمو مشروعك التجاري الإلكتروني، واختلاف عمل مواقع شحن المنتجات.

2. البرنامج التكنولوجي لإدارة المخزون

إنَّ إدارة مخزونك السلعي تتطلَّب توفير تقارير دقيقة وإحصاءات مهمة في الوقت الحقيقي للكميات عبر وحدات التخزين ومواقع الشحن، لا سيَّما إن كنت تعمل فقط من داخل مكتبك.

وبدلاً من استخدام الخيارات اليدوية (مثل قوالب أوراق الجرد أو جداول البيانات) يمكنك استخدام برنامج تقني مصمم للعمليات اللوجستية في التجارة الإلكترونية.

من أهم الميزات التي يجب أن تتوفر في هذا البرنامج عند اختياره:

• تتبع عملية الجَرْد في الوقت الحقيقي.
• تعيين نقاط إعادة الترتيب حتى تعرف الوقت المناسب لإرسال المزيد من المخزون.
• إدارة وحدات الاحتفاظ بالمخزون (SKUs)، وتحديد متغيرات المنتج بسهولة.
• توافق البرنامج مع الأجهزة التكنولوجية التي تستخدمها في عملك.
• توفير معلومات دقيقة حول عدد المنتجات وتوفرها في أيام محددة.

3. أنظمة إدارة المستودعات والمخازن

إذا كنت أنت المسؤول عن إدارة المستودع أو المخزن الخاص بمشروعك بالإضافة إلى إدارة الخدمات اللوجستية، فأنت بحاجة إلى استخدام نظام إدارة المستودعات (WMS). تُستخدم هذه الأنظمة لتتبع أداء المستودعات وتقديم رؤى قيمة لتحسين عمليات المستودعات الخاصة بك.

أخيرًا؛ عليك أن تعرف أنَّ اختيار شراكة قوية مع شركة خدمات لوجستية رائدة في مجالها يزيد من كفاءة عملك، ويُقلّل عليك الكثير من التكاليف المدفوعة، بالإضافة إلى تقديم خدمة عملاء رائعة بدون أخطاء جسيمة تُذكَر. تأنَّ في اختيارك، لتحصل على نتائج مذهلة فيما بعد تساعد في تطوير مشروعك الخاص بالتجارة الإلكترونية وريادته بين جميع مشاريع التجارة الأخرى المنافِسة.